اضاءات في الجهاد وسبله للمجاهدين!!!!

 

علي حسين البلداوي

alialbldawai@gmail.com

الجهاد يعرف مرة اصطلاحا وتارة اخرى لغة.. اما الجهاد في اللغة فهو كل جهد يبذل ويعطي ويقدم في سبيل اي قضية سامية كانت ام غير سامية.. مجرد ان يبذل الانسان جهدا وطاقة من بدنه يقال لهذا جهاد.. حتى لو كان يبذل جهدا في سبيل قضية سافلة مثل اللص الذي يبذل طاقة من اجل ان يسرق فهذا جهاد.. اما التعريف الاصطلاحي ان الجهاد اصبح من يبذل طاقة وجهد في سبيل قضية سامية ومحترمة يقال له جهاد.. فالذي يبذل جهد في سبيل حماية موطنه واعلاء كلمة الحق ومحاربة الباطل يقال له مجاهد وعرف الجهاد عند المسلمين بالدفاع عن جوهر الاسلام.. والجهاد له انواع واقسام كثيرة ويمكن ان نحصره في ثلاثة اقسام جهاد اصغر وجهاد اكبر واعظم الجهاد...فالجهاد الاصغر هو ان يدخل المجاهد في معركة من اجل حفظ الاسلام ورفع راية الحق والدفاع عن العرض والاموال وعن الارض.. عن رسول الله (ص) كان يستقبل المسلمين القادمين من المعارك عند ابواب المدينة المنورة ((مرحبا بقوم انهوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الاكبر)) فقالوا يارسول الله هذا الذي نحمل فيه دمائنا على اكفنا يقال له جهاد اصغر ؟؟؟ فما هو الجهاد الاكبر... واما الجهاد الاكبر فهو جهاد النفس.. لدينا هنا اشارة جدا مهمة ويتسال الكثيرين لماذا هذا الجهاد اصغر وذلك جهاد اكبر.. فالانسان يرى ان الجهاد في المعركة هو الاخطر والاشد على الانسان.. نعم هذا في الظاهر ولكن لنتكلم بالمنطق قليلا ونفسر هذا الحديث الشريف.. في المعركة الاعتيادية انت ترى عدوك وعدوك يراك وتسطيع ان تتغلب على عدوك ويستطيع ان يتغلب عليك عدوك ايضا وتحدد موقعه ايضا ويستطيع عدوك ان يحمي نفسه منك وكذلك انت تستطيع ان تحمي نفسك من عدوك.. والمعركة لاتنتهي الا بنتيجتين الا وهما الاولى ان قتلك عدوك فقد ظفرت بالشهادة ونلت الرضوان واما ان قتلت عدوك فقد ظفرت بالنصر وهذا هو تفسير الجهاد الاصغر (حيث انك ظفرت باحدى الحسنين اما النصر واما الشهادة) وفي كلتا الحالتين انت الرابح... هذا من جانب اما الجانب الثاني الجهاد الاكبر..  فعدوك هنا هو ابليس...ابليس يكمن لك في نفسك ولاتستطيع ان تراه او ان تحدد مكانه ولايتصور شخص ان ابليس لاياتي له وهو مؤمن وانه يصلي ويقرا القران وابليس موجود فقط بالملاهي ونوادي الفسق والفجور ؟؟؟؟ .. لا فابليس لامكان له هناك لان اصلا تلك الاماكن تحتوي على اتباعه ومن غير المنطقي ايضا ان قائد او حاكم مملكة يغزو مملكته التي يسيطر عليها فابليس مكانه عند المؤمن دائما وبجانب الصالحين والمؤمنين فهذا عمله الرئيسي (وعزتك وجلالك لاقعدن صراطك المستقيم) اين هو صراط الله المستقيم؟؟؟ اهو في الملاهي الليلية او في الخمارات... صراط الحق موجود في الجامع واثناء الصلاة واثناء الصوم واثناء تادية فريضة الحج واثناء العمل .. فابليس لاياتي للشباب الفاسقين والمجرمين لان ابليس ارتاح منهم لانهم اصبحوا اتباعه وانصاره وجنوده.. وصاروا يعملون لمصلحته.. في حين ان المؤمن هو النفس العامرة.. وابليس مثل اللص .. لاياتي الى البيوت الخربة فهل رايت لص يسرق من بيت مدمر وبيت خربة.. ولكن ياتي الى البيوت العامرة والتي تحوي على الدرر.. فابليس ياتي الى النفوس العامرة لكي يدمرها فهذا هو عمله.. فهذا العدو يكمن لك في اماكن جدا صعبة.. وكذلك ان ابليس هو يراك وانت لاتستطيع رؤيته ويعرف كل خطواتك وتفكيرك وتصرفاتك فتصبح المعادلة هنا اصعب من الجهاد الاصغر.. ثم ناتي الى الناتج ففي النتائج في الجهاد الاصغر (في كلتا الحالتين انت الرابح احدى الحسنين سواء قتلك او قتلت عدوك) ولكن في الجهاد الاكبر اذا قتلك ابليس يسوقك الى جهنم ولاتربح اي شي.. ويزلك عن الصراط وعن الجادة السليمة ... وفي يوم القيامة يقول اني بريء مما يعلمون.. واذا قتلته فيكون الفلاح والنجاح سبيلك.. لذا هنا المعادلة اصعب والنتائج كذلك.. واما النوع الثالث فهو اعظم الجهاد.. هنا يبتلى المؤمنين حقا ويعرف الصادقون.. حيث هنا اريد ان اقرب الصورة لكم بالامثلة وستكون اوضح ويفهم المغزى منها... ان الله دائما مايميز الانبياء بانهم صالحين وخاصة البشر والسبب انهم تعرضوا لاقسى الانواع من التعذيب والتنكيل والتشريد والسبب هو دعوتهم عند قومهم وهم يفوقهم عددا ومكانة وحتى في بعض الاحيان قوة... ولاتعرف الشخص القوي الا في المحن والاختبارات... وكذلك المثل الثاني هو الامام علي (ع) حيث طبق الجهاد بالانواع الثلاثة.. فالجهاد الاصغر طبقه في حياة رسول الله حيث خاض النبي قرابة (83) معركة وخاض الامام (82) ولولا سيف علي ابن ابي طالب لاتوجد ماذنة في يومك هذا... ومعركة الخندق حاضرة  والنبي ينادي من لعمر واضمن على الله له الجنة والمسلمين يرتجفون من الخوف ويكرر ندائه لعدة مرات ولكن مامن مجيب .. وكان عمر يرتجز (ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز) فاجابه الامام علي (ع)

لاتعجلن فقد اتاك مجيب صوتك غير عاجز

اني لارجو ان اقيم عليك نائحة الجنائز

في ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزائز

وبرز الامام وضربه ضربة حتى اسقاه المنون وعندها قال النبي (لضربة علي يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين الى يوم القيامة).. وكذلك يوم خيبر ايضا الواقعة حاضرة حتى وصفها ابن ابي الحديد

ياقالع الباب التي عن هزها عجز اكف اربعون واربع

ياهازم الاحزاب لايثنيه عن خوض الحمام مدجج ومدرع

ااقول فيك صميدع كلا ولاحشا لمثلك ان يقال صميدع

مالعالم العلوي الا تربة فيها لجثتك الشريفة مضجع

بل انت في يوم القيامة حاكما في العالمين وشافع ومشفع

والله لولا حيدر ماكانت الدنيا وماجمع البرية مجمع

 وكذلك ان جهاد الامام علي ذكره السجاد (ع) على منبر في مجلس يزيد (انا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا اله الا الله) وكذلك بعد رسول الله...  لكن للجهاد الوان واشكال اخر عند الامام .. منها صبر الامام عندما كان يرى ان الرجل في غير محله فكان دوره في حفظ الامة ورعايتها وهو ايضا جهاد.. لان لايوجد اي شخص يرى شخص في منصبه ويساعده مستحيل الا مارحم ربي.. وكذلك في فترة حكمه حيث كان جهاده تمثل في العدالة وتطبيقها على كافة شرائح المجتمع وخير الادلة حادثة الامام مع اخيه عقيل ابن ابي طالب رضوان الله عليهم... وكذلك هناك للجهاد اشكال اخرى وهو جهاد الكلمة والمتمثلة بخطب الامام السجاد وكذلك السيدة زينب (ع) في مجلس يزيد عليه اللعنه فكلماتهم هي من اسقطت يزيد وليس الجيوش ولا الاسلحة .. هذه امثلة عن الجهاد الحقيقي لشخصيات عظيمة في تاريخ الاسلام.. اما اليوم فان جهادنا الذي يجب ان يكون هو ضد المفسدين والفاسدين في المؤسسات الحكومية .. لان هؤلاء اعتبرهم اكثر خطرا من الارهابين انفسهم لان الارهابي عندما يقتل كل الناس سواء الملتزم دينيا او غير دينيا من هذا المذهب او من ذاك من هذا الدين او من ذاك يستنكر فعله ولايمكن ان يستمر لفترات متتالية.. ولكن هؤلاء يرتدون ثوب الدين ويبينون انفسهم انهم احباء الله وهم في السر يقتلون بنا باشد واقسى وابشع الاساليب وفي كل الفترات من الحكم تجدهم متلونين ومنافقين لصاحب الامر في تلك الفترة .. لذا اخوتي الكتاب وجهوا اقلامكم عليهم  لان هذه فرصتكم في اعظم الجهاد ولكم الامثلة في الامام السجاد والحوراء زينب عليهم السلام عندما اسقطوا يزيدا وفي زماننا هذا الف يزيد ونحتاج الى العمل بصدق وثقة وليس محباة لهذا الحزب او ذاك ومجاملة لهذا السياسي او ذاك.. كتبت هذا المقال استذكارا لروح والدي الشهيد (حسين هاشم محمد البلداوي) وشهداء العراق تغمدهم الله برحمته وكذلك ردا على من يريد حرماننا من فرصتنا في اقامة حدود الله والنهي عن المنكر والامر بالمعروف ... اتمنى ان تجد هذه دعوتي صداها عندكم مع تقديري واحترامي للجميع...

((اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة برحتمك ياارحم الراحمين)).

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com