|
الابتسامة الصفراء .. للفساد
سلوى غازي سعد الدين عندما ظهر وزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني في المقابلة الاولى له بعد اتهامه بالفساد والتي اجرتها معه احدى القنوات الفضائية كان مبتسما بشوشا ضاحكا وكأن الامر تافه وغير جدير بالتحدث عنه، لعله كان يعتقد ان رئيس الوزراء سيقف خلفه وينصره وأنه سيفلت من المحاسبة ولكن حصل العكس وانطبق عليه المثل العربي (تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن) ووقف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي موقفا حياديا بالرغم من انتماء الوزير المتهم الى حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي. وأثناء جلسة استجواب الوزير السوداني راح السادة والسيدات اعضاء البرلمان يبحلقون عيونهم ويحوقلون وهم ينظرون الى الوزير المتهم الذي أصرّ على برائته متجاهلين الفساد الاداري والمالي الذي يتسببون به هم انفسهم قبل غيرهم حيث يبلغ الراتب الشهري للبرلماني عشرات اضعاف راتب الموظف الحاصل على شهادة عليا ما عدا ما يأخذونه من منح وحوافز وخطورة ناهيك عن ما يتلقون من هدايا حزبية الى رشاوى وهذا لا ينطبق على جميع الاعضاء بل على أكثرية الكتل الكبيرة وما عدى لجانهم "الجماهيرية". وتجاهل السادة الوزراء وبعض السادة في البرلمان المواطن الذي عانى الامرّين من فساد ازلام حزب البعث وكأن المشكلة الرئيسية في العراق هي بيع الخمور وعدم بيعها ولونظرنا الى المناقشات التي يجريها البرلمانيون لوجدنا أنها ألاعيب بعض الاحزاب التي تريد ان تسلم العراق قي قبضة حزب وحزبين ومهما دلس الفاسدون سينكشف امر السراق وفي الانتخابات القادمة لا مكان لهؤلاء الحرامية في السلطة. وهنا اريد سرد قصة عن الفساد المالي في عهد الرئيس بل كلنتون وهوفينس فوستر وكان صديقا مقربا لشخص الرئيس كلينتون، اتهم باختلاس المال وما يسمى بالفساد المالي واحيل فوستر الى القضاء وبعد اجراء التحقيقات ظهر ان السيد فينس برئ وما ان ظهرت براءته انتحر وترك رسالة شرح فيها االسبب وراء انتحاره وهوانه لم يتحمل هذه التهمة المخجلة والمخلة بالشرف امام الشعب الامريكي اما الوزراء والمسؤولون هنا عندما يتهم احدهم بالفساد يوزع الابتسامات الصفراء على الشعب العراقي ويعبس مثلما فعل وزير العمل والرعاية الاجتماعية حينما اكتشف من قبل ما سماه ذالك الوزير الفاسد ب(المحتلين الامريكان) وهؤلاء الفاسدون امثال ايهم السامرائي وبعض الوزراء والبرلمانيين الذين سبقوا الوزراء الحاليين المشتبهون بالفساد وهناك العديد من المشبوهين يجب استدعائهم للتحقيقوالاستجواب ومطالبة الدول التي لجأ اليها هؤلاء السراق باعادة النظر في اقامتهم واحالة كل من تسول نفسه سرقة المال العام ومن استهان بحياة المواطن.وسيبقى الوزراء والبرلمانيون متهمون الى ان يتحسن الوضع الصحي والتعليمي والمعيشي وازالة الطبقية وإلى أن يتمكن المواطنون الفقراء من العيش الرغيد وأن لا يكون هناك فارق بين قصور السياسيين الفارهة وبيوت الطين والصفيح ومن لا يملك حتى الصفيح ويعيشون بجانب الأموات في المقابر والمزابل.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |