|
عامر حنا متي حداد .. هنالك افكارا ومشكلات يتعرض لهاكل انسان في كل يوم ويحـاول ان يحدد موقفه منها، ويحاول ايضا قدر المستطاع ان يعالجها بامـثلة مستقاة من الحياة اليومية التي يحياهامع الجميع، وذلك بالقاء نظرة على مضمون وفحوى للأفكار الاساسيةفي الأخلاق والذي صاغه الفيلسوف الالماني امانويل كانط بقسوةوصرامة شديدتين في كتابه الذائع الصيت نقدالعقل الخالص _ والتي مهدة للطريق النقدي الذي شغل الفلسفة الحديثة الىيومناهذا. حيث يؤكد بان ما يميزالعقل الفلسفي على انه يدرك الكلي المجرد، بينما العقل المشترك بين الناس بانه يدرك الواقع الجزئي المبطن . كلنا نعلم ان هناك نوعين من المعارف تلك التي نستمدهامن التجربة فهي لهذا السبب معارف عرضية جزئية تحتمل التعدد والاستثناء، وتلك التي تنبع من العقـل فهي لهذاالسبب معارف عرضية جزئية تحتمل التعدد والاستثناء وتلك التي تنبع من العقل فهى لهذا السبب معارف ضرورية مطلقة شاملة .من هذه الاخيرة نذكر معرفتنا بالامرالاخلاقي الذي يصلح لكل انسان في كل زمان ومكان، لانه قانون عقلي مطلق، يصدراوامره عن العقل مستقلا عن كل تجربة، لذا نحن نعيش باشخاصنافي عالمين مختلفين، فنح باحساساتنا ودوافعنا وميولناننتمي الىالعالم الحسي ونخضع للقوانين الطبيعية التي تتحكم فيه،ونحن بعقولنا وحدها اعضاء في العالـم المعقول، مواطنون في مملكة نبيلة ونيرة، واذا تعمقنا في هذه الازدواجية التي يتميز بهاوجودنا وذلك بتصورنا الانسان لطبيعـته من حيث هوكائن عاقل، فالعاقل بالنسبة لهذا الكائن تجمع في شخصه عالم الطبيعة وعالم العقل . فهناك العالم الحسي الذي ننتمي اليه باعتبارنا كائنات حسية تحددهاالقوانين الطبيعية كما تحدد الاشياء والظواهر من حولنا وهناك من ناحية اخرى العالم المعقول الذي ننتمي اليه كذلك . ولكننا نقوم بتجديد انفسناونشرع قوانين افعالنا ونعتبراحرارا بمقدار خضوعنا لهذه القوانين ـ فليست الحرية إلا هذا الخضوع الارادي للقوانين، والانسان الحر بقدرمايخضع للقانون الذي يضعه هو نفسه لنفسه، لذا اصبح من الواجب ان يتصور الكائن العاقل بوصفه الغاية في ذاته فلا يمكن ان يكون مجرد وسيلة او اداة في خدمة قانون يفرض عليه من الخارج، فاذن ينبغي اعتباره مصدر القانون الذي يصنعه ويخضع له، ويلخص بان الحرية هي اطاعة القانون الذي يفرضه الانسان على نفسه، فالارادة الحرة والارادة الخاضعة لقوانين اخلاقيةشيء واحد بالذات، وان الحرية لا يمكن ان تتمثل للعيان تمثل العالم المحسوس له، وهذا هو السبب الذي لا نستطيع من اجله ان نصل الى كنهها وطبيعتها عن طريق المعرفـة النظرية، وشانها في ذلك شان وجود الله، خلود النفس، كليةالعالم التي لا يقابلها جميعا موضوع تجريبي او عيان حسي، ولا تقع في اطار الزمان والمكان وهماالشرط الاول لكل معرفةممكنة، فنحن لانستطيع بالعقل النظري ان نعرف طبيعتهاشيئا، وان وجب علينامع ذلك الا ننكر وجودها، بلنفترضها كافكار تنظيمية للتجربة ومن ثم كان العقل العملي بكل ما عجز عنه العقل النظري، وكانت بذلك الاولوية فيه، فالخلاصةالقول في هذه الفلسفة التنويرية /بان ان الانسان هوالغايةالاخيرة للخليقة وذلك من حيث ان حريته يتطابقها مع القانون العملي غيرالمشروط ترمي الى تحقيق الخير الاسمى في الطبيعة اي الى تحقيق التوافق التام بين الفضيلة والسعادة، ولايصح اذن ان نسال عن الغاية التي يحيا من اجلها الانسان، فاخلاقيته هي الهدف الأعلى من وجوده،وهي التي تعطيه الحق في ان يجعل غايات سائر غايات الطبيعةخاضعة له...وعندمامات كانط نقشوا على قبره بحروف من ذهب هذه العبارة الشهيرة في ختام نقد العقل الخالص...شيئان يملاءن الوجدان باعجاب واجلال تتجددان وتزدادان على الدوام كلما امعن الفكر التامل فيهما...السماء ذات النجوم من فوقي،والقانون الأخــلاقي في صــدري.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |