السياسي والفنان عطاء متبادل

 

سناء صالح (هولندا)

sanaelgerawy@hotmail.com

ملاحظات على موضوعة السيد حميد البصري (رقص الجميع وانتهى الاحتفال)

اطلعت على تعقيبات السيد حميد البصري على تعقيب حيدر الوندي على مقالة للفنان جعفر حسن عن الفن الهابط والفضائيات التي ترعى ذلك وتنشره وقد حاول السيدان البصري والوندي بدون مناسبة من إقحام اسم جهة سياسية وأنحوا عليها باللائمة وكأنما هي المسؤولة عن فساد الذوق العام.والجهة التي لم يريدوا تسميتها وهي واضحة فهم نعتوا الشيوعيين العراقيين بهذه الصفة .

في ملاحظاتي التي أود أن أطرحها سوف أتناول الطريقة التي طرح حميد البصري وجهة نظره وموقفه من الحفلات التي يقيمها  الشيوعيون في مناسباتهم  وأسباب امتناعه عن المشاركة في حفلات الحزب أو( السياسيين )كما أسماهم والتي جاءت متطابقة حرفيا وتوكيدا لما طرحه حيدر الوندي, سوى اختلاف الأمكنة فالأول احتفال الحزب المركزي في بغداد  والآخر في هولندا والتي خلع عليها السادة البصري والوندي لقبا جديدا هو الأبتذا ل وفساد الذوق والحث على ترويج الفن الهابط إضافة الى مانعت به  من قبل جهات أخرى ترعى( الورع والتقوى) بالإلحاد والكفر والأفكار الهدامة.

ما أريد أن أوضحه وأذكر به السيد حميد البصري من أن الأسباب التي جعلت القتور يشوب العلاقة بينه وبين الجهة التي يقصدها هي أسباب مادبة صرفة وليس حسب ماذكره في مقالته من مطالبات المشرفين على الاحتفال بالغناء ليرقص الحاضرون. من ضمنها أنه قبل عدة سنوات لم توافق الجهة السياسية التي يشن عليها البصري هجومه وفي إحدى  احتفالاتها  على عرض قدمه السيد البصري لتلك الجهة في الالتزام بشراء سيديهات لفرقته بمبلغ 2500 (خلدن) حيث يتم بيعه وتوزيعه، أوفي فعالية أخرى مطالبته بأجور عالية جدا تفوق إمكانيات منظمة هولندا فالدخولية للاحتفال هي مبلغ رمزي عادة  لايسد التكاليف إذ أن الهدف الرئيسي من إقامة الحفل ليس تجاريا بل هو تجميع الناس وتحشيدهم . أما حول ما تفرضه هذه الجهة من شروط على الفنان وفرقته في أداء الأغاني الراقصة  فلا صحة لها ولعل البصري يشير الى موقف معين أراد أن يعزز رأيه به،إذ أتذكر جيدا أن أحدى السيدات وبدون توصية من الجهة المشرفة على الاحتفال طلبت منهم تقديم أغانيهم الخفيفة مثل أم الظفيرة وحينها لم تكن أغاني العكربة والبرتقالة قد ظهرت بعد .

 إن حديث البصري عن دوره كفنان قدم الكثير وبالمجان كان ينبغي أن يشير في نفس الوقت الى  دور الحزب الشيوعي العراقي في تشجيعه والدعاية له وتوزيع نتاجا ته ودعم فرقته  من كاسيتات وغيرها فأوجد لهم جمهورا يهتم بهم وهو جمهور الشيوعيين وأصدقائهم إذن  أن ماقدمه البصري ليس مجانا وتبرعا إنما هو عطاء متبادل  إن  الحزب الشيوعي العراقي أهم من رعى الفنانين وجعل لهم مكانة خاصة وربى رفاقه وجماهيره على احترامهم، في بلد تسوده ليومنا هذا تقاليد تنظر الى الفن والفنانين بسلبية .

لاأريد أن أتطرق الى الرعاية والاهتمام الاستثنائي والأولوية التي حظي بها الفنانون ومنهم البصري حينما كانت الهجمة وغادروا العراق  من توفير مكان مناسب وامتيازات من قبل الجهة السياسية المعنية لهم ولعوائلهم، في الوقت الذي كان السياسيون يضربون الأرض طولا وعرضا من أجل توفير لقمة العيش والملاذ الآمن. أريد أن أتحدث عن الدعم والإسناد للفنانين والمبدعين كشاهد عيان في هولندا وإن جانبت الحقيقة يمكنه أن يرد علي ويكذبني  . حينما لجأ البصري الى هولندا لم تسبقه إليها شهرته بحيث يجد أرضا ثابتة يقف عليها هو وفرقته ويكون اسمه، لقد استقبله (السياسيون) ووفروا له الجمهور, أود أن أسأل السيد حميد البصري حينما أراد تأسيس مؤسسته بأية أسماء استعان كأصدقاء وكمستمعين له أمام الجهات الرسمية!! أليسوا هم السياسيون الراقصون على نغمات البرتقالة كما أسماهم !!وحينما أحيوا الليلة العراقية ألم تساهم بنات الشيوعيين معهم بدون مقابل!! ألم يتم التحشيد لهم في  حفلاتهم وفعالياتهم.

 إن كان البصري مهتما في الحفاظ على الذوق الفني ألم يكن من واجبه المبادرة بتشكيل فرقة للتراث من أبنائنا الشباب  فالمجالات متاحة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تواجد عراقي كثيف في هولندا خاصة وأن لدينا شباب وخامات جيدة ولدينا منظمات ونوادي قادرة أن تسنده وتكون بديلا عن الفرق التي تشيع الفن الهابط كما أسماها كاتب المقالة .

ثمة شيء آخر أود أن ذكر به السيد البصري حينما شارك الفنان جعفر حسن في مهرجان المحبة  الذي رعته السفارة العراقية في هولندا في العام الماضي في مدينة لاهاي ألم يحول السياسيون (الشيوعيون وأصدقاؤهم)* الذين حشدوا للحضور الى فقرة جعفر حسن المكان الى شعلة متوقدة من الحماس للأغاني التي تمجد الوطن والإنسان, 

خلاصة قولي إن كان هناك رأي سلبي في احتفالات الحزب هذا ممكن فأنا شخصيا لدي ملاحظات لكن أن تكون بهذه الطريقة الهجومية التي تصل الى حد التشنيع والانتقاص والتعميم  وكأنما ليس للشيوعيين من دور سوى الرقص على أنغام فهو أمر غير مقبول على الأطلاق . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com