حكام العراق .. ومحاولة كسر السلسلة المشؤمة

 

احمد حبيب السماوي
Ahmed_alsamawe@yahoo.com

الذي يقرأ تاريخ العراق السياسي يجده حافلا بالدماء والانقلابات العسكرية وقتل زعمائه فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 وأبناء هذا الشعب يقعون ضحية التناحرات والصراعات السياسية تحت مسميات مختلفة كالديمقراطية_ العروبة_ الاشتراكية 00 إلى أخره من العناوين التي ما انزل الله بها من سلطان.ولكن الدماء لم تكن لتصيب أبناء الشعب فقط بل طالت حتى رؤساءه وحكامه ممن تناوبوا على حكمه ضمن سلسلة دموية امتدت منذ بداية العهد الملكي إلى تاريخ سقوط بغداد هذا ما اكتشفه الرئيس العراقي الحالي جلال الطلباني والمولع بقراءة تاريخ العراق المظلم فمنذ الملك فيصل والذي قتل بإبره سامه من قبل ممرضته في إحدى مستشفيات سويسرا مرورا بمقتل الملك غازي بحادث سيارة في ساحة قصره ووصولا إلى الملك الشاب فيصل الثاني الذي وجد نفسه مقتولا رميا بالرصاص هو وإفراد عائلته من قبل ثوار التحول الجمهوري الجديد.

إلى هنا انتهى الحكم الملكي والذي امتد 38 عاما من تاريخ العراق وبدء الحكم الجمهوري مستفتحا عصرا جديدا من الموت والدماء بإعدام رئيس وزراءه عبد الكريم قاسم من قبل نفس الثوار دعاة الحرية والديمقراطية وتولى من بعده عبد السلام عارف رئيسا للعراق الذي قتل بسقوط طائرته الرئاسية نتيجة اندلاع النيران فيها إثناء جولة تفقديه له في مدينة ألبصره ثم اخذ مكانه شقيقه عبد الرحمن عارف رئيسا بالوراثة إلا انه نجا من الموت بأعجوبة لا اعتقد بأنها ستتكرر ثانية.

بعدها جاء الحكم ألبعثي باستلام احمد حسن البكر لرئاسة الجمهورية العراقية وموته بشكل غامض وسريع بعد تنازله لنائبه صدام حسين والذي أصبح رئيسا وبدء موعدا جديدا مع الموت والتقتيل والتعذيب والترهيب إلى يوم إعدامه بعد سقوط نظامه بيد القوات الأجنبية ليتولى من بعده غازي عجيل الياور خلال المرحلة الانتقالية والذي كان اقرب مايكون إلى شيخ عشيرة منه إلى رئيس جمهورية لهذا لم يكن وجوده من عده شيا يذكر.وأخيرا وليس أخر تولي الرئيس جلال الطلباني لرئاسة العراق كأول رئيس كردي لجهورية العراق.

ولكي لاينظم مام جلال إلى هذه السلسلة الدموية المشؤمة فقد قال للمقربين منه كما قال فرعون لمستشاريه ( ائتوني بكل ساحر عليم ) وجاءوا إليه بالسحرة وبعد استشارتهم وطلب النصح منهم أشاروا إليه بان كسر هذه السلسلة لأيتم إلا باستخدام تعويذة خاصة وذلك بالامتناع عن التوقيع على حكم إعدام صدام حسين أملا منه أن لاينفذ الحكم وان لايعيد التاريخ نفسه وبهذا يكون مام جلال قد رفع عن نفسه السحر ونجا من الموت قتلا ومات موتا طبيعيا تحت ظلال جبال كردستان الشامخة ولكن سارت الرياح بما لاتشتهي السفن واعدم صدام حسين وأصبح رماداً تذروهُ الرياح.

فالحذر كل الحذر ياسيادة الرئيس مما تخباءه الأيام القادمة.

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com