اهوار العراق -  مشكلة شحة المياه وأهمية تظافر الجهود لتجاوزها

 

كاظم لهمود ياسر/ مدير عام مركز انعاش

الاهوار العراقية

hamidhus2003@yahoo.com

بدأت العديد من الصحف في الاونة الاخيرة بنشر مقالات وتصريحات واراء متعددة حول انحسار المياه في الاهوار وجفاف العديد من المناطق ونزوح السكان عنها، وبالرغم من ان بعض هذه التصريحات والمقالات كانت قد تناولت الموضوع من باب الحرص على ديمومة الحياة في الاهوار محذرين من مغبة حدوث كارثة بيئية واقتصادية الا ان الكثير منها بدأ بتوجيه النقد المباشر لوزارة الموارد المائية محملينها مسؤولية الجفاف ومتناسين ان الاهوار العراقية ومنذ نشأتها عبارة عن مسطحات مائية تزداد مساحتها وتتوسع اثناء مواسم الفيضان وينحسر اثناء مواسم الشحة.

اننا في الوزارة ومن خلال مركز انعاش الاهوار لانمانع توجيه النقد لعملنا بما يساهم في تطويره خصوصا اذا كان هذا النقد علميا مدروسا، ولكن العديد ممن يطرحون ارائهم من خلال تلك الصحف يتجاهلون بعلم او بغير علم الظروف المناخية التي يمر بها العراق والمنطقة والتي ادت الى انخفاض واردات الانهر المغذية للاهوار، مع العلم ان الوزارة وخلال السنوات الخمس السابقة لم تتدخر جهدا ولم تتوانى عن تنفيذ العديد من المشاريع التخصصية في مجال الموارد المائية ومشاريع اخرى ذات طابع خدمي له علاقة مباشرة بالسكان حيث ساهمت تلك المشاريع في عودة الحياة الى مناطق الاهوار اضافة الى التخطيط وبطريقة مدروسة لخلق نظام هيدروليكي متكامل يتألف من مجموعة من النواظم والسداد والقنوات لتنظيم دخول وخروج المياه الى الاهوار مما سيساهم بعد انجاز تلك المشاريع وخلال السنتين القادمتين في تقليل الاثار السلبية للجفاف مستقبلا.

كما وضعت الوزارة وبالتعاون مع الوزارات الاخرى ذات العلاقة خطة طوارئ لتقليل الاضرار البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن انحسار الواردات المائية لنهري دجلة والفرات تتضمن معالجة مياه الصرف الصحي قبل طرحها للانهر ومعالجة مشكلة مآخذ المياه من محطات تصفية مياه الشرب وغيرها من الاجراءات.

ان محاولة البعض ممارسة دورا يفوق مستوى علمهم وادراكهم للامور بصورة صحيحة قد يؤدي الى الاضرار بالمصلحة العامة لسكان الاهوار والمناطق الاخرى، حيث ان طرح وجهات النظر بطريقة عشوائية دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالح الاخرين في محاولة لاظهار عجز مؤسسات الدولة وعدم قدرتها على معالجة الازمات لايمثل حرصا على سكان الاهوار، فمثلا حاول البعض طرح فكرة حجز مياه نهر الفرات عند السدة (712) لرفع منسوبه بما يؤمن دخول المياه للاهوار الوسطى عند مدينة الجبايش متناسياً التأثير السلبي لهذه العملية على الاراضي الزراعية وسكان المدن على امتداد شط العرب حيث ان تناقص تصاريف نهري دجلة والفرات يؤدي الى امتداد تأثير ظاهرة المد والجزر لمياه الخليج شمالا بما يؤدي الى ارتفاع ملوحة المياه في شط العرب اذ تصل الملوحة في الخليج الى اكثر من (30000) جزء بالمليون وهو مايسبب كاثة بيئية في المناطق المحاذية لشط العرب ولمدن عديدة مثل الفاو وابو الخصيب وغيرها.

ان وزارة الموارد المائية ومن خلال مركز انعاش الاهوار مستمرة وباهتمام بالغ بمتابعة مشكلة الجفاف ومحاولة ايجاد الحلول العلمية الصحيحة الانية والمستقبلية بالرغم من اننا نتوقع اوضاعا اصعب في المرحلة القادمة فموسم 2007- 2008 كان واحدا من اقل المواسم تساقطاً للامطار على الاطلاق كما كان تساقط الثلوج في منابع دجلة والفرات اقل من المستوى الطبيعي وتشير التوقعات ان هذا الجفاف سيستمر خلال العام الحالي، وبالتالي فان تظافر جهود الوزارات ومنظمات المجتمع المدني وسكان الاهوار سيكون مهما لتدارك هذه المشكلة وتجاوزها والتقليل من اثارها السلبية على البيئة والحياة الاجتماعية والاقتصادية في مناطق الاهوار العراقية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com