حسام الرسام مطرب أم لص؟

كاظم ال مبارك الوائلي

kadhim1972@yahoo.com

ليس من الصعب على من يسمع صوت حسام الرسام يعرف انه انسان موهوب ويملك صوت عذب, ولكن الموهبة لوحدها ليست العامل الرئسي في نجاح اي مبدع بل هناك المعرفة الاكاديمية والثقافة التي يحملها المبدع.

وكانت فرصة طيبة عندما سمعت صوت الرسام وهو يؤدي أغنيات عراقية اصيلة احسست بعراقيته وبالذات روحة الفراتية وأبدع بأعادة أداء وتوزيع بعض الاغاني العراقية القديمة الى ان وقع في فخ (العكربة وأخواتها) وهذا شي خاص به كمطرب حيث يختار ما يشاء من النصوص والالحان وهي ايضاً تجربة ولابأس فيها سواء كانت فاشلة ام ناجحة فنتائجها تعود على من اخذ المبادرة على عائقه.

ولكن ليس من حق حسام الرسام ان يعتدي على الحق العام المتمثل بالاغاني التي اثرت الذاكرة والذوق العراقي بالفن الرفيع في عقود الستينيات والسبعينيات وأدعائه بأنها اغاني حديثة من تأليفه والحانه.

ففي البوم (طير الحمام) من انتاج شركة مقرها ها دبي  أدعى المطرب حسام الرسام ان أغنية ( يم داركم) هي من كلماته والحانه علماً ان هذه الاغنية كانت من ابداعات الفنان حميد منصور في منتصف الثمانينيات وكذالك أغنية (طير الحمام) التي غناها المطرب رضا الخياط عام   1983 وأغنية (ولوتزعل) بصوت الفنان ياس خضر عام 1984 على ما اعتقد.

والادهى من ذلك أدعائه بأن اغنية (عاليالي) من تأليفه والحانه , وهي الاغنية التي أداها الفنان الراحل داخل حسن وجبار ونيسة وستار جبار وأخرهم الفنان حسين نعمة وذلك قبل ان تكون هنالك مدينة اسمها (دبي) ولقلة الخبرة والتمحيص في التراث الشعبي أدى الاغنية بدون فِهم للكلمات حيث يقول في الاغنية ( عاليالي) وفي النص الاصلي يقول الشاعر ( عالياني)   ويقصد شاعرها ( عالجاني) اي على الذي جائني, وشاعر هذه الاغنية متحدر من المناطق العشائرية التابعة لمحافظة الناصرية ومعظمهم يلفضون حرف الجيم ياءً كما هو الحال في اللهجة الكويتية.

ربما يقول البعض ان المطرب لم يقترف اي ذنب بل شركة الانتاج هي المذنبة, وهنا نقول ان المطرب يوقع عقد مع الشركة المنتجة يعرض عليهم اغانيه واسم الملحن والمؤلف حتى يضمنوا حقهم من ايرادات الالبوم,  ويُفحص الالبوم والغلاف من قِبل المطرب قبل ان يخرج الى النور, وسؤالي هو هل رأى حسام الرسام غلاف هذا الالبوم ألم يتفحص صورته على الغلاف أم انه استخفاف بعقول الجمهور العراقي وتراثه حيث سُرِقت الكثير من معالم تراثه وفنه ونُسب الى دول عربية اخرى.

أرجوا ان لآتترجم كلماتي على انها هجوم على المطرب حسام الرسام بل هذه امانة فكرية ومحمية من قبل القانون الدولي للمطبوعات ومن حق كُتاب وملحني ومطربي هذه الاغاني الاصليين ان يرفعوا دعوة قضائية على السيد حسام الرسام والشركة المنتجة والمطالبة بتعويض مادي ومعنوي للحد من هذه السرقات الفنية والاستخفاف بذوق المستمع العراقي.