الشاعر أبو قمر سيرة حافلة بالعطاء

محمد علي محيي الدين

abu.zahid1@yahoo.com

عرف الشاعر عبد الرزاق كميل بأسمه الشعري "أبو قمر" وأشتهر به   منذ أواسط ستينيات القرن الماضي،وشارك فيما شارك به أبناء جيله من أحداث عاصفة في تلك الفترة متأثرا بالشارع السياسي وتوجهاته الوطنية التي فرضت وجودها على ما كتب من شعر.

ولد الشاعر في مدينة المحاويل عام 1942 ودرس في مدارسها وكان في طليعة أقرانه تفوقا ونشاطا في مدرسته وحاز أعجاب أساتذته الذين وجدوا فيه قابليات أدبية حضت منهم بالتشجيع والرعاية فكان  الخطيب والمنشد في الاصطفاف الأسبوعي والحائز على أعلا الدرجات في دروس العربية،وبدأت بواكير نشاطه في أسهامه بالنشرات المدرسية التي كانت المجال لنمو وتطوير التوجهات  الأدبية والفنية للطلبة،ولكن الأحداث العاصفة بعد ثورة الرابع عشر من تموز ،والإسهام في الأنشطة الطلابية أثرت على مواصلته الدراسة فتعثر فيها بسبب الاعتقالات والمضايقات والاختفاء،ولم يمنعه ذلك من مواصلة تثقيف نفسه والاستزادة من الأدب عن طريق القراءة،فكان يلتهم الكتب ويقرأ كلما يقع  بين يديه من كتب أدبية وثقافية فكانت معينه في مواصلة مشواره الأدبي ،وقام بنشر  نتاجه في الصحف العراقية في أواسط سنة 1964 ونشر  رثائية رائعة بالفصحى في جريدة  المنار البغدادية وكانت عن استشهاد شقيقه الذي  اغتيل في ذلك العام.

من هنا بدأت مسيرة النشر في الصحف فكانت جريدة الراصد وصحيفة المجتمع وابن البلد وغيرها من صحف تلك الفترة ميدانه الواسع للنشر وأسهم في المهرجانات الشعرية المحلية التي تقام في محافظة بابل أو المهرجانات القطرية التي تحتضنها المحافظات الأخرى – الناصرية – الديوانية – السماوة – البصرة ومنها المهرجان القطري الذي  أقيم برعاية مديرية الموانئ العراقية في البصرة سنة 1973 وشارك فيه الشعراء خنجر الشامي وكاظم غيلان والشهيدين  فالح الطائي وفوزي السعد والشاعر عبود السوداني ومحمد عزيز كاندو وغيرهم من شعراء المحافظات،وكذلك  المهرجان القطري للشباب الذي أقيم في السماوة، وغيرها من المهرجانات.

 تأثر الشاعر برائد المدرسة الحديثة الشاعر الكبير مظفر النواب وقرأ عليه  بعض قصائده في لقاآت خاصة،واحتفظ معه بعلاقات استمرت لحد الآن،وقد انتمى لجمعية الشعراء الشعبيين وأسهم في جلساتها ومهرجاناتها ولكنه أبتعد عنها بعد أن تحولت إلى واجهة للسلطة ،وهيمن عليها المحسوبين على النظام البائد، وعزف عن المشاركة في النشاطات الشعرية مكتفيا بالكتابة لنفسه،ومعالجة الهموم الاجتماعية ،وبعد سقوط النظام البائد سارع  مع مجموعة من شعراء الحلة لإعادة الروح للنهضة الشعرية من خلال أعادة تشكيل الاتحاد العام للشعراء الشعبيين وكتاب الأدب الشعبي ،وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية وأصبح رئيسا للإتحاد الذي ضم في هيئته الإدارية الشعراء راسم الخطاط ،عبد الستار شعابث،عامر الجشعمي،على طوش،محمد علي محيي الدين،بهجت الجنابي،وقد نشر بعض قصائده في جريدة طريق الشعب وجريدة الفيحاء وغيرها.

من قصائده المنشورة هذه القصيدة :

يا كل الأشياء...

   اسجدي على أصوات أجراس الكنائس

والبسي الأثواب المنسية

ففي دهاليز الغريزة يصلب المسيح....

وعلى أديم الركبتين تقام الصلوات

وله في الرثاء هذه القصيدة الشعبية:

يمسافر بوجه الضوه...كلبك رجف للريح

جرف النهر جرحين...

جرح يبجي الحسين وجرح دمه يسيح

ويوله الدمع ما حوفر العين...

لوكف وصيح الدمع ...دمع التماسيح

وقصيدة أخرى يقول فيها:

جرح من الشمس عتني ...

وجرح بيّه يدليني شتاني

وعثر بيّه الجرح غناوة حديثة...

وشفت بيه الجرح..صاير جسر بين الجفن والعين

وما تاه الفجر بيه... وغفه بحده الجفن..

والكمر ما لغمط جفوفه جذب بالطين

شرب مايه وعرك بالطين

وقصيدة نجتزيء منها:

يالمبحر بفكرك زود...ولمدك أصير حروف

هاك أخذ كلبي ربابه أودك طبل ودفوف

أشتلت الكلب بدروبك عيون تشوف

ولون وازاك حجي المندعه والحجي المحيوف

ها شوف المبطن وين والملفوف

ها شوف

تلكاني بسمه بهاك الفجر..تعجز تلمها جفوف

أوكفلك الحد الموت وإعظامي  أمدها سيوف

والخدود الأسيليات أفصلها الهواك زلوف

ها شوف...

آنه النذرت العمر من زغري الفد راي

وتحمليت العطش شوك النهر للماي

وألما تلفحه الشمس لتظن يدور أفياي

أخذوني جلمة محب ما ريد جنة عاد

واللي يخون الملح يحرم عليه الزاد

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com