الهجرة العكسية الى الوطن

 

زينب بابان

zainab_w_a@yahoo.com

اغلب العراقيين اتوا للغربة بحثا عن الاستقرار والامان والتعليم العالي لابنائهم .. حيث باعت اغلب العوائل بيوتهم واملاكهم بحثا عن ملاذ امن هنا ...

حيث كانوا يظنوا ان لا عودة للوطن الابعد مرور الاعوام وتحسن الوضع الامني في العراق .. ويكونوا تحصلوا على الاقامة والاستقرار ...

ولكن ماحصل في الفترة الاخيرة من تحسن ملحوظ بالوضع الامني وتشدد السويد واغلب الدول الاوربية في منح العراقيين الاقامة في بلدانهم والعودة الطوعية للعراق بعد تشدد الخناق عليهم من تقليل الراتب وعدم الذهاب للمدرسة لتعلم اللغة وقلة فرص العمل لتحسين الوضع المادي على الاقل للمعيشة لان الراتب لايسد الحاجة ...ومن حيث توقيع الاتفاقية مع الحكومة العراقية بعودة الكفاءات العلمية للعراق لان بلدهم بحاجة اليهم ولخدمات ابنائه والمغريات التي قدمتها الحكومة العراقية للكفاءت مثلما سمعنا بتسهيل امورهم بامتلاك قطعة ارض وقرض عقاري وعودة الاطباء والمهندسين والموظفين الى وظائفهم في حالة عودتهم والطلاب الى دراستهم بامر من السيد المالكي ...ومغريات الحكومة السويدية باعطاء الشخص الذي يعودة طواعية مبلغ مالي فدره 20 الف كرونه والان ارتفع ليصبح 30 الف كرونة .... بدل البقاء شبه ميت هنا حيث الراتب لايتجاوز ال200 دولار للاجىء رغم تكفل دائرة الهحرة بايجار البيت والماء والكهرباء وبعد اعطاءه الرفض تتغير الصورة حيث يتم تقليل الراتب والغاء ذهابه للمدرسه وليس بامكانه الحصول على الشغل الابيض الحكومي ولايكفي الراتب لشراء السلع الاولية للمعيشة .

لهذا يفضل اللاجىء بالعودة طواعية لارض الوطن حيث تحسن الوضع الامني وتوفر فرص العمل .. ورخص المواد الغذائية والكمالية اسوة بالاسعار هنا .

ابسط مثال اخبركم عنه احد الاقارب طالب كلية طب من المجدين بدرسته اتى الى هنا ليكمل دراسته .. تعلم اللغة اسرع من اقرانه حتى مسؤول دائرة الهجرة تعجب لسرعة و ضبطه اللغة السويدية.. قدم اوراقه للجامعة لتكملة دراسته وحتى لو اعادوه للثانوية السويدية ليكمل مسيرته العلمية .. رفضوا طلبه واعطوه قرار بالرفض لاقامته بالسويد .. وتركوه محتار بزمانه .. أثر العودة لارض الوطن وتكملة دراسته هناك وترك فقاعة اسمها السويد ...

صدقوني مالاحظته بالمستشفيات السويدية في اطباء عراقين مجدين في عملهم ويشخصوا الحالات المرضية اسرع من غيرهم سالت احدهم هل انت مرتاح بالعمل مع هذا التطور العلمي تعجبت عندما قال انهم يغارون من ذكاء العراقي حيث انه يشحص الحالة بدون الرجوع للحاسبة... والطبيب السويدي صدقوني لايصفوا الفولتارين او المسكنات الابعد مراجعه الحاسوب والكتب !!

قبل ايام عاد للعراق طبيب عراقي بورد اطفال هاجر صوب السويد وكله امل وطموح بالحصول على الاقامة لتكملة دراسته وبعد مرور سنة واكثر كان قرار الرفض بالاقامة في السويد من نصيبه وعاد لارض الوطن لخدمة اهله الطيبين ستقولون لماذا لاتعودين انت اذن ؟؟ !!

يصراحة انا لدي عملي في العراق وللان الايتام ينتظرونني ويسالون عن غيابي ..

لكن ...من سيساعدني ويوفر لي احتياجاتي الخاصة ..

احدهم يعمل برئاسة الوزراء وعدني بتوفير كرسي متحرك واعادتي للخدمه لكنها وعود وسراب !! انا وضعي خاص اتيت للسويد امشي واتحرك واصعد وانزل السلالم واذهب للمدرسة واتعلم اللغة وكلي طموح بالعيش اسوة بالبشر.. والحصول على عمل رغم مرضي وعوقي الذي حملته معي من العراق ..وعملت عملية ناجحه هنا ولكن اصبت برجلي والان طريحة الفراش ومرضي يتطور نحو الاسؤا ...

الان في معينات سويديات ياتين لمساعدتي في اموري بالتنظيف والنهوض من الفراش ..

لكن ماحطم امالي هو قرار الرفض كان من نصيبي مع عائلتي.. ولم يقدروا حالتي المرضيه ... لو توفرت لي العناية الصحية في بلدي مثلما اجدها هنا صدقوني ساعود لكن اين الضمان والوضع الصحي متدهور في العراق البعض يجدها سهلة لم لاتعودي العراق ينتظرك .. كان العراق وامنه ورفاهيته واقف على مجيء زينب من السويد... .قدمت للعراق عصارة شبابي وصحتي ودرست الايتام فيهم الان المهندس والضابط والفنان وكم كانوا يفتخرون بي وافتخر بهم عند لقائي بهم في بغداد هل كثيرا على بلدي ن يكرمني في كبرتي ؟؟اليس من حقي ان ارتاح في بلدي بعد ان تطور مرضي وبت عاجزة عن الحركة بشكل طبيعي الا تستطيع حكومتنا الرشيدة بتوفير كرسي متحرك ومعينات يساعدونني باموري ؟ صدقوني حزنت لامر الفنانة العراقية امل طه وانا اشاهدها على قناة الشرقية وهي بهكذا وضع لماذا كل هذا الاهمال تتمنى ان يعطونها كرسي متحرك لكي تغسل جسمها هل شاهدتم شعرها !! منذ متى لم تغتسل ياربي لم كل هذا الاهمال .. تعرفون بالمستشفى هنا يوميا يقومون بغسل المريض ويبدلون له ملابسه والشراشف من تحته وعندما يخرج من المستشفى يعطونه الكرسي والاجهزه الطبية التي يحتاجها مجانا لا يتمناها كما تمنتها امل طه .. كل من شاهد اللقاء سيلعن المرض وكل من اعتلى سده الحكم ولايوفر احتياجات المرضى اين تذهب الكراسي المتحركه واين المساعدات الانسانية التي تاتي للعراق من كل حدب وصوب واذا كان المريض ابن مسؤول عراقي او احد النواب هل سيهمل هكذا ولاتتوفر له الاحتياجات ام يسافر لخارج العراق ليصرف عليه من اموال العراقيين لانه ابن مسؤول عراقي!!
ربي اشفي كل مريض وساعد كل محتاج .. نامل من الحكومة العراقية ان تلبي احتياجات المرضى العراقيين لنعود لارض الوطن ولانبقى محطمين نفسيا وجسديا على فراش المرض في الغربة ....

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com