|
السيد المالكي: هل ستبني تمثالا للشيخ صباح الساعدي ام تهديه عبوة اسلاموية؟؟؟
علي الكتبي العراق .. بلد تقاسمته ايادي الناهبين الاجانب وملاأت خيراته جيوب السارقين الذين يدعون الانتساب الى تربته وابتعدت عطاياه عن ابنائه الذين لم يستطيعوا مفارقته حتى في احلك ظروفه واسود ايامه ! هذه الحقيقة باتت لاينفذ اليها الشك ... فكان - وحسب سنن البشرية - لابد ان يبدأ الصراع بين جبهتين : احداهما تريد استمرار هذه الحقيقة التي تنعش جيوب المتنعمين بغنائمها .. واخرى رافضة لهذه الحقيقة المرة عليهم او على من يحبون والذين لازالت تربة العراق تغذيهم باملاحها وترويهم من ماءها . ولكن وكما يسير التاريخ باستمرار كانت قوى السلب والنهب التي تعتمد قوانين الغاب هي المتنفذة لشراستها واعتمادها كل طريق ملتوي يؤدي الى ما تريد . فكان لقوى السلب والنهب جيوش وحكومات واجهزة امن ومخابرات وابواق وفضائيات ولم يكن لابناء العراق الرافضين لهذا الواقع المشين سوى الصوت الذي يدوي دائما مطالبا بالعدالة والانصاف . وفي خضم الصراع بين الجبهتين كان لابد من حلول وسط تمثلت في دوائر مسؤولة عن النزاهة والرقابة فكان البرلمان وهيئة النزاهة ودوائر المفتشين العامين ودواوين الرقابة واجهزة الامن الاقتصادي ومجالس القضاء وغيرها .. ولكن لم تكن قوى - السلابة - لتتعب كثيرا في احتواء هذه المؤسسات فهي تملك السلطة والقرار والاعلام فضلا عن الدعم الخارجي فابتدأت بانشاء هذه المؤسسات على اساس قوانين من السهل تمييع فقراتها والتلاعب بتفاسير عباراتها ومن ثم جائت - بطريق واخر - بشخصيات اقرب ما يكونون الى جبهتها ليكونوا هم المشرفين على هذه المؤسسات الرقابية او باعتماد مبدأ التاريخ القذر - وذلك بتولية وتنصيب من يحمل تاريخا اسودا يسهل ابتزازه - . وفي خضم هذه الفوضى والنزف الاقتصادي تم اقصاء وفصل وتهميش وقتل العديد من ابناء العراق الذين حاولوا جاهدين محاربة تيارات وتحالفات وعصابات الفساد السياسي والمالي والاداري والثقافي على يد من ابتلى بهم هذا البلد المنكوب من شذاذ الافاق - وليس بعيدا ما فعله المجرم راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة السابق عندما سلم اسماء المخبرين السريين الى مافيا الفساد !! - . ومع كل ذلك لازال هناك صوت ادهشني اصراره وحيرني تحديه واذهلتني قوته : انه رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي البطل والمخلص لعراق الفراتين الشيخ صباح الساعدي - حفظه الله من مفخخات السياسة وعبوات الجيران - هذا الشخص العجيب الذي بات يعزف لحنا منفردا بين نشاز السارقين والذي خذله البرلمان الذي كان مفترضا ان يكون هو سنده ؟! بل الازرى من ذلك ان لجنة النزاهة البرلمانية التي ينتمي اليها الساعدي كانت اول الواقفين بوجهه ؟؟!! - ولا استغرب ذلك منهم فكل من جبهة غير جبهة الاخر - . هذا الشيخ المغوار كلما رأيته تذكرت عدالة علي بن ابي طالب عليه السلام وحنوه على الفقراء والعامة . فهو لم يسلط اضواء الرقابة على صغار السارقين من موظفي الدرجات الدنيا وحسب كما يفعل المجاملون على حساب الحق بل ابتدأ بعلية القوم ومن رأس الهرم حين ابان حقيقة خيانة راضي الراضي الذي انتظر منه الشعب العراقي ان يفضح زيف السارقين حيث طالب الشيخ الساعدي بمنع سفر الراضي لحين اكمال التحقيق معه ولكن اصرت الحكومة على نزاهة الراضي !! حتى تصادمت المصالح وازكمت رائحة فساده الانوف لاتهامه بالمشاركة في جرائم قتل المخبرين السريين فاعلنت حينها الحكومة فساده ولكن وكما كان متوقعا بعد ان اطمئنوا على خروجه من بين يدي الساعدي وذهابه الى بلد حقوق الحيوان - امريكا - . واستمر الساعدي في سل سيفه بوجه عصابات الفساد وهذه المرة لمحاسبة وزراء السؤ فسلط ضؤ الرقابة على جميع الوزارات واهمها الدفاع والتجارة والنفط والكهرباء وغيرها .. ولكن ما كانت الحكومة لتترك الشيخ الساعدي يستجوب وزرائها الذين اتى معهم صك الغفران عندما نزلوا من السماء على اجنحة الملائكة !!! فوقفت بوجه تحركات الشيخ الساعدي بمساعدة رجالات الحكومة في البرلمان وحاول اعضاء البرلمان - الحكومجيين - مضايقة الشيخ الساعدي من خلال شنهم لحملة في وسائل الاعلام - وهو ملعبهم الذي يحبون - لتشويه صورة الساعدي ومحاولة اظهار تحركاته لمحاسبة الوزراء على انها قضايا شخصية بينه وبين هؤلاء الوزراء !! حتى ارتضت الحكومة ان يقوم راضي الراضي - وهو المجرم المطلوب للقضاء - برفع دعوى ضد الشيخ الساعدي كان الهدف من ورائها ضربة الساعدي اعلاميا للضغط عليه واسكاته ولكن العجيب والجديد في بلد كالعراق ان يقوم المتهم - الساعدي - بالاصرار على محاسبته من قبل البرلمان .. ولكن البرلمان رفض دعوى راضي الراضي لانها كانت تحتوي اتهام تافه ويضحك الثكلى بان الشيخ الساعدي قال عن راضي الراضي بانه فاسد ؟؟!! مع ان الحكومة بعد ذلك استخدمت نفس عبارة الساعدي بحق الراضي !!. واخيرا وبعد عدة محاولات لعامين متتاليين اصر فيهما شيخ النزاهة الساعدي على استجواب وزير التجارة كانت احزاب الائتلاف العراقي الموحد ترفض ذلك وخصوصا حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي - لان وزير التجارة عبد الفلاح السوداني منهم - وتلقوا الدعم اللازم من انصار الفساد في البرلمان - وكل يريد ستر الموجود لئلا يصل الحال اليه - . ولكن الساعدي لم يصمت ولم يستسلم فقام برفع دعوى باسمه - في خطوة جريئة - الى القضاء متهما فيها وزير التجارة بالفساد بالاضافة الى مجموعة من الاسماء الاخرى ذات العلاقة فحاولت الحكومة الضغط على القضاء وعرقلة سير الدعوى . وفي هذه الاثناء يفاجئنا الساعدي بكونه اول شخص يعرض ويكشف ذمته المالية لاجهزة الرقابة هو وكوادر حزبه - الفضيلة - في سابقة تسجل له ولحزبه . والان وبعد جهد جهيد قام به الشيخ صباح الساعدي صدر الامر القضائي باعتقال ستة مسؤولين كبار في وزارة التجارة بدرجة مدير عام بالاضافة الى مدير مكتب الوزير ومسؤول المتابعة - اشقاء الوزير عبد الفلاح السوداني - في وقت يقوم السيد الوزير فيه بزيارة لبريطانيا مرافقا للسيد رئيس الوزراء الذي يرفع شعار مكافحة الفساد والضرب بيد من حديد .. فهل ستسلم الحكومة - الدعوجية - وزيرها التجاري ومرؤوسيه الى القضاء وتبني تمثالا للشيخ صباح الساعدي على ابواب الوزارات والرئاسات والبرلمان يذكر هؤلاء المسؤولين بوجود عين الرقيب عليهم - بعد ان نسوا عين الله التي لا تنام - ؟؟ ام ستفعل الحكومة كما فعل المفتش العام لوزارة التجارة - وهو المسؤول عن نزاهتها - بتبرئة هذه الوزارة التي يعرف فسادها حتى اطفالنا من خلال الحليب العفن الذي يشربونه ؟؟!! لتقوم بعدها تحالفات الفساد ومافيا السياسة باسكات الساعدي ومن معه باحدى ثلاث خيارات .. مفخخة سياسية .. عبوة اسلاموية .. كاتم صوت مستورد ؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |