مالوم ابو رغيف وحديث عن نزاهة الاحزاب الاسلامية؟!
 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

ليس كل المقالات المكتوبة تثير جدلا فكريا عند قرائتها للوهلة الاولى او الثانية او الثالثة، وانما هي تلك المقالات التي يكتبها كتّاب مبدعون واقلام نابضة بالفن والحياة والنقد هي تلك المقالات التي تثير جدلا ديالكتيكيا فكريا لدى القارئ والمتتبع والكاتب ايضا !.

نعم كتب الزميل المحترم مالوم ابو رغيف مقالا تحت عنوان (( عن نزاهة الاحزاب الاسلامية )) لفت نظري، ودفعني للتأمل باعتبار انني او قلمي ربما يعتّز بانتمائه للخط الاسلامي بلا حزبية سياسية، فرأيت ان اجادل المحترم ابو رغيف حول ماكتبه عن الاسلاميين واحزابهم وحكمهم في العراق اليوم، وفسادهم كذالك الذي يتحملون وزره بلا ادنى تقيه، وكل هذا من منطلق شعوري ان اسألة اي كاتب عراقي لاسيما المبدعين منهم لابد ان يجاب عنها عندما تكتب بصيغة (انتم ونحن) السياسية والفكرية، فمثل هذا الجدل هو الخالق لحالة الابداع الثقافية التي ننشدها في قابل مستقبلنا العراقي المرجو فلاحه، كما انه هو الذي يحرك اي كاتب على الابداع والمواصله في عطاءه وفكره عندما يشعر بالملاحقة الفكرية لما ينتج من كتابات، ولهذا ادعو جميع كتابنا المحترمين ان يخلقوا حالة الجدل الفكرية والسياسية فيما يكتبون بين بعضهم والبعض الاخر بعيدا عن اي حساسية ليس لها اي مبرر، سواء كان الكاتب والمناقش والمجادل من الطراز الممتاز او من طراز الدرجة العاشرة في قطار ذي قار حلة آخر الليل، على قاعدة الاختلاف التي تثري الثقافة وليس على قاعدة المخاتلة واساليب التسقيط والهدم ونشر ثقافة العداوة والبغضاء بين العراقيين اجمعهم !.

تمام تناول الكاتب ابو رغيف في مقاله المذكور حول نزاهة الاحزاب الاسلامية الكثير من المحاور الحيوية في فكرة ( الاسلام السياسي ) تستحق بالفعل التأمل والجدل حولها وإن كانت مقالته مختصرة في موضوعة ( الفساد الاداري ومسؤولية الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق عنه ) إلاّ ان أبا رغيف قد تسائل اسألة عامة فتقت من مجرى الاسلام السياسي ووسعت من كم قميصه الضيق في الموضوع ليسأل أخيرا وفي نهاية مقاله حول : أليس العراق دولة تحكمها الاحزاب الاسلامية اليوم ؟.

والحقيقة ان مثل هذا السؤال وغيره من اسألة من قبيل : أليس رئيس الوزراء أسلامي وبرنامج الحكومة أسلامي .... والملالي يحتلون مراكز مرموقة في البرلمان والوزارة ... فلماذا الفساد اذن ؟. من اسألة الفنان مالوم ابو رغيف تدفعنا للتوقف والتأمل في هذه الاسقاطات الفكرية والتي ان تأملناها بدقة نجد انها تصادر على الواقع المعاش في العراق اليوم نفسه، بله انها تصادر عقل القارئ المتلقي لمثل هذه الاسألة التي يبدو فيها التأدلج السياسي اكثر منه الايدلوجية الفكرية الثقافية التي تحاول نقد الواقع وليس مصادرته !.

فبغض النظر ان الحكومة العراقية كما يدركه السيد ابو رغيف وكل العراقيين ليست اسلامية، وليس الاحزاب الاسلامية فقط هي التي تحكم العراق لاغير وإن كان منها بعض الملالي في الحكومة والبرلمان، فهناك كتل علمانية واخرى قومية وهكذا طائفية، وهناك احتلال غربي على اي حال لم يزل موجودا على الارض العراقية وكذا هناك محاصصة رديئة في الحكم في العراق ...، وبغض النظر ايضا انه ليس واقعيا ولادقيقا ان برنامج الحكومة المطبّق القائم في العراق هو برنامج اسلامي مئة بالمئة بل هو اشبه شيئ بالبرنامج التوافقي العراقي المرقع من كل الملل والقوميات والطوائف حتى وان كان رئيس وزراء الحكومة اسلامي الانتماء والهوى، بغض النظر عن ذالك كله فما علاقة الفساد ونقده بنزاهة الاحزاب التي تحكم باسم الاسلام ؟.

ربما اعتقد السيد ابو رغيف انه وبسبب مشاركة الاحزاب الاسلامية في العملية السياسية العراقية اليوم وفوزهم في الانتخابات التشريعية الماضية باغلبية مقاعد البرلمان العراقي التي وفرت لهم شرعية المساهمة في الحكم العراقي، فعليه اي فساد اداري لابد ان يشوه صورة الاحزاب الاسلامية ونزاهتها لاغير، بغض النظر عن باقي المشاركين في هذه الحكومة من حركات علمانية شيوعية وقومية كردية، وكذا طائفية دينية عرقية ايضا ؟!!.

والواقع ان مثل هذا الحكم على مكوّن واحد في حكومة العراق ورميه بالفساد، وتنزيه الاخرين وتشكيلة الدولة برمتها من هذا الفساد يعدّ تحاملا لامبررا سياسيا او فكريا يدعمه، بل هو مصادرة لايستطيع اي قارئ لمقال المحترم مالوم ابو رغيف ان يهضمه او يتقبله او ربما يحترمه بسهوله، ولهذا نحن نقول ان المقال من البداية الى النهاية وكأنه حملة اعلانية كالتي نراها لترويج الكولا ضد الببسي في المنتجات الامريكية، على اساس ان الكولا فساد وشر مطلق بينما الببسي صحة وعافية كلها والى الابد !!.

ثم لنرجع قليلا الى جذر الموضوع برمته والذي يبدو انه السبب في غضب مالوم ابو رغيف على الاسلاميين واحزابهم وحكمهم الاسلامي الذي حتى قبل ان يحكم هو متهم بفساد الاخرين الذي فسادهم يثبت عدم اسلاميتهم في الحقيقة، فليس اسلامي كل ماهو فاسد كما يعتقده الاسلاميون، لنسأل الاستاذ ابو رغيف عن مفهومه للحكم الاسلامي، وهل هو يعتقد بفصل الحكم الاسلامي عن الاحزاب الاسلامية ؟.

أم انه لايرى هناك اي فرق بين شعار ( الاسلام هو الحل ) وبين حكم الاحزاب الاسلامية هنا وهناك ؟.

الحقيقة ان الاجابة على مثل هذه الاسألة الفكرية في الايدلوجيا الاسلامية تحلّ الكثير من الاشكالات التي ربما يقع فيها من لايفرق بين النظرية او الشعار من جهة وبين التطبيق والواقع من جهة اخرى، كما هو بادي في كلام الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف !.

نعم كأسلاميين نعتقد ان هناك فرق كبير بين مطالبتنا بحكم الاسلام لجميع دول وحكومات عالمنا العربي والاسلامي، وبين تطبيقات هذا الاسلام هنا وهناك من هذا العالم، وهذا من منطلق رؤية : ان الاسلام هو ليس فردا او مجموعة او حزبا او فئة سياسية او اجتماعية او تنظيمية لنقول لافرق بين الاسلام واحزابه السياسية، وانما الاسلام ( نظام حكم ) اي انه فكر وقانون ورؤى تضبط من حركة الدولة والحكومة مهما كان نوع هذه الحكومة او الدولة او الحزب، ولهذا فشعار :( لااحد فوق القانون ) هو شعار مناسب لمقولة لااحد او حزب او منظمة فوق قانون الاسلام واحكامه واوامره، ومن هنا نعلم انه بقدر ما كنت ملتزما باحكام وقوانين واخلاق وسلوكيات الاسلام كلما كنت الاقرب لتطبيق روح الحكم الاسلامي حتى وان كنت غير مسلما اصلا ولكنك امنت بهذا النمط من الحكم الذي ينادي بالعدل والقسط والمساواة بين الناس ويشجب الظلم والفساد والدكتاتورية والاستعباد !!.

وعلى هذا ياسيدي الكاتب ابو رغيف فأن ( شعار الاسلام هو الحل ) لايعني لنا كأسلاميين انه مطابق لشعار ( حكم الاحزاب السياسية الاسلامية للدولة ) لاغير فهذا الجانب التطبيقي في الحكومة والدولة هو اسلامي بقدر قربه لتطبيق شعارات الاسلام، وليس لقربه من زبيبة السجود على الجبهة او لباس العمامة والعباءة العربية التقليدية او لبس المعاضد والخواتم وحمل السبحة السوداء !.

لا ليس هكذا حكم وشعار الاسلام هو الحل، بل لربما ان تقدم اي علماني متنّور وصاحب كفاءة علمية وادراك للفكر الاسلامي، يحترم الاسلام كحكم وقانون لادارة الدولة والمجتمع ومستعد للالتزام بمبادئه واخلاقه وطبيق فقراته، فانا اول الاسلاميين الذي ارحب وانتخب هذا الاسلامي العلماني الذي لايفصل الدين عن الدولة والذي يحاول تطبيق حكم الاسلام بصدق ونظافة وايمان وبلا تمييز بين طبقات وافراد شعبه باعتبار ان الكل سواسية امام القانون ! .

نعم على هذا المنطلق فهناك الكثير ممن يدعي الاسلاموية ويتزيا بلباس الاسلاميين ويشابههم في كل شيئ، الا في التزامه بالاسلام واخلاقه فتراه فاسدا ولصا ومفتريا ووسخا ....، ومع ذالك فهو يدعي التأسلم والالتزام بالاسلام وحزبه، وماهو في الحقيقة غير لص فاسد كما سرق اموال الشعب كذالك سرق الاسلام نفسه ليتاجر به كما تفضل الاستاذ ابو رغيف في مقالته !.

نعم يتبقى من خلال ماذكرناه انفا عن الفرق بين ( حكم الاسلام) الذي ينادي بالعدالة والمساواة وتنفيذ حكم القانون على الحاكم والمحكوم بالسويّة والذي تنادي به امة الاسلام وجميع الافراد وانا وغيري قبل احزابها السياسية، وبين اخفاقات في التطبيق وفساد فيه، يحكم عليه الاسلام نفسه انه بريئ منه وانه ليس اسلاميا وانه مدان وانه يجب ان يحارب باسم الاسلام نفسه ومهما رفع من شعار لاستغفال الناس وتغييب عقولهم وليس باي اسم اخر لأعتبار ان الاسلام وحكمه يحمل الحصانه في داخله ويرفض استغلاله في الفساد والعمل بالظلم، قبل ان تحكم عليه باقي الافكار والايدلوجيات غير الاسلامية .... يتبقى ان نذكر بعض الذي كتبه العزيز ابو رغيف كظواهر لفساد الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق اليوم باعتبارها ظواهر الا ان اضافتها للاحزاب الاسلامية فيه الكثير من التجنّي على هذه الاحزاب بالذات :

اولا : ذكر الاستاذ ابو رغيف : ان فساد العراق وصل الى مرحلة لايمكن السكوت عليها بشريا حتى ان منظمات الشفافية الدولية قد ذكرت ان العراق هو الثاني اذا لم يكن اولا عالميا بموضوعة الفساد الاداري، ومع ذالك ( يذكر ابو رغيف ) لم تزل الحكومة مستمرة على نفس المنهج، ولم نرى فصل وزير ولاسفير ولاهم يحزنون ؟.

والحقيقة انا لهذه اللحظة لاادرك غاية الربط الذي ذكرها الاستاذ ابو رغيف بين وجود ظاهرة فساد منتشرة في الدولة العراقية وبين وجوب فصل وزير او سفير، الا على اساس ان هذا الوزير المُطالب فصله هو المعني بالفساد شخصيا مع علم الحكومة بذالك ومع هذا لم تقدم على فصل الفاسد من المسؤولين في ادارة الدولة !.

امّا ان كان مقصود الكاتب ابو رغيف انه يجب الفصل لغاية الفصل لاغير لوزير كلما ظهرت ظواهر فساد في اي دولة في العالم، فمثل هذا الاجراء لايدلل في الحقيقة على ان هناك نزاهة سوف تعقب فصل الوزير او المسؤلين من مناصب لرائحة وجود فساد اداري ؟.

فهذه الولايات المتحدة الدولة الكبرى بالعالم ديمقراطيا وقوّة تعرضت لهجوم ارهابي فضيع في احداث الحادي عشر من سبتمبر، وكان عوار الاجهزة المخابراتية واضحا ومع ذالك لم يطرد لاوزير ولامدير ولاسفير، باعتبار ان ليس كل خرق اداري او امني يجب ان تعلن الدولة بعده مراسيم العقاب لمسؤوليها او الموظفين، من منطلق اننا نعيش بحياة بشرية قابلة لوقوع الاخطاء والهفوات وغير ذالك ؟.

نعم اذا تورط اي وزير او مسؤول بالدولة العراقية الجديدة وادين شخصيا فعلى الحكومة ان تقوم بدورها الوظيفي بعدما يحاسب البرلمان ويدين القضاء ويحكم بعزل الوزير عن منصبه عندئذ يأتي دور الحكومة التنفيذية التي يقودها الاسلاميون في العراق لتنفيذ امر القانون، لااكثر ولا اقل !.

الغرض القول ان الكاتب ابو رغيف يبدو انه باتهام حكومة الاسلاميين في العراق لايدرك الفرق بين وظائف الحكومة التنفيذية، ووظائف القضاء الادارية، وعلى فرض وجود فساد في وزراء حكومة الاسلاميين في العراق، فعلى مجلس النواب المساءلة وهو مجلس ليس اسلاميا كله، وبعد ذالك لدينا قضاء ليس له علاقة بالاسلاميين في الدولة العراقية الجديدة وظيفته تلقي شكاوي المواطنين وادانه المسؤولين الفاسدين، وبعدها يوجد سجن الاحداث والكبار للفاسدين سواء كانوا اسلاميين او شيوعيين !.

وعليه ياعزيزنا ابو رغيف لايمكن على هذا المنطق اتهام اي ايدلوجيا سياسية بقضية الفساد الاداري ولاحتى ان كانت الحكومة مشكلة من الشياطين انفسهم بدلا من الاسلاميين !.

ثانيا : تساءل الاخ المحترم ابو رغيف في مقالته : لو لم يكن الاسلاميين هم الذين يحكمون، لو ان الوزراء والمتنفذين والتجار والشطار ..... ليس من اصحاب المسابح والخواتيم واللحى الطويلة ... لرايت الاحزاب الاسلامية وأئمة وخطباء الجمعة يشنون حملات تشهير وتسقيط شعواء ضد العلمانيين، لكن لأن الحرامية واللصوص والمزورين .... منهم وفيهم أسلاميون حتى العظم يلزم الجميع الصمت ؟!!!.

طبعا اولا : الاسلاميون مشاركون في الحكم وليس هم الحاكمون على الفعلية كما ذكرنا !.

ثانيا : لااعلم ان كان جميع الوزراء والحرامية من اهل السبح والخواتيم، فكثير من وزرائنا مع احترامنا الشديد لهم ليس من اصحاب اللحى ولا هم في وارد ان يفكر بالهداية والالتجاء الى الله والاخلاق الحميدة !.

ثالثا : وحقيقة لااكد ادرك مقالة الاستاذ ابو رغيف عندما يعلن ان جميع الخطباء وأئمة الجوامع والاسلاميين وفضائياتهم واقلامهم ....... متواطئون مع الفساد الحاصل، والدليل ان لااحد يشهر بالفساد او يتحدث عنه او ينتقده ... لا لسبب الا لان الحرامية هم الاسلاميون انفسهم ؟!!.
وفي مثل هذا الكلام فرضيتان استباقيتان من الكاتب الفنان ابو رغيف :

أ : الاولى : ان الحرامية كلهم اسلاميون، مع عدم ذكر الكاتب لاي اسم او شخصية اسلامية ثبت تورطها بالحرمنة والفساد، وباقي الناس كلهم شرفاء ؟.

ب: والثانية، افتراض ان جميع الاسلاميين ساكتون وغير مدينين للفساد ولامتحدثين عنه بسلبية، بعكس مالو كان الفساد من ابن الجارية العلماني لرايت الاسلاميين اصحاب السن طويلة ؟!.

عجبي !.

ولماذا لااعجب اذا كان الخطباء وأئمة الجمعة من وكلاء المرجعية وجميع الفضائيات والصحف الاسلامية هي التي شنّت الحرب على الفساد وهي التي حاسبته في مجلس النواب وهي ابرزت الوثائق في ادانته وهي التي طالبت القضاء بفتح ملفاته ونشر غسيله الوسخ على الملئ العراقي وهي ..... الخ، ومع ذالك يعلن كاتبنا المحترم ابو رغيف : ان هناك سكوت وتواطئ من قبل اسلاميي العراق مع الفساد ولذالك هو صامت وساكت وغير معير اهتمام لموضوعة الفساد على الاطلاق !.

السادة القرّاء الكرام انا في حيرة من امري مع مايكتب السيد ابو رغيف عن فساد الاسلاميين على الحقيقة، فهل اصدق عيني التي رات الاسلاميين وهم يعلنون الجهاد على الفساد، وسمعي الذي سمع خطب الاسلاميين في البرلمان وهي تشهر بالفساد والفاسدين، ولساني الذي قرأ مقالات الاسلاميين وهي تذبخ بالفساد وتطالب بمحاكمته واعدامه كمجرم خيانه .....، أم اصدق مقالة الكاتب مالوم ابو رغيف الذي ادعى في مقاله سكوت الاحزاب الاسلامية عن الفساد ونسبته اليهم مباشرة بلا وخز من ضمير ولا تقديم دليل ملموس على تورط الاسلاميين في الفساد ؟!!!.

نعم لم نرى او نسمع في مجلس النواب اي علماني طالب بادانه الفساد، ولم نرى اي علماني اتعب نفسه ليبحث عن وثيقة تدين الفساد بشكل علني، ولم يتحدث اي علماني اشتراكي امام الفضائيات العالمية عن مشكلة الفساد في العراق ....، ولكن مع ذالك يقول السيد ابو رغيف ان الاسلاميين هم كانوا الخونة للامانة، وسارقي الشعب، وناهبي الديار، ومن قام وصرخ وشجب الفساد هم كانوا علمانيين ولكن بمسابح وعمائم ولحى وسبح اسلامية للتنكر في حفلة البرلمان التي حاسبت وزير التجارة السوداني المحترم ؟!!!!!.

ثالثا : يختتم المبدع مالوم ابو رغيف مقالته بنتيجة حتمية لكل ماذكره من حقائق ضد الاسلاميين ( فسادهم لصوصيتهم سكوتهم على الفساد .......) ونزاهتهم واحزابهم بالقول : الا يعني هذا ان الاحزاب الاسلامية هي احزاب فاسدة ؟.

معنى فساد الحزبية ان تخالف كوادرها شعارات احزابها المرفوعة، ولو فرضنا الصدق فيما ذكره السيد المحترم ابو رغيف حول فساد الحزبية الاسلامية، فهل يعني هذا فشل المشروع الاسلامي في العراق بالتحديد ؟.
نعم على فرض ان هناك من العلمانيين ( الكلام بصورة عامة وليس موجها للاستاذ ابو رغيف بالخصوص ) من يعتقد ان فشل الحزبية الاسلامية في ادارة الدولة العراقية حتما سينهي المشروع الكبير المسمى بالاسلامي في العراق، وهذا ما نلاحظه عندما تقوم مجموعات كثيرة بالعزف على وتر الفشل الحزبي الاسلامي على امل انهيار المشروع الاسلامي من اذهان العراقيين بالجملة، وعودتهم من جديد لاعتناق المشروع العلماني الداعي لفصل الاسلام عن الحياة !.

على فرض ان هناك فساد في الاحزاب الاسلامية كما قرره الاستاذ ابو رغيف انفا، فنحب ان نطمئنه وغيره ايضا بالقول : انه حتى وان كانت هذه الاحزاب الاسلامية العراقية فاسدة فثق ايها الصديق ان العراقيين الاسلاميين كلهم سيرجعون الى مرجعيتهم التي لاغبار على نظافتها وهي الاسلامية لمحاسبة هذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة بالاسلام نفسه لنعود من جديد ونشكل حزبية اسلامية اكثر نزاهة والتزاما بالاسلام العظيم !.

نعم الاسلام هذا المارد الذي خرج من قمقه الذي كان فيه يحمل حصانته في داخله وهو ليس بحاجة ان فسد المسلمون والمؤمنون به للبحث الى مرجعية علمانية تعلمه النظافة وعدم الفساد، بل الاسلام قادر على اعادة انتاج نفسه من جديد كل يوم، واذا كانت اليوم الحزبية الاسلامية فاسدة فسوف يقوم العراقيون انفسهم بابتكار حزبية اسلامية لاتقبل الاختراق ولاترحب بالفاسدين الذين هم في الظاهر اسلاميون ومن الداخل فاسدون !.

عندئذ ياسيد ابو رغيف اطمأن ان لاعودة عن الاسلام بالنسبة للعراقيين لو لم يبق في هذه الدنيا حجرا قائما على حجر، واذا كان الاسلاميون فاسدون كما تعتقد فغيرهم من العلمانيون سيمون كارثة ليس لها تعبير او مفردة بالامكان وصفها على الحقيقة والسلام ختام .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com