|
الولاء للدين والوطن
عامر محمد ناصر الولاء هو الانتماء للعقيدة ومحور كل الفضائل والواجب الرئيسي بين كل الواجبات منه الفطري ومنه المكتسب تحدده الطبيعة ومدى الحاجة، والولاء لله (عز وجل) والدين فطري وكل الو لاءات الأخرى هي ولاءات مكتسبة فكانت تارة قبلية وأخرى مناطقية وحزبية، ونتيجة لذلك تعددت الولاءات فمنها الطبيعية ومنها الشاذة نتيجة للشذوذ الفكري للإنسان، وعندما نظم الإنسان نفسه بمجاميع الغرض منها تنظيم الأمور وطرح الأهداف والعمل على تحقيقها من اجل السير نحو الأهداف المنشودة في التقدم والرقي بالمجتمعات البشرية الساكنة للأوطان وبالتالي رقي وتقدم الأوطان نفسها التي نستمد منها عناصر هويتنا وتاريخنا وحضارتنا، وعندما تحل الولاءات للجماعة بدل الولاء للدين والوطن (الذي يمثل دستور الحياة) يحدث الشذوذ والانحراف الذي يوقع الإنسان بالنفاق والانفصام الشخصي من حيث الاختلاف بين الشعارات المرفوعة والعمل الفعلي على الأرض،كما نرجو أن لا يولد الحديث عن الولاء للوطن إشكالية الخلط بين الوطن والحكومة فالحكومة مجموعة من الشعب تقود الدولة من اجل تحقيق الأهداف المرجوة وفق نظام متفق عليه وهي قابلة للتغير والنقد والإقالة، والوطنية هي انتماء للوطن وليس للحكومة، والحكومة الوطنية الصالحة مثل المواطن الصالح الذي يعمل ويطمح إلى تحقيق أهداف شعبه ووطنه فصلاحيته من خلال صلاح عمله، ويبقى الولاء للدين والولاء للوطن لا يعارض احدهم الأخر ومن الثابت إن الدين يدعوا إلى الالتزام بالولاء للوطن كما يدعوا إلى صيانة العهد وأداء الأمانة والعمل بالعرف السائد (إن لم يتعارض مع ثوابت الدين) والكل قد عاهد الوطن والشعب على أن نحفظ مصالحه ونحترم سيادته وتحقيق الرفاه والتقدم والأمن لشعبه لذا فان الولاء للقبيلة والمجموعة يختلف عن الولاء للدين والوطن، مثل ما يختلف حب الصديق والزوجة عن حب الخالق والدين وحب إلام، ويجب تحديد الأولويات التي تصب في الولاء للدين الذي يدعو إلى حب الوطن والانتماء إليه وكل الولاءات تصب في الولاء للوطن (بعد الولاء لله) ولا يعترف بأي انتماء قبلي كان أو مناطقي أو حزبي إلا من خلال الخدمة والعمل والإيثار من اجل المصلحة الوطنية العليا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |