|
واعجبا ...إمام تكفيري للحرم المكي !! مهند حبيب السماوي يحرّم الدين الاسلامي بقوة الكذب كما جاء في النصوص التي جاءت في القران الكريم واحاديث الرسول والائمة الاطهار عليهم السلام ، فقد وردت في القران الكريم ايات واضحة لاتقبل الشك على حرمته ، ففي سورة غافر الاية 28 نقرا (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) وفي النحل الآية 105 نرى (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ) وفي الجاثية الآية 7 هنالك تحذير جلّي (ويل لكل أفاك أثيم). ولكن يبدو أن أمام الحرم المكي الجديد الشيخ عادل الكلباني الذي عيّنه الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمبر 2008 ، لا يؤمن بذلك أو أنه يؤمن بحرمة الكذب على طريقته السعودية الخاصة ! فقد حاور المذيع حسن معوض في هيئة الإذاعة البريطانية الشيخ عادل الكلباني يوم الاثنين الماضي واظهر لنا خلال اللقاء آخر إبداعات وصيحات الفكر التكفيري طبعة السعودية حيث قام بكل صلافة ومن غير أدنى خجل بتكفير علماء المسلمين الشيعة باجمعهم حينما سأله معوض قائلا هل انت مع من يكفرون الشيعة' ؟ فأجاب بأن تكفير (عامة الشيعة (مسألة) يمكن أن يكون فيها نظر، أما بخصوص علمائهم فأرى أنهم كفار، بدون تمييز). وفي تصريحه هذا أظهر صدق ماقاله عنه المراقبون قبل فترة وجيزة بأنه بدأ أكثر تمثيلا للخط التكفيري في المملكة الذي يتبنى موقفا متشددا من المذاهب الاسلامية الاخرى وأبرزها المذهب الشيعي، ولا اعرف، وليتنا نعرف، أي أصلاح وتجديد جاء به الملك عبد الله كما يزعم من يقول ذلك من مرتزقة المملكة العربية السعودية وها هو الملك "المجدد" يُعيّن إماماً للحرم المكي المقدس من النوع التكفيري بامتياز! وقد تضمن اللقاء الكثير من الترهات والاكاذيب التي ينبغي أن يعف لسانه عنها إمام مزعوم لأقدس مكان لدى المسلمين : 1. نفى وجود سياسة تمييز طائفي في السعودية كما هي واقعة بالفعل من جهة، وكما أشار لها تقرير لجنة الحريات الدينية الامريكية الأخير من جهة أخرى، بل بلغ به الكذب ادعائه أن المواطنين الشيعة في المملكة أخذوا أكثر من حقوقهم!. 2. ربط تكفير المسلم بسب الخليفة أبو بكر سواء كان هذا المسلم سنياً أم شيعياً !! وهذه فتوى غريبة وغير معقولة وتضع شرط جديد للعوامل التي تجعل المسلم يخرج إلى الكفر ! حيث يقول الكلباني 'لا أستطيع أن أقول عن شخص يعلم مكانة أبي بكر، رضي الله عنه، ثم يسبه ويتقرب إلى الله ببغضه والتحذير منه ولعنه، انه مسلم. هذا لا شك في كفره ، حتى لو كان سنيا'. 3. اكد على أن جنسية إمام الحرم يجب ان تكون سعودية، وعندما قال له معوض كيف ذلك؟ وان مكة ملك للمسلمين جميعا وليس للسعودية فقط، اجاب الكلباني: لا يمكن ان يكون شيخ الازهر من جنسية اخرى سوى المصرية فكيف تريد منا ان نقبل ان يكون امام الحرم من جنسية غير سعودية ثم ان هذا يعتبر سيادة للملكة على اراضيها !! وهو رد خاطئ ومراهق ! وينم عن ضعف واضح في فلسفة الإجابة ومنطق الرد فينبغي للكلباني أن يبرر رأيه بحجه داخليه تنبع براهين داخلية تُعضد من موقفه وليس الإجابة عبر منهج المماثلة استناداً إلى فعل آخر قام به آخر ، فالاستناد إلى مصر والأزهر مسألة ربما تعد سياسية وليست دينية ، ويجب أن نذكر على الدوام أن الحرم المكي لا يعود لآل سعود ! بل يعود للمسلمين !! 4. وعلى الرغم من أنّ لجنة هيئة كبار العلماء قد توسّعت في 13 شباط الماضي لتشمل ثلاثة من مذاهب الإسلام السني الأخرى ( المذهب المالكي ، الحنفي والشافعي)، بينما كانت في السابق مؤلفة بكاملها من أعضاء المدرسة الحنبلية المعروفة بالشدّة إلا أن علماء الشيعة في المملكة لم يكونوا جزء من هذا التمثيل وقد علل الكلباني ذلك بقوله " بأن الشيعة لديهم مرجعياتهم ومحاكمهم الخاصة في المنطقة الشرقية، مضيفا بأن الشيعة ' قلة' وهم أنفسهم لا يعدون الهيئة مرجعية دينية لهم " وهذا كلام غير صحيح لان الهيئة أصلاً لا تمارس فعل الإفتاء فقط بل تتولى " إبداء الرأي فيما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه، كما تقوم بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة؛ ليسترشد بها ولي الأمر، وذلك بناء على بحوث يجرى تهيئتها وإعدادها طبقاً لما نص عليه الأمر المشار إليه، واللائحة المرافقة له " كما يقال ! وبذلك يمكن أن تتوسع لتشمل المذهب الجعفري للاستئناس برأيه في بعض القضايا والمشاكل خصوصاً أن شيعة المملكة يبلغون حوالي 15-20% من السكان ، إلا أن الحقد الطائفي والمنهج التكفيري السعودي يأبى إلا أن يستمر في غيه الطائفي وضلاله الفكري الذي اختطته الدولة الوهابية منذ تأسيسها ولحد هذه اللحظة . ونتيجة لهذه الأفكار المتشددة التي يحملها الكلباني نراه يٌعلن تحفظه على قيام حوار سني شيعي في المملكة العربية السعودية ، بينما نرى بعد أقل من أسبوع بابا الفاتيكان يدعو لحوار بين الأديان كما أعلن ذلك حال وصوله للأردن .. الشيء الوحيد الايجابي الذي ورد في المقابلة من وجهة نظري، وللأمانة الموضوعية ، هي في تأكيده على أن الوحدة الوطنية في السعودية يجب أن تكون ضمن اطار التعايش في وطن واحد وكأمة واحدة ...بالإضافة الى دعوته، وهو ما لم يحدث لحد ألان ، إلى توفير الوظائف للشيعة كمواطنين !!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |