|
من أجل ائتلاف عـــــراقي ديمقراطي إنساني سهيل أحمد بهجت أصيب العراق ومنذ مقتل الملك فيصل الثاني وانقلاب العسكر الغاشم الذي أطاح بالنظام الملكي الدستوري الانتخابي، أصيب بفيروس مدمر من العنصرية والطائفية وعقليات التنازع والصراع، وأتاح ذلك للبعث أن يلغي العراق كفكرة ويضع بدلا منها الطائفية والعنصرية، فكان لغياب الانتماء العراقي (الإنساني) أكبر الضرر على البلد حتى بعد الإطاحة بالملعون وصنمه المعبود لتتحكم بالبلد وبرلمانه كتل طائفية عرقية وضعتنا على حافة الدمار ولا زال. ورغم فشل تجارب السنوات العجاف الماضي يدافع البعض عن إعادة تأهيل "الائتلاف العراقي الموحد" بحجج مختلفة، هذا الائتلاف القائم أصلا ـ حاله حال التوافق وقائمة عرقية عنصرية أخرى ـ على أُسس طائفية ومذهبية، وهذا الائتلاف يتحمل وزر تحول العراق إلى نظام المحاصصة والمخاصصة باعتبار أنه الكتلة الأكبر، وهوالذي أدى بالآخرين إلى تبني قوائم وتحالفات على أساس عنصري وطائفي، واليوم نشهد محاولة بعض السياسيين الذين فـشلوا في انتخابات مجلس المحافظات فشلا ذريعا في إعادة تأهيل هذا الائتلاف الذي تنبه الصدريون والفضيلة إلى تكوينه الطائفي فهجروه، وهذه المحاولة لا دوافع لها إلا أن هؤلاء "السياسيين الفاشلين" لا يمتلكون برامج وطنية حقيقية تعمل لصالح الناخب. زعم أحد هؤلاء السياسيين أن الائتلاف العراقي (الذي انفرط عقده) لم يكن طائفيا وأنه قام بكل ما يلزم لمساعدة الشعب ـ وهوما يكذبه الواقع المرّ والمؤلم الذي يعيشه العراقيون عموما وأهل الجنوب خصوصا ـ متغافلا ومتجاهلا قضايا الفساد التي تعلقت بالوزراء والنواب المنتمين لهذه الكتلة، وأعضاء الكتل البرلمانية الأخرى سكتوا عن مقابل تجاوز فساد وإجرام نوابهم، وأشهر القضايا كانت قضية وزير العمل والشؤون الاجتماعية مع "دار الحنان لتعذيب ذوي الاحتياجات الخاصة"، حيث هب الائتلاف لحماية الوزير من أي تبعة قانونية لتلك الفضيحة وهوالأمر الذي كان ليكون مختلفا لوأن الائتلاف كان "عراقيا وطنيا". هذا البرلمان العراقي (مجلس النواب) المهزوز هونتيجة طبيعية لكتل طائفية وعنصرية تعتبر العراقيين مكونات "قطعان" يسهل تقاسمها بعد قليل من "التنازع" حيث يأخذ كل راعي حصة من "الأغنام"، وغاية ما يعرفه هؤلاء هورفع النداءات والصراخ والعويل بكل "غيرة وتقوى"!! لمنع الخمور والكحول "العرق" وكل مظاهر الفساد الأخلاقي ـ حسب زعم برلمان قوم لوط ـ التي تفشت في الشعب العراقي، وبالتالي فإن انقطاع الماء والكهرباء والتشرد والفوضى وانخفاض مستويات الماء والجفاف ليست سوى "غضب إلهي" لأن الشعب العراقي (كفر بأنعم) السيد المجاهد البطل والرئيس المناضل المنصور بالله "أبوكرش". كيف يمكن لعقلية متخلفة كهذه أن تبني عراقا حرا، ربما يبنون عراقا حرا بالاسم فقط، ولكن على أرض الواقع يريد هؤلاء "المتاجرون بآيات الله" أن يستمروا في الحكم محاطين بهالات العصمة والقداسة بينما المواطن يحيق به العذاب وهومن يتحمل وزر كل الخطايا والآثام المزعومة، لا بد هنا من أن يلتفت المواطن كفرد والمجتمع كجماعات ومنظمات مجتمع مدني إلى أن السياسة والحكم وبناء الدولة لا يتم عبر مظاهر التقوى النفاقية وقيام الليل والتراويح ومجالس العزاء وبحجة "أن جدي كان مناضلا"!! وإنما عبر احترام الحرية الفردية وحرية الرأي وحقوق الإنسان بغضّ النظر عن انتماءه ورأيه، وهذا ما لا يتوفر في "الإئتلاف الشيعي المنحل" والذي أساء كما أساءت التوافق وكتلة عنصرية أخرى إلى الديمقراطية العراقية وبيضت وجه البعث الملعون حيث أظهروا للعراقيين وللإعلام الإقليمي والدولي وكأن العراق الجديد ليس أفضل حالا من "عراق صدام والبعث". النقطة المهمة التي استوقفتني في لقاء "السياسي الفاشل" والذي أعلن سعيه لإعاد تشكيل (الائتلاف القديم) هونفيه إثارة مخاوف الطائفة الشيعية في العراق واستغلال هذه المخاوف للفوز بالانتخابات، وهوما يعني بالضرورة إدراكه أن لا خوف على العراقيين "الشيعة" إذا انخرطوا في ديمق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |