أحمد السماوي ...للكلمة ثمن!

ميثم السعيدي

sabah_alsaedi@yahoo.com

 في هذا البلد ما ان يقوم أنسان ما بالتصدي لمهمة معينة أو نشاط أجتماعي أو أمر بمعروف او نهي عن منكر وما الى ذلك من التكاليف التي يجب أن ينبري لادائها شخص ما كفاية عن المتقاعسين أو اللامبالين في المجتمع حتى ينبري له من يشكك في نيته ويطعن في أخلاصه دون تثبت وقبل ان ينجز مهمته.

ولعل شواهد التاريخ كثيرة وخير دليل في هذا المجال قول الله تعالى في سورة الجن:

" وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا"

وأنا أقدر للزميل أحمد حبيب السماوي نصرته للحكومة والتكتل السياسي الذي يقودها بنفس القدر الذي استغرب فيه تسقيطه لسائر شركائها السياسيين ووفقا لمنطق (حب وأحجي وأكره وأحجي) لأنني لا أرى سببا لكره كاتب ومثقف لحركة سياسية معينة حتى وأن نافست أثيره السياسي أو وقفت معارضة له أو كانت ناقدة لبعض اليات عمله لأن سنة الحياة السياسية هو مبدأ المعارضة وانتقاد الاخر وبالنتيجة فأن المواطن هو من سيجني ثمار المنافسة السياسية والانتخابية بتحسين الخدمات وتواصل السياسيين معه كما شهدنا في الانتخابات المحلية الاخيرة.

كما ان السيد السماوي اعترف في مقدمة مقاله الموسوم (صباح الساعدي قنبلة موقوته ..بوجه من؟) بقلة معرفته بالكثير من مفاهيم الديمقراطية لكنه مع ذلك سمح لنفسه ان يعتبر بعض النواب بعيدين كل البعد عن تلك المفاهيم التي لايعرف السماوي الكثير منها كما صرح بنفسه فكيف استقام له القياس؟

ولسبب لا نعلمه بدا ان الزميل السماوي يحاول التخفيف من حملة الساعدي ضد وزارة التجارة لكنه لم ينكر أو يدحض أيا من الاتهامات المساقة الى تلك الوزارة (لانها غير قابلة للدحض) فآثر الدفاع عنها بمستويين الاول هو التشكيك في نية الشيخ صباح الساعدي وما نبينة تاليا يثبت ان الموضوع تجاوز النوايا الى وقائع راسخة على الارض.

والمستوى الثاني هو اجترار التهم التي دأبت أطراف سياسية معروفة في توجيهها الى الحزب الذي ينتمي له الشيخ الساعدي ولعمري فأن حزبا ابرز للتصدي لملف النزاهة رجلا كالشيخ الساعدي كيف يمكن التشكيك فيه؟

ومع كل ذلك فقد قاد السيد رئيس الوزراء حملة عسكرية لمكافحة العصابات المختلفة في البصرة ولم تكن تعوزه الجرأة في القبض على عدد من اهم المطلوبين للعدالة ومنهم مسؤولون سياسيون كبار فهل كان احد منهم من حزب الفضيلة؟

ونحن نكتفي بالدفاع عن حزب الفضيلة في البصرة أن السيد محافظ البصرة الاسبق واعضاء مجلس محافظتها السابقين عن الحزب موجودون الان في البصرة يمارسون حياتهم الطبيعية وقد آلت امور المحافظة الى قائمة السيد رئيس الوزراء فهل لديهم ما يخشونه؟

لك ان تقول ما تشاء لكن للوقائع على الارض قول آخر ونحمد الله أن السيد رئيس الوزراء كان أكثر انصافا من مؤيديه ومدعي مناصرته.

على أن الموضوع السياسي ليس هو اكبر همنا في هذا المقام وعودا على بدء فان السيد السماوي برى قلمه للتشكيك في نوايا (!) الشيخ الساعدي في فضح الفساد في وزارة التجارة وبدأ يضع تصنيفا أفتراضيا لتلك النوايا ويقرر بعد ذلك ووفقا لرؤيته أين يضعها فوضعها في خانة المنافسة السياسية!!

بهذا التصنيف فقد كشف السماوي عن عدم معرفته بالعلاقات التي تجمع الاحزاب السياسية حيث لا تفرقها المواقف الشخصية لانها علاقات مصيرية متينة تتعالى على كل الخلافات الشخصية باتجاه اهداف سياسية كبرى ترسم ملامح العراق ونظامه السياسي حاضرا ومستقبلا ومن تلك العلاقات علاقة حزب الفضيلة الاسلامي بحزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق الذي ينتمي اليه السيد وزير التجارة وللزميل السماوي  اقول انني لا استبعد ان يكون تنظيم العراق هو بالذات من سيسعى لاقالة وزيره!

ودفاعا عن نوايا الشيخ صباح الساعدي التي شكك فيها الزميل السماوي وكحق للقارئ الكريم اقول ان المقارنة بسيطة ولا تحتاج الى تأمل طويل:

وزارة التجارة متهمة بالفساد ولا يحتاج المواطن الى دليل حسي ليثبت ذلك ويكفيه ان يتوجه كل شهر الى وكيل المواد الغذائية ليحصل على الدليل الحسي الناطق..مع ان وزارة التجارة صرفت كامل تخصيصاتها المالية لاستيراد مواد الحصة التموينية الا أن المواطن لم يستلم شيئا سوى الهم والتفكير.. فأين ذهب المال ياسماوي؟ هذا فضلا عن الوثائق الكثيرة التي استدعت هيئة النزاهة العامة لاصدار اوامر القاء القبض على عدد من المتهمين بالفساد في الوزارة!

كما ان مفوضية النزاهة داهمت فعليا مقر الوزارة لتنفيذ أوامر القاء القبض على المتهمين بالفساد ومنهم أشقاء الوزير ونسيبه (كما يقال) محمد حنون فواجهتها ميليشات الوزارة باطلاق النار لتعود القوات وقد القت القبض على السيد محمد حنون وانت تشكك في النوايا فأين النوايا من الواقع؟

ومع كل ذلك فأن الشيخ الساعدي أنصف القارئ وأنصف السيد وزير التجارة عندما دعا الى مناضرة علنية امام الشعب بينه وبين السيد الوزير فلماذا لا يستجيب؟

ولنا جميعا أن نسأل هل من مصلحة العراق ومصلحة مؤسساته الدستورية أن نشكك في الدافع وراء كل نشاط سياسي أو اداري  بدعوى ان وراءه اهدافا سياسية؟

هل من مصلحة الحكومة التي يقودها السيد رئيس الوزراء المالكي ان يطوي التاريخ صفحاتها وهي موصومة بانها حكومة الفساد المالي والاداري وقد شهدت على ذلك في مقالك حين قلت ان ادراج النزاهة مليئة بملفات الفساد؟

والعجب انك تعيّر الساعدي الساعي الى كشف ملفات الفساد بأن حكومة العراق هي ثاني أكثر حكومات العالم فسادا فهلا أعنته بأخلاص النية وهلا ذكرت ذلك لدولة رئيس الوزراء الذي شكّل الحكومة ويقودها وبيده ان يقيل الفاسدين منها فهلا نصحته ان يجيب عن تساؤلات الساعدي التي وجهها له عبر وسائل الاعلام؟ وماذا يحوزه عن الاطاحة برقاب الفاسدين في حكومته وكل العراق ظهير له في ذلك بعد الله وصالح المؤمنين؟ ولماذا اقتصرت صولة الفرسان على البصرة ومدينة الصدر ولم تتعدهما الى المنطقة الخضراء؟ وعملا بالمثل القائل بدل ان تلعن الظلام أشعل شمعة فهلا وظفت قلمك لحث الاحزاب والشخصيات السياسية للحذو حذو الساعدي وحزبه الذين تشكك في نزاهتهم في كشف ذممهم المالية؟

اليس حريا بجميع الاقلام (التي تدعي مناصرة رئيس الوزراء) أن تتظافر لدفع شبهة الفساد عن حكومة العراق الوطنية المنتخبة والتي ستدخل سجل التاريخ باسم حكومة المالكي وحزبه وليس حكومة الساعدي وحزبه كي تكون نموذجا بين حكومات دول المنطقة كما نامل ويأمل أبناء شعبنا الذين أذلهم الوقوف بالطوابير لأستلام ما تجود به عليهم عناية عطف الوزارات الفاسدة من فضلات عالمية يسمونها (حصة تموينية؟

بقي ان اقول ان للكلمة ثمن وقد دفع الساعدي وحزب الفضيلة ثمن كلمتهم فلا ارجو للسماوي وسواه ممن لا أشكك في نواياهم ان يكونوا ممن  يقبض ثمن كلمته

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com