|
احترام الدستور سيسقط المخاوف من الطائفية وامراضها
احمد مهدي الياسري
يدور الجدل اليوم في الساحة السياسية والاعلامية حول التحالفات القادمة والانتخابات النيابية على الابواب ومن اهم النقاط المثارة في السجالات المطروحة مسالة التخندق الطائفي والقومي والعرقي والتخوف منهما والقول بالخروج منهما والخشية من ترسيخهما وهناك من يردد هذه المخواف وهناك من يحاول التنصل من هذه " التهمة " لان البروبوغاندا المعادية للعراق والعملية السياسية تحاول او هي نجحت في الكثير من الاحيان بفرض هذه المفاهيم لم نعرفها من قبل وهي مسطلحات ترسخت في اذهان الكثيرين انها شتيمة يجب التنصل منها بينما واقع الحال الجيوسياسي العراقي يفرض وجود هذه التصنيفات لمكونات الشعب العراقي ولاتستطيع هذه الاجندة الموجهة والمسمومة نكران مثلا ان محافظات كوردستان كل مكوناتها كورد ومحافظات الجنوب والوسط غالبيتها من مكون طائفي واحد فيما هناك اربع محافظات تتوزع فيها مكونات متعددة هي خليط من تلك المكونات في تلك الغالبية في الجنوب والوسط اوالغالبية الكوردية في اقليم كوردستان .. اثارة موضوعة القلق من الطائفية اجندة استند عليها البعثيون والاعراب للتحريض على الغالبية الشيعية المسلمة العراقية في العراق لا اكثر ولا اقل واستخدم هذا المفهوم للايحاء بان الخطر من ابناء هذه الطائفة سيدق ناقوسه ان نجح في الحكم في العراق في عواصم عربية اخرى كما سوق من قبل مفهوم تصدير الثورة الاسلامية ونتيجتها حرب طاحنة وخاسرة للجميع دامت سنين عجاف يحاول هؤلاء ان تبقى حربا بسوسية طحينها طرف واحد فقط هم الشيعة وبالتالي استخدم هذا المسطلح بكثافة شديدة في عراق مابعد السقوط ويعترف كل مجرم قيادي من البعوهابية في العراق بعملهم على تعميم مفاهيم الفتنة الطائفية بين اطياف الشعب العراقي حتى بات المتضرر منه يردده ومع الاسف حتى بعض السياسيين انساقوا الى ماتسعى اليه هذه الاجندة المشبوهة وبات البعض يطلق كلمات التبروء من الطائفية واضرارها وكانه كانت هناك ارادة شرعند هذه الطائفة المنكوبة بالتمييز العنصري البغيض وهذا مانتمنى الانتباه اليه والعمل على ترسيخ مفهوم ان الطوائف الموجودة هي زهور البستان العراقي نتشرف باسمائها وخلفياتها العريقة والانسانية .. اذن الطائفة موجودة والطوائف الاخرى موجودين وهم شعب ومدن العراق الجميلة والخلل ليس في هذه الطائفة او تلك او هذا المكون العرقي والقومي او ذاك والانتماء الطائفي لايفقد العراقي وطنيته واحبه لوطنه , بل الخلل في عدم احترام مايجمع جميع الطوائف والاعراق والقوميات عبر انجاز مشروع متفق عليه وبالاجماع ومحترم من قبل جميع المكونات وبالتالي لن يكون لا للطائفة اوالعرق والقومية أي تدخل في ادارة الحكم ويمنع فرض أي اجندة خاصة الا في حدود الدستور والقوانين المتفرعة منه كتبتها كل الاطياف واتفقت عليها .. الدستور العراقي المحترم من قبل الجميع هو من يجب ان يقال له بالروح بالدم نفديك يادستور ويبقى الحاكم القادم من أي مكون او طائفة كانت وحتى مجلس النواب مهما كانت الغالبية فيه لهذه الطائفة او تلك ماهو الا خادم للشعب منفذ للدستور المتفق عليه ان خرج عن حدوده سيجد امامه القانون يحاسبه وسيجد ان المعارضة تترصده وتراقب حركته ان خرج عن السياق وسماط الدستور الجامع لكل الاطياف والتنويعات الجميلة والمتفق عليه ستحاسبه .. اعتقد ان كنا نريد تشخيص المخربين والطائفيين السلبيين والعنصريين والمستهترين بخيارات شعبنا الحقيقيين سنجدهم ونشخصهم من خلال درجة احترامهم من عدمها للدستور العراقي الحاكم ومهما كانت درجة صلاح الدستور الذي انجز اتفقت معه او اختلفت معه يبقى هو الحيز المتاح والمتفق عليه من قبل غالبية الشعب العراقي الذي صوت عليه في هذه المرحلة وهو قابل للتعديل والتصحيح والتشذيب وتجاوز الاخطاء فيه وفق الية التعديل من خلال الدستور ذاته وهو من وفر هذه الالية في احد بنوده وبالتالي هناك طرق ومؤسسات شرعها الدستور ذاته تستطيع تشخيص الاخطاء المترتبة على وجود بعض الفقرات المؤثرة سلبا في العملية السياسية وخدمة الوطن وشعبه .. اذن على من يطلق هذه الاجندة البغيضة وترديد شعارات ومزايدات واتهامات قوامها التهويل والتخويف من الطائفة الفلانية اوالطائفة العلانية ان يلقم اجندته وفمه حجرا فعراقنا جميل والطوائف فيه كالزهور الملونة في البستان الاروع ولن يكون الفساد و الاجرام والبعثية والسقوط والتحلل والالغاء والتعسف والعنصرية والخيانة والعمالة صفة في أي من طوائفه لان هذه المنظومة المنحرفة انما تمثل شخوصها واجندتها التخريبية فقط قد تكون اجتمعت جميعا في البعثي سواء اكان منتميا لهذه الطائفة او تلك ولكن يبقى اجماع العراقيين ان العراقي الاصيل لايقاس بالانتساب لاي من الطوائف بل حتى المقاييس الربانية تقول اكرمكم عند الله اتقاكم ولايمكن ان يقال اكرمكم في العراق هو الشيعي او السني او الكوردي او المسيحي او او او بل الاكرم بين هؤلاء هو من يمتلك ناصية الاخلاق الانسانية يتحرك من خلالها لخدمة الوطن والانسان وابقى اردد كلما احترمنا الدستور وعمل الجميع وفق حدوده انتهت المخاوف من الطائفية والعنصرية واي من الامراض التي تصيب الاوطان التي ينتشر فيها الخونة والمجرمين والمخربين وفي العراق لن نجد اقذر من البعثي المنافق ممارسا خسيساً لهذه الفتن يموله الاعراب لقتل الحلم في عراق خالي من امراض الامة بتنا نشمأز اننا مجبرين ان نكون في جامعتها الخائبة والمهزومة . كعينة اسوقها لخطر من يردد الخشية من الطائفية وهم الاخطر على العراق وشعبه مما يدعوه في هذه الطائفة او تلك وانهم انما مزايدين رخاص وعاريين ومكشوفين اعطيكم هذه النماذج التي تسعى لتخريب العراق تبكيه بدموع التماسيح وفكيها القاتلين ينتظران الاطباق على الفريسة الغالية : من ردد بالامس واليوم بعودة البعث وينادي بالغاء الاجتثاث للمجرمين والقتلة ومن يقول بلاشرعية الدستور ويخالف بذلك بنود الدستور ومن يشكك في شرعيته هم اول من يضمرون الشر بالعراق وهم شر الطائفية البعثية الخبيثة فمخالفة الدستور المتفق عليه تعني ترسيخ شرعة الاختلاف وشرعة الفوضى والانفلات فهل هناك اقذر من هذا التخريب تخريبا وتدميرا للعراق ؟؟ والانكى من ذلك ان هؤلاء هم من يدعي الوطنية ويرفعون بصراخ يقارب انكر الاصوات لا بل هم كذلك شعارات ومزايدات نبذ الطائفية .. لنأخذ كمثال شعارات الحزب الاسلامي او اياد علاوي او المشهداني او المطلك او العليان او الدليمي او أي من هذه الاشكال التي طالما نسمع منها وفي اعلامها اسطوانة نبذهم للطائفية وسعيهم للاجندة الوطنية لنتسائل هل احترم هؤلاء الدستور ؟؟ وهل يعترفون به ؟؟ وهل نفذوه ؟؟ الجواب ياتينا انهم اول واخر من يحاربه ويتجاوزه ولايعترفون به ويطالبون بتغييره ... وهؤلاء من يطالب بعودة البعث وباطلاق المجرمين وغيرها من المنغصات الاخرى وبصوت عالي مخالف للدستور وسبق وان وضحت ان احترام الدستور الجامع لقوانين الدولة كفيل بقتل أي مخاطر طائفية او غيرها مهما كانت درجة قوتها والعكس صحيح .. امامنا الاستحقاق الانتخابي المفصلي القادم نريده ونسعى ان يكون مفصل تحول من حقبة مليئة بالاخطاء والمفاهيم والاجندات المقرفة والمزعجة وعلى الجميع التنافس من الان في طرح البرامج الخدمية الحقيقية التي تمس صميم خدمة المواطن العراقي الصابر لا الشعارات المنمقة والكاذبة وعلى الجميع ان يفهم ان الشارع العراقي سيراقب من لايحترم الدستور والقانون وستكون تهمة الطائفية والاجرام جاهزة للصقها به وبالتالي ستكون مزابل العراق بانتظاره وعلى الجميع ان يفهمو الحقيقة الجديدة وهي ان الحاكم والوزير والمسؤول هو خادم للشعب والملك والسلطان هو الشعب والدستور واحترام هذين المفهومين الدستور والشعب يعني احترام الحاكم والمسؤول لنفسه يشرف العراق ان يضعه في الموقع المستحق ويشرف الشعب انتخابه مرة واثنين وثالثة وعاشرة فمقاييس الخدمة والانتاج هي المعززة لوطنية أي عراقي مهما كان موقعه وطائفته وليت اشياع الاعلام والفكر توحد الصف لترسيخ هذه المفاهيم التي يجهلها الشارع المغيب ويتجاوز عليها الكثير من رؤوس السياسة المندسة في عراقنا الجديد رؤوس محملة بهمة التخريب والتوهين على امل ارجاع المعادلة الى ماقبل التاسع من نيسان 2003 او تكون المنظومة الحامة في العراق متوافقة مع المنظومة العربية المتخلفة والمهزومة وهذا ماسندفع غالي الدماء من اجل ان لايكون بل اننا سنسعى للتغيير في في هذه المنظومة ايضا عبر ترسيخ النجاح في العراق الخالي من اجرام البعث وازلامه فبزوال الانظمة الدكتاتورية وازبال البعث الاجرامية يستقر العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |