|
دليل على تلفيق البي بي سي للأخبار حول أحداث الشغب في إيران
كذبت علينا وسائل الإعلام العربية حتى صرنا نصنفها مع الفاسقين، وكلما أتتنا بخبر، تبيناه حتى لا نصيب قوماً أو أنفسنا بجهالة، لذا نفضل نحن العرب استقصاء الأخبار من وسائل الإعلام الأجنبية، ومن أبرزها اذاعة لندن او البي بي سي، ولربما استغرب أو حتى استهجن البعض اتهام حكومة الجمهورية الاسلامية هذه المؤسسة بالكذب وتلفيق الأخبار والتحريض على الشغب، وهو ما نفته المؤسسة الإعلامية البريطانية جملة وتفصيلاً. أيهما الصادق: الجمهورية الاسلامية ام البي بي سي؟ قبل محاولة الاجابة على هذا السؤال لنعود بالزمن إلى أيام الحرب العراقية المفروضة على إيران، آنذاك كانت الاذاعة البريطانية مصدراً رئيسياً للأخبار عن المعارك وتطوراتها، وكنت أداوم الاستماع لها لأطلع على بيانات القادة الإيرانيين، خاصة عندما يشتد تشويش النظام الصدامي على المحطات الإيرانية، فلا يكاد يسمع لهم صوت، وقد تأكد لي آنذاك الانحياز الواضح للإذاعة البريطانية للجانب العراقي، وتركيزها على الإدعاءات العراقية بتحقيق الانتصارات، التي ثبت فيما بعد بأنها مختلقة ووهمية تماماً، ممما بدد البقية الباقية لمصداقية الإذاعة البريطانية في نظري. شدت اهتمامي المجابهات الدائرة مؤخراً في شوارع طهران، بين المعارضين من أنصار الخاسرموسوي وحليفه رفسنجاني وبين قوات الأمن الإيرانية، ومن باب الفضول لا المتابعة الجادة شاهدت بعض نشرات البي بي سي التي تبثها في أمريكا الشمالية، وفي يوم السبت الموافق العشرين من حزيران، وهو يوم اشتداد المجابهات عرضت المحطة البريطانية مقتطفات من ثلاثة رسائل، ادعت استلامها على بريدها الإلكتروني من معارضين داخل الجمهورية الاسلامية. كانت الرسائل الثلاثة باللغة الانكليزية بالطبع، ومصاغة بدقة ومهارة عالية، وهو أمر مستغرب لا مستحيل، ولكن سرعان ما استرعى انتباهي في اثنتين من الرسائل الثلاث استعمال نفس الكلمة، وهي mayhemوهي كلمة غير متداولة في الكتابة والاحاديث المعتادة، والكلمة في الأصل مأخوذة من اللغة الفرنسية، اقتصر استعمالها في البدء على القانونيين، ومعناها الاعتداء على الغير واصابته بجروح أو عاهة مستديمة أو بعجز دائم، لذا فهي مصطلح قانوني، ولكن استعملت مجازاً بمعنى ايقاع الأذى الجسماني والعراك، وأجزم بأن معظم الناطقين باللغة الانكليزية لا يعرفون هذه الكلمة، والقليل منهم يعرفونها لكن نادراً جداً ما يستخدمونها، لذا فهي كلمة نادرة الاستعمال. احتمال أن يكون هذا المصطلح معروفاً لدى أحد المعارضين الإيرانيين الذين ارسلوا رسالتين للبي بي سي ضئيل جداً، لكن احتمال أن يستعمله اثنان من أصل ثلاثة في نفس اليوم، وتختار المحطة نشرهما أمرمستبعد بل ومستحيل، وقد كتبت إلى المحطة البريطانية مستغرباً هذا الأمر، لكنها لم ترد علي حتى الآن، واشك بأنها ستفعل.i هنالك تفسيران لا ثالث لهما، أما أن البي بي سي زيفت الرسائل وادعت بأنها مرسلة من معارضين في إيران، أو إنها وقعت ضحية لحملة منظمة من ملفقي الرسائل الذين يريدون بث الأخبار الكاذبة حول الوضع في إيران، أي أما أن تكون البي بي سي مذنبة بالتلفيق أو متواطئة فيه، وأنا أميل للتفسير الأول.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |