|
عندما تغيب شمس العراق عزيز العرباوي هي الحياةُ ادلهمتْ، وانتحبتْ، ولم تعدْ الألوانُ فيها منتشرهْ . فالأرضُ الخضراءُ ربيعاً وشتاءً وكل الأشجارِ المثمرهْ. وأزهارُ النعمانِ والرمانِ وبقايا الديارِ المستعمرهْ. وما تحتَ أقبيةِ العماراتِ والبيوتِ التاريخيةِ ومساكنِ المقبرهْ . تبوحُ بسرها الذي يفضحُ وعدَ الأعاديِ من وراءِ البحارِ الكبرى الذين أتوا على حينِ غرهْ . وتطوي صفحةً سوداءَ كانت مرسومةً بيدِ الإخوانِ لتفتحَ صفحةً أكثر مقتلهْ . * * * * في ظلٌِ الموتِ تنمو البراءةُ بلا أسنانْ . وتعجزُ القصائدُ عن الزفيرِ والشهيقِ وتعقدُ صلحاً مع الخسرانْ . وتنمو بصدورِ النساءِ نهودٌ مشوهةٌ وتتعوقُ الأجنةُ في أرحامهنٌَ وإن سالتْ دماءُ النفاسِ وفقدتْ الألوانْ . وخرجَ الصغارُ بوجوهٍ حزينةٍ سيفقدُ الوطنُ تألقهُ وتدومُ الأحزانْ . ولنْ تشرقَ شمسُ العراقِ أبداً في ظلٌِ العدوانْ ... !!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |