|
الهدر في العراق يطال حتى الخنازير
أحمد عبد الأمير لم تبق ثروة في العراق إلا وهدرت، أو أسيء إدارتها. ولم تسلم وزارات الدولة ومؤسساتها من الفساد الإداري والمالي والهدر، ليس الآن فحسب، بل منذ فترة طويلة تمتد إلى عقود السنين التي حكم بها صدام العراق. فالثروة النفطية، التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد بشكل أساسي، لم تستغل بالشكل الصحيح والمطلوب، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها عدم استغلال الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط وتركه يحترق وتحترق معه مليارات الدولارات سنويا. كما لم يتم، وخلال السنين الست التي أعقبت التغيير، بناء مصافي للنفط تسد حاجة البلاد من مشتقاته، فمازال العراق يستوردها من دول الجوار، مما يعني هدر الملايين من الدولارات. في اغلب الدول التي انعم الله عليها بالموارد الطبيعية أو تلك محدودة الموارد، يجري استثمار كل شيء، وتحويل أي شيء لصالح هذه البلدان، ومهما كان المردود المالي، طبعا هذا الحال لا ينطبق على العراق. لا نريد أن نذهب بعيدا، ودعونا نقارن، على سبيل المثال لا الحصر، ما حدث في كل من العراق ومصر بشأن الوقاية من أنفلونزا الخنازير، هذا المرض الخطير الذي انتشر في دول عديدة من العالم، وأدى لحد الآن إلى إصابة 658 شخصا في أنحاء العالم بحسب منظمة الصحة العالمية، فقد قال وزير الإعلام المصري أنس الفقى، في مؤتمر صحفي، إنه سيتم تجميد لحوم الخنازير التي أمرت السلطات المصرية بذبحها لاستخدامها في وقت لاحق، مؤكدا أنه لا يمكن التضحية بهذه الثروة من اللحوم طالما أنها غير موبؤة. وهذا يعني أن مصر سوف تبيع هذه اللحوم وتستفيد من واردها المالي. علما انه يوجد في مصر ما بين 300 إلى 400 ألف خنزير. ولنرى ما فعلت السلطات العراقية المختصة بالخنازير، فقد اتخذ المستشفى البيطري في محافظة ميسان، والتي تنتشر في أهوارها قطعان الخنازير، إجراءات احترازية ضد مرض أنفلونزا الخنازير، منها وبحسب صحيفة الزمان التي نقلت، في عددها ليوم الأحد 3 أيار 2009، عن مدير المستشفى البيطري في ميسان رحيم رسن أبو دكة، أنه تم "وضع حبوب (السترتمين) في الأسماك ورميها في مياه الأهوار لغرض مكافحة الخنازير الموجودة بين غابات القصب والبردي في الأهوار". كما لم تسلم حتى الخنازير الثلاثة الموجودة في حديقة حيوانات الزوراء من ذلك، فقد قال مدير الحديقة عادل سلمان موسى، في تصريح للصحيفة ذاتها، إنه قد "صدر قرار من اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير بالتخلص من الحيوانات الثلاثة". وهنا نشير إلى أن الهدر في العراق طال حتى هذه الحيوانات التي من الممكن أن نحذو حذو مصر في التخلص منها، أو حتى التبرع بها للبلدان التي تستهلك لحومها. ومعلوم أن التفسير العلمي للموضوع هو أن المرض ناجم عن فايروس ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وإلى فايروس ينتقل بين البشر عبر الجهاز التنفسي وليس الهضمي، ولا داعي للتخلص من الخنازير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |