|
الطريق إلى كوبنهاغن .. أ.د. سيّار الجميل ستعقد الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا كبيرا للمدة بين 7- 18 ديسمبر 2009، تجري الاستعدادات والتحضيرات له في العاصمة كوبنهاغن، للبحث في مخاطر الاحترار والكربون الذي يزداد بشكل مخيف، وهو يثير قلق العالم ولقد اختيرت الدانمارك، كونها المتقدمة جدا في إيجاد البدائل ونجاحها في إنتاج الطاقة المتجددة .. وتقول التقارير بأن انبعاث الغازات السامة والكربون بشكل خاص آخذة بالتزايد .. وان أخبارا طيبة تقول بان الإنسان والدول يعرفان ما يجب فعله للحد من انبعاثات كبرى من استخدام الطاقة، والنقل، والمباني، والزراعة والصناعات . المسألة اليوم تقتضي اتخاذ نشر وعي، واتخاذ إجراءات، وبناء استراتيجيات .. على الرغم من تزايد المخاوف بشأن الاحترار العالمي، فان على الحكومات أن تعرف ما يجب فعله للحد من انبعاثات كبيرة من الطاقة، من خلال التصنيع، والنقل، ودفيئة المباني، والزراعة والحرائق والتعرية .. الخ فما الذي يمكن اتخاذه من إجراءات إزاء التحديات الرئيسية التي تم تناولها تاريخيا .. ومنها الاعتماد على النفط ؟ لقد بدأ الإحساس بالبدائل منذ العام 1973 لتقليل الاعتماد على النفط، والنظر في مختلف الخيارات المتاحة بالمضي في استخدام الطاقة النووية، وتحويل محطات الكهرباء، واختيار إستراتيجية تعتمد الفحم والغاز .. وقد أصبح ذلك قوة مهيمنة بتخفيض الانبعاثات 30% .. ويجري البحث اليوم عن معالجات حقيقية لشبكات التدفئة تكون أكثر كفاءة واقل خطورة .. لقد اكتشف أن تحليل النفايات المتزايدة كل يوم، يزيد من تفاقم المشكلة . كذلك يفكرون اليوم بطاقة الرياح وتطويعها كما جرى في الدانمارك! ومنذ أن دخل القرن 21، ونتيجة لازمات النفط المتكررة، فلقد وضعت عدة حلول مبتكرة للحد من تغيرات المناخ، نتيجة استخدام النفط وانبعاث الغازات الحارة في كل العالم كل يوم! وسيزداد استخدام السيارات الكهربائية، وابتكار أقوى إنزيم من الايثانول الحيوي كأول تظاهرة منتجة من منتجات الغابات والزراعة ويطلق عليها بالتظاهرة الخضراء . كما تعالج كفاءة استخدام الطاقة في المباني للحد من انبعاثات الكربون، فضلا عن تطوير استخدام الأسمدة العضوية وكل بقايا الكتلة العضوية وتحويلها إلى كميات هائلة من الغاز الحيوي . إن تغّير مناخ الأرض يشكّل اليوم كابوسا على العالم بأسره كونه تحد سيعم الجميع .. ونتساءل : إن تريليونات الدولارات قد تدفقت لبرامج تحفيز الاقتصاد، وخصوصا اثر الانكماش الاقتصادي العالمي، وان تغير المناخ هو الأكثر خطورة وكارثية! فكيف يمكننا مساعدة العالم لمعالجة ذلك .. لقد وصل الكربون هذا العام 2009 إلى مستويات مخيفة، وباتت مسألة انخفاضه مسألة حياة أو موت .. وفي 28 مارس 2009، شارك مئات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم في الصندوق العالمي للطبيعة، وأطفأت الأضواء لساعة من الزمن .. كان ذلك جرس إنذار من اجل الوعي وتعريف العالم كله بهذا الأمر! وبالرغم من كون ذلك لفتة رمزية، إلا إنها رسالة من اجل تبريد كوكبنا الحي والحد من الأزمات الايكولوجية . إن الوعي يجب أن يطال الحكومات في كل العالم بضرورة معالجة المناخ العالمي، وهي ضرورة قبل وضع صفقات من اجل إنقاذ اقتصاديات متردية! وعليه، فان كلا من الاقتصاد والبيئة هما في شراكة طبيعية .. وثمة من ينبه منزعجا قائلا : إذا كانت الحكومات لا تتصرف بحكمة وحزم في الاجتماعات المقبلة للأمم المتحدة، فإنها تشارك في تدمير العالم،أو يمكن اختيار المستقبل، وخلق انسجام رائع مع البيئة .. ولابد من العمل على استقرار المناخ بواسطة التكنولوجيات المستدامة، وأساليب الإنتاج الجديدة، والاستراتيجيات المبتكرة . وتشير التقارير أيضا إلى أن قيادات عديدة لكبريات الشركات العالمية تبدي رغبتها للمشاركة أكثر من القادة السياسيين . هنا يشدد كثيرا على الآثار الناتجة نتيجة انبعاثات الكربون ضد الإنسان والطبيعة وكل الحياة على وجه الأرض . إننا بحاجة إلى تحقيق أربعة عناصر أساسية : اتفاق طموح لتخفيض الانبعاثات لا يقل عن 80% بحلول عام 2050، ووجود آلية قوية لتمويل خفض الكربون والتنمية ونقل التكنولوجيا، مع موارد للتكيف مع الآثار الحالية والمستقبلية. وأخيرا، يجب الحصول على الأدوات والحوافز لوقف تدمير الغابات والانبعاثات المتصلة بها في البلدان ذات الغابات في المناطق الاستوائية. ومن الممكن التوصل إلى اتفاق في كوبنهاغن القادم : قيام الاتحاد الأوروبي بدراسة حزمة المناخ والطاقة، وإن تعيد كل من الصين والولايات المتحدة خططهما لاستخدام برامج تحفيز بناء اقتصاديات منخفضة الكربون كونهما اكبر مصدرين لانبعاث الكربون في العالم، وتتهم أمريكا الصين كونها اكبر مصدر للكربون في العالم! وعلى كل من جنوب إفريقيا والمكسيك التزامات لتخفيض الغازات . وعلى البرازيل والبلدان الاستوائية، الحفاظ على الغابات سليمة، وتقليل انبعاثات الكربون الناجمة عن إزالة الغابات. وعلى النرويج والمكسيك إتاحة الأطر المقترحة لتمويل احتياجات التكيف وخاصة بالنسبة لأشد البلدان تأثرا. وأخيرا، في الأشهر القليلة المقبلة، وزعماء كل من البلدان الصناعية والبلدان النامية لديهم فرصة فريدة لتشكيل المناخ العالمي طموح الصفقة للقرن 21. فان نجاح الأرض ساعة من اجل خفض الطاقة، وما تلاها من صوت الأرض الطيبة لحمايتها وبحملات قوية تزداد قوة ومضاء .. كلها نداءات لتذكير العالم واغناء وعيه بمخاطر ما يجري .. فضلا عن تنبيه صناع القرار عندما يلتقون في كوبنهاجن، فان أعين العالم ستتوّجه إليهم .. وان الملايين من البشر ستنتظر وتراقب تبني اقتصاد منخفض الكربون لمكافحة الاحترار العالمي، كي تستعيد الحياة والطبيعة أنفاسهما من جديد!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |