|
من يحمي الوزير الفاسد ؟!! غفار عفراوي في العراق يوجد نوعان من الارهاب، الاول بمعناه الشائع والمعروف باستخدام المفخخات والعبوات والقتل العشوائي والاغتيال لاغراض عديدة تدخل السياسة ضمن محتواها. اما النوع الاخر فهو ما يطلق عليه ارهاب الفساد الاداري والمالي ويعتبر هو الاشد والاخطر لصعوبة السيطرة عليه او الحد منه لانه يسري في جسد الحكومة والمؤسسات جميعا كالنار في الهشيم، كذلك فان تاثيره يشمل جميع مفاصل الحياة ولا يستثني أي شخص في البلد لان الفساد يكون بتماس سلبي مع ابناء الشعب وخصوصا الوزارات والدوائر التي صلب عملها تقديم الخدمة وتوفير لقمة العيش للمواطن واهم تلك الوزارات بطبيعة الحال وزارة الكهرباء ووزراة النفط ووزارة العمل التي كثر الحديث عن انواع الفساد المستشري فيها لكن ليس هناك رادع ولا مانع، اما اكثر وزارة اثيرت عليها الشكوك والاتهامات فهي وزارة التجارة التي ان صلحت واكتملت صلح حال الناس واكتمل غذائهم بسبب اعتمادهم على الحصة التموينية الممنوعة او المسموحة حسب مزاج وراي الوزير او المدراء العامون في الوزارة والشركات التابعة لها وان فسدت وفسد الغذاء فسد حال الناس وصبوا جام غضبهم على الحكومة ورئيسها وعلى الديمقراطية ومن اتى بها اضافة الى لعن الساعة السوداء كالعادة! وللاسف الشديد فان الامر الثاني يبدو انه قد حصل وذلك لعدة قرائن اهمها تواتر الشكاوى والاتهامات المقدمة من رئيس هيئة النزاهة في مجلس النواب الشيخ صباح الساعدي الذي يصرّح ويصرخ ليل نهار وفي اغلب القنوات الاعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية بان فساد وزارة التجارة وصل الى حد لا يمكن التغاضي او السكوت عنه ولابد من استجواب وزيرها عبد الفلاح السوداني الا ان الساعدي اسمع لو نادى حيا فالكل ساكت والكل نائم والكل متجاهل ولسنين ثلاث ونيف مضت من عمر الحكومة الحالية تجرع فيها الناس اسوأ انواع الطحين والشاي.. فجأة تحركت الحكومة ودب فيها النشاط واعلن في وسائل الاعلام ان قوة تابعة لرئيس الوزراء قد داهمت مبنى الوزارة لالقاء القبض على اكثر من عشرة مدراء في الوزارة بضمنهم اثنان من اشقاء الوزير ومدير اعلامه محمد حنون وسمعنا ايضا ان تلك القوة قد جوبهت بمقاومة مسلحة قبل اعتقال السيد محمد حنون ! فالسؤوال المطروح امام الحكومة ورئيسها من قبل ابناء الشعب هل هؤلاء المدراء والمستشار الاعلامي هم فقط سبب الفساد في الوزارة وهل السيد الوزير بمنأى عن التحقيق في الاتهامات الموجهة اليه من قبل هيئة النزاهة التي تصر وتؤكد ان لديها وثائق وملفات تلقي بالوزير في غياهب السجون كما صرح بذلك اكثر من مرة .فالعراقيون ملوا وضجروا من التغاضي عن وزراء الاحزاب المتنفذة والسخط الشعبي اصبح واضحا وكبيرا ويخشى منه على الدولة وعلى الحكومة كما ان الناس تعبت من نقص الحصة التموينية وكذلك رداءة الواصل منها اليهم فلا شاي ولا طحين ولا صابون طيلة السنوات الماضية ممكن ان يقال عنه انه صالح للاستهلاك البشري فضلا عن عدم جودته التي يزعم الوزير دائما انها من افضل المناشيء العالمية كما زعم مرارا وتكرارا ان الحصة في شهر رمضان ستكون مليئة بالحليب والكاسترد والنومي بصرة والدجاج والهمبرغر ... الشعب العراقي لا يحلم بعقود تجارية تنعش الاقتصاد فهو آيس من الوزارة كما انه لا يطالب بالحصول على سيارات من الوزارة كما هو معمول في اغلبها في العالم ولا يريد كذلك ان تعود الاسواق المركزية الى ما كانت عليه فهو قد عرف البير وغطاه كما يعبر اخوتنا الصعايدة ... الحلم الكبير والانجاز العظيم الذي يتمناه العراقي من وزارة التجارة ان يقلل من شراء الصمون ويترك تبديل كيلو الطحين باربع خبزات ويتنعم باحتساء استكان الشاي غير المسرطن ويغسل يديه بصابون صالح للتنظيف ... هذا هو حلم العراقيين في زمن الانترنت والبلوتوث واللابتوب .. فهل هو حلم صعب المنال !! من يحمي الوزير الفاسد ومن يقف حائلا دون استجوابه والتحقيق معه فان كان بريئا كان وان كان مجرما فلا داعي ان يدافع عنه احد ..جميع الاحزاب ترفع شعارات الكفاءة والنزاهة في ادبياتها وافكارها ومناهجها الا انها وقت التطبيق تعود الى الجاهلية وتدافع عن اعضاءها مهما كانت التهم الموجهة اليهم . المحاصصة الحزبية والطائفية هي المرض الاكبر والافة العظمى التي تاكل الاخضر واليابس وتقضي على كل منجزات الحكومة فوزير فاسد يهدم كل ما يتحقق في عدد من الوزارات الجيدة والكفوءة ومبدأ ( غطيني واغطيك ) مبدأ خاطيء ومهما بقي الوزير الفاسد محميا من قبل حزبه وطائفته فلابد يوما ان يفتضح وفي ذلك الوقت ماذا يجيب ذلك الحزب وبماذا يدافع؟ ايتها الاحزاب ان الشعب العراقي ذكي وفاهم وواعي ويعرف كل صغيرة وكبيرة والانتخابات المحلية خير دليل على ذلك، فاذا استمر الدفاع عن الفاسدين فالانتخابات النيابية قادمة ولات حين مندم وسيخسر المبطلون ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |