|
الطائفية بين تحرير العراق والكويت محمود غازي سعدالدين / دهوك/العراق وقفت عند عنوان إحدى المقالات المنشورة في موقع أرض السواد بعنوان (هل ينصف التأريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل) تطرق فيه إلى جملة ن النقاط التي جاء في مجملها ضد سياسة الولايات المتحدة وسياسة الرئيس جورج بوش (ألابن) وما نجم من فوضى بعد عملية تحرير العراق وما ساد بعدها من فوضى ونهب وسرقة وانقلاب مصطلح التحرير في مخيلة وأذهان العراقيين إلى مصطلح ألاحتلال وانقلاب الكثيرين الذين غرتهم ألإحداث لينقلبوا ويغيروا مواقفهم مائة وثمانين درجة إلى الضد من عملية التحرير حسب كاتب المقال. لعلنا لابد أن نرجع أدراجنا قليلا إلى الوراء ونقف على أحداث العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا في عملية تحرير دولة الكويت التي سميت (عاصفة الصحراء) بعد احتلالها من قبل نظام صدام البائد, وشاركتها عدة دول عربية كالسعودية ومصر وسوريا والبحرين وقطر ودول أخرى لم نجد إثناء دخول هذه القوات إلى دولة الكويت أية فتاوى تحرض على القتال والجهاد في سبيل الله لإخراج القوات الكافرة من جزيرة العرب !! حسب مصطلحات فقهاء ألإرهاب فقد دخلت قوات الولايات المتحدة وأستقبلها الشعب الكويتي بالورود والأحضان والقبل ولم ينقلب الشعب الكويتي على هذه القوات ولو للحظة واحدة ولا زلنا نتذكر النعوت التي أطلقها أخواننا الكويتيون وسموا الرئيس بوش ألأب ب (ألحجي بوش) . وقامت الحكومة الكويتية بعقد اتفاقية شراكة أمنية طويلة ألأجل مع الولايات المتحدة ألأمريكية وأعادت الحياة إلى دولة الكويت بعد تدمير كل شيء فيها ولازلنا نتذكر من جملة هذه الجرائم الكثيرة ألأمطار المشبعة بالكربون التي هطلت في مناطق عدة حتى على أجزاء من أوربا جراء إحراق حوالي 250 بئرا نفطيا. لقد حاول في حينه العديد من فقهاء ثقافة ألإرهاب ولم يدخروا فتاويهم في سبيل إلهاب مشاعر شعب الكويت ضد الولايات المتحدة (الكافرين) مستندين إلى أحاديث فيها الكثير من اللبس وتحتاج إلى شرح طويل ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) في إشارة إلى حديث الرسول محمد قبيل وفاته والذي جاء في كتب ألأحاديث وما تسمى بعضها بالصحاح التي هي أيضا بحاجة إلى مراجعة وتنقية من ألأحاديث العديدة المكذوبة , ولانعرف من هم المشركون الذين استوطنوا في جزيرة العرب هل هم قوات التحالف التي حررت الشعب الكويتي من براثن طاغية العصر أم هي نفسها قوات التحالف التي حررت العراق في 9 /4/ 2003 بقيادة الحاجين بوش ألابن والأب لعل وبوجه نظري أن الحديث قد ينطبق على من يفتون ألأن بفتاوى القتل والتكفير على مسمع ومرأى العالم في العراق وغير العراق هؤلاء هم المشركون الحقيقيون الذين كفروا وأشركوا بجميع أنعم الله واستباحوا دم ألإنسان. لعل حكمة الشعب الكويتي في عدم ألإصغاء إلى تلك الفتاوى التي كانت تحرض على قتال ما يسمونهم مشركين والتعامل بشكل سلمي مع تلك القوات أعطى الفرصة لاستعادة الشعب الكويتي ودولته وجودهما داخل المجتمع الدولي وبناء ما خربته سلطة البعث البائد. لعل الجهات التي تحرض على قتال قوات التحالف في العراق بحجة ما تسمى (مقاومة) أصبحت معروفة ومعلومة من قبيل تنظيمات القاعدة وتنظيمات البعث البائد وجهات قد خسرت وقد تخسر ما في جعبتها من مكاسب تحاول قدر ألإمكان تخريب العملية السياسية وإجهاض المشروع الديمقراطي الذي بدأنا نتلمس العديد من المؤشرات في تقدم هذه التجربة الحديثة على الدولة العراقية وبعد ردح وعقود من الطغيان والدكتاتورية. كما قلنا قد تكون حكمة الحكومة الكويتية والشعب الكويتي في عدم تبني أي سياسة عدائية تجاه محرريهم من الطغيان وعدم المبالاة بخطب فقهاء الإرهاب كانا العاملين الرئيسيين في أستباب ألأمن في هذه الدولة الصغيرة ومن المحتمل أن العامل الجغرافي وخارطة دولة الكويت كان له الدور في استقرار ألأمن فيها . ولنفرض جدلا أن النظام المقبور لم يحتل الكويت وأجتاح دولة البحرين ومن ثم جاءت العمليات العسكرية لإخراج قواته العسكرية منها ومن ثم جيء بحكومة غالبيتها من الشيعة لنقول بل لنجزم أن فتاوى القتل والتكفير والجهاد والمقاومة ضد الحكومة العميلة للإحتلال كانت لتصدر من القرضاوي وإبن جبرين والقرني وو آخرون لا مجال لحصرهم . أستقبل الشعب العراقي (المخلصون منهم) قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا إبان حرب التحرير بالورد والتطبيل والتهليل ولم ينقلب المخلصون منهم ولن ينقلبوا على هذه القوات في تبني سياسات عدائية ضدها ومن روج بداية لثقافة ما تسمى (مقاومة) هم البعثيون وبعض السفهاء من أستند إلى فتاوى فقهاء ( ولاية السفيه) التي لازالت تفتي وتستهدف إجهاض التجربة الديمقراطية وكان هذا واضحا في تبرئة قتلة الزوار ألإيرانيين في ديالى وبغداد من القاعدة وإلصاق هذه التهمة بالقوات ألأمريكية . يقول الكاتب أن التاريخ لن ينصف الولايات المتحدة بعد( احتلال) العراق وتخريب العراق وبناه التحتية وقرارات حل الجيش العراقي وليس المؤسسة العسكرية بمختلف أصنافها وأجهزة الشرطة . نقول هنا أنه من جملة القرارات الصائبة التي اتخذتها سلطة ألائتلاف في حينه هو تسريح الجيش العراقي وإلغاء المنظومات ألإستخبارية وأجهزة ألأمن العديدة التي شكلها نظام المقبورين ومن ثم البدء بتشكيل وإعداد هذه المؤسسات شيئا فشيئا حيث نلاحظ أن هناك العديد من هم داخل العملية السياسية الحالية يطالبون مرارا وتكرارا بتنقية وتصفية ألأجهزة ألأمنية من كوادر البعث التي انضموا أليها بسبب سياسة المجاملات ومبدأ التوافق الذي كان له بالغ ألأثر على تلكؤ مسيرة العملية السياسية ولعل التداعيات ألأمنية الخطيرة تؤكد كلامنا من أن هناك تلكؤا واضحا في أداء بعض قطعات الجيش والشرطة وجهاز ألاستخبارات. على الحكومة العراقية العراقية ألانتباه والحذر من من يروج لثقافة المقاومة الخبيثة مهما كان انتمائه مقاومة تستهدف إجهاض العملية الديمقراطية ولعل المنابر ألإعلامية التي تحرض وتروج لسياسات القتل والتدمير والتفخيخ ونظرية المؤامرة جلية وواضحة وضوح الشمس. يقول الكاتب أن التأريخ لن ينصف الرئيس بوش بسب سياساته الخاطئة في حرب (احتلال العراق) حسب كلامه وأقول هنا لطالما وجد صنفان من من يدونون ألتأريخ فنجد العديد من المؤرخين وعاظ السلاطين قد أنصفوا مجرمين عبر التأريخ من قبيل معاوية (خال المؤمنين وكاتب وحي الرسول وضل الله في ألأرض) وكذلك الحال مع الحجاج ويزيد وأمراء بني أمية والعباس , ولعلنا نجد في طيات تاريخنا الحديث أقلام لازالت تمجد طغاة من قبيل هتلر وموسوليني وستالين وصدام , ولطالما غيبت وشوهت سير الصالحين من أمثال علي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر والحاجين بوش ألأب وألإبن . نعم سينصف ألتأريخ وشعب الكويت والعراق من حررهم وساعدهم من طاغية العصر صدام المقبور ونظامه الدكتاتوري ولنختم مقالتنا بقول الرئيس بوش ألابن (أن أفضل أمل للسلام هو انتشار الحرية في العالم أجمع)
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |