عودة قوم الشوفجاي

 

ازهرجرجيس / صحفي مستقل

azherkh@yahoo.com

كانوا مجرمين لا تاخذهم في الشر لومة لائم لا تجدهم الا عند دم مسفوح او مال مسروق او عرض مهتوك فلا غرو ان يبات الشيطان مستجديا عطفهم الدموي ان يبقوا له ولو زقيقا ضيقا يطل من خلاله على دجى الاجرام المظلم هكذا هم قوم الشوفجاي او الشوفجائيون الذين عاشوا حقبة لا تكاد تمحى من ذاكرة التاريخ السحيق .. بل لعل هذا من ارق صفاتهم وانبل سماتهم التي تحتاج سفرا خالدا للتدوين وليت شعري ما الذي يسع لعد مثالب الشوفجائيين وقد ملأت الدنيا بما رحبت فبات لا يسعها الا لظى نزاحة للشوى عرضها السماوات والارض اعدت لقوم ظالمين لقد عاش قوم الشوفجاي في زمن الجم فيه جواد الملك وغيب انصاره فبات الناس تائهين سكارى وما هم بسكارى لا يفقهون من امرهم شيئا الا من رحم ربي فهجر من هجر وغاب من غاب وقتل من قتل حتى اصبحت تلك البلاد خالية من اهلها خاوية على عروشها يائسة بائسة مسكينة مستكينة تستجير ولا مجير وفي غفلة من غفلات الزمان هبت ريح نتنة تنذر باعصار احمق اهوج ابله لا يبقي ولا يذر تولد حين رفع قوم الشوفجاي اجسادهم من القمامة راكلين بارجلهم فتنة نائمة منذ مئات السنين واعتدلوا متكئين على سندس من حيلة وغدر وضغينة لقد قرر الشوجائيون ان يخرجوا المدينة من ظلامها ويكسروا طوق الجلاد عنها فاتشحوا وشلحوا حتى بان سواد اباطهم المتعفنة رافعين اعلاما بجمجمة وعظمين حينها نصبت المشانق ودقت الطبول فطاحت رؤوس وسفكت دماء حتى صارت مزاريبا.

لقد عمد قوم الشوفجاي لكل عدل فامالوه ولكل صالح فكسروه ولكل خير فمنعوه وشر فنشروه..لقد حرقوا ما بقي من بيوتات المدينة ودنسوا ما شخص من مقدساتها فكان الفرد منهم منهوما لا يشبع من شرب الدم واكل الميتة بعد خنقها بسلسلة من حديد طولها الف ذراع اعدت لمن لا يسبح بسم الاله الاكبر اعني الجد الاعلى لقوم الشوجاي.

لقد استباح الشوفجائيون البلاد طولا وتمكنوا منها عرضا فلا تفتأ تجد بيتا الا ولهم فيه جرم بائن واثر اسود

واستمر الحال عقودا من الزمان ذاع فيه صيت الشوفجاي واصطبغت سمعته بالقتل والتشريد والنهب والسلب فقد خاضوا حروبا وغزوات وسعت رقعة سلطانهم وزادت تمكنهم من رقاب الناس فعثوا في الارض مفسدين

غير ان السماء ابت الا ان تكون اظهر من ظلمهم واقوى من جبروتهم واسرع من بطشهم فدقت ساعة الصفر وشنت صولة العدالة السماوية فنشبت حرب ضروس التفت بها الساق بالساق وضاقت بهم الدنيا بما رحبت واستحكمت عليهم قبضة الحق فنادى المنادي الى اين المفر وماهي الا سويعات وانجلت الغبرة لتكشف بان قوم الشوفجاي اوهن واضعف من ان يمسحوا ما علق على وجوههم من بصاق الارامل واليتامى من ضحاياهم فعاد الحق الى نصابه وتنفس الناس الصعداء مطلقين العنان لاحلامهم بان تذهب حيث تشاء فمن حقهم ان يحلموا بان يكون لهم وطن امن وحياة سعيدة وان يمارسوا ماشاؤا بحرية من غير ان يكون عليهم رقيب يذبحهم ان لم يشؤا التسبيح باسم السلطان ومن حقهم ان الا يسلط عليهم مراهق ابله لا يعلم اي ذراعيه اطول ان يملي عليهم مايشاء من تراهات يحسبها من الدين الذي هو بعيد عنه ما بعدت السماء عن الارض..اي من حقهم ان يعيشوا كما يعيش الناس

ولكن سؤالا يطرح نفسه على اصحاب القرار واهل الحل والعقد في البلاد وهو هل يستطيع الناس ان يعيشوا امنين وهم يعلمون علم اليقين بأن لقوم الشوفجاي قدرة عجيبة على اعادة التشكيل والنهوض من جديد مهما طال سباتهم وتعفنت اجسادهم ومن يدري ربما يكونوا قادمين باسماء وعناوين جديدة ومن يدري ايضا ربما يدرك السلطان قدومهم ويعرفهم بسيماهم ولكنه يغظ النظر لاسباب ربما توّهم بان الشعب لا يعلمها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com