|
وماذا بعد كشف الحساب المالي؟ مهند حبيب السماوي تستهويني ، لدرجة الشغف ، قراءة ومتابعة البيانات الصحفية التي تصدرها الجهات والمكاتب ألإعلامية الرسمية في العراق لولعي الشديد بسبر أغوار عقول الآخرين الذي يمارسون التفكير بصورة مختلفة عني من اجل معرفة طرائق تفكيرهم المختلفة وأسلوب إعمال العقل لديهم الذي يتجسد عبر الكلام والخطاب الموضوع في ثنايا الأوراق الرقمية التي تطالعنا كل يوم على صفحات الشبكة العنكبوتية . وقد اصدر المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، الاثنين الموافق 11-5-2209 ،بيانا صحفياً توضيحيا ً بشأن عدم تقديم السيد الهاشمي كشفاً بذمته البيان الصحفي الذي أصدره مكتب الهاشمي الإعلامي نفى الخبر الذي زعم بان " الهاشمي نائب رئيس الجمهورية لم يقدم كشفا بذمته المالية حتى الآن " وقال " هذا ليس صحيحا وهيئة النزاهة ومجلس الرئاسة على دراية تامة بذلك حيث لم يشأ السيد نائب رئيس الجمهورية الإعلان أو التصريح بذلك في حينه ". الخبر من وجهة نظري يبدو اعتيادياً لحد الآن ولكن الجديد والمثير والمهم في نفس الوقت هو ما ذكره البيان بعد ذلك اذا أشار الى حقيقة مهمة ينبغي التمعن فيها والتركيز بمدلولها أذ بيّن البيان وعلى لسان الهاشمي حقيقة لم أفتئ مؤمناً بها متيقنا من مصداقيتها والتي تتعلق بمسألة تقديم كشف الحساب من قبل بعض المسؤولين العراقيين، أذ على الرغم من أهمية هذا الفعل على الصعيد النظري وكونه يشكل معلماً جديداً من معالم الديمقراطية العراقية التي لم نشهد لها مثيل في المنطقة العربية ... لكن هذا " لا يعني شيئا أن لم يكن لهيئة النزاهة وسائلها الخاصة في الرصد والتدقيق والمراقبة " كما أشار الهاشمي ، وهي نقطة تسترعي الانتباه وتشدنا إلى الوقوف أمامها هنيهة وتدعونا لأطلاق سراح بعض الأسئلة الخجولة من مخبآتها ... فما هي أهمية أن يظهر أن كشف حساب مسئول عراقي هو كذا مليون دينار ؟ كيف يمكن ان نعرف ن هذا المبلغ قد جاء عن طريق مشروع أو غير مشروع ؟ وأنى لنا التمييز بين مال المسؤول الخاص قبل تسنمه المنصب وبين المال الذي تحصل عليه بعد ان جلس على كرسيه في الوزراة ؟ هيئة النزاهة في الوقت الحاضر لاتمتلك الاداة المناسبة والملائمة لكشف هذا الخلط بين ما ماله الخاص ومايمكن ان يتأتى له من خلال عمله ...ولذلك على هيئة النزاهة القيام بما يلي: أن تجري كشف حساب المسؤول قبل تسنمه المنصب ثم بعد ذلك تقوم بأعادة طلب حسابه قبل خروجه من المنصب بقليل.... وليس بعد خروجه للمنصب حيث حينها ربما لايمكن محاسبته بل ربما لانجده في العراق أصلاً كما فعلها بعض منهم بعد سقوط النظام السابق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |