|
أخوة أبو عمر البصري و أبو عمر الموصلي
فرات المحسن لم يغلق ملف أبو عمر البغدادي وبقي أسمه تتجاذبه الخصومات السياسية، وباتت شخصيته مؤشر لسعة الخصومة بين المؤتلفة قلوبهم من الأحزاب السياسية المشتركة في العملية السياسية وأيضا البعيدة عنها. ترافق ضجيج القبض على الشخصية الملتبسة أبو عمر البغدادي مع ضجة التفجيرات المتصاعدة في بغداد وباقي المدن العراقية، والتي حصدت الكثير من الأرواح. كذلك ارتفعت حدة التصريحات والخلافات ومحاولات الضرب تحت الحزام من الجميع نحو الجميع، وصار أبو عمر البغدادي مثل كرة يرميها البعض في ساحة الأخر خوفا من فضيحة. وترافق هذا مع استيقاظ مفاجأ للبرلمان.يقضة السكران أو ما يسمى بالشارع العراقي صحوة مكبسل. فبعد غفوة طالت لمدة ثلاث سنوات ونصف أكتشف أباء عمر البرلمانيون أن هناك فساد وتخريب تغطي فضائحه جميع الوزارات وملحقاتها وروائحها تزكم الأنوف. ولذا تداعوا للكشف عن ذلك التخريب الذي تضرر منه الشعب العراقي الى حدود تفوق بها على ما تعرضه أفلام الرعب والخيال العلمي. ثلاث سنوات ونصف نام المؤتلفة قلوبهم أباء عمر البرلمانيون نوم أهل الكهف ليصحوا على نداء الفساد وليلملموا أوراقهم استعدادا ليوم الانتخابات القادم. تنادوا بأسمائهم وعناوين قوائمهم من أجل فضح خيبتهم قبل أن يفضحوا وزير التجارة عبد الفلاح أبو عمر السوداني. في لحظة الحقيقة فأن القبض على أبو عمر البغدادي لا يعدوا غير لعبة تجاذب سياسية ساذجة دفعت ببعضهم لتوصيف العملية بما يمكن أن تكون مسألة عابرة للقارات وتتفوق في خبرتها واستعداداتها وإجراءاتها عملية القبض على الجرذ. وبالطرف الأخر صورها أخرون بالكذبة ذات المغزى السياسي وأن أبو عمر البغدادي مازال بعيدا عن أيدي السلطة. ما يفضح هذا التوصيف أو ما قيل بالضد منه يجعل كليهما في خانة التضليل والتطبيل الإعلامي ليس إلا. فأبو عمر البغدادي كان عضوا في المجلس البلدي لمدينة بهرز و بحوزته العديد من الهويات سارية المفعول من وزارة العمل والحكومة المحلية في ديالى وأخرى تشير لكونه ضابطا في وزارة الداخلية ويحمل العديد من الكتب الرسمية الحكومية الصادرة من جهات حكومية مختلفة تمكنه من المرور خلال السيطرات الأمنية بسهولة دون تفتيش.أي أنه كان على ارتباط بأشخاص وأحزاب متنفذة وكان قياديا ومعروفا للسلطات في محافظة ديالى وكذلك عند المؤسسات الأمنية والأحزاب المشاركة في السلطة. وما تضارب التصريحات عن عملية القبض عليه بين وزارة الدفاع والداخلية والناطق الرسمي لسلطة فرض القانون ونفي الخبر من قبل البعث وجبهة التوافق ومنها الحزب الإسلامي خير دليل على التخبط الأعمى وأن مثل تلك الأمور لا تعدوا غير مزايدات سياسية أن كانت صحيحة أم كاذبة. تصريحات أباء عمر الجبهويون التوافقيون أشارت بما يؤكد معرفتهم اليقينية وعلاقتهم الوطيدة بشخصية أبو عمر البغدادي وقربهم من عائلته لا بل هم الحاضن والابن المطيع أو الأب الراعي والعراب لجميع أباء عمر المتعدد الوجوه. وبذات الغايات راحت قوى الاحتلال تؤكد بين فترة وأخرى شكوكها في أمر الاعتقال. وهذا يؤشر أيضا لمعرفة مؤكدة لقوى الاحتلال بشخصية أبو عمر البغدادي وبغيره من الإباء والأبناء المؤتلفة قلوبهم على سرقة المال العام أو الارتزاق وذبح العراقيين قتلا بالمفخخات والسكاكين والتهجير أو بالتجويع وسوء الخدمات وتفشي الأمراض. الاستجواب الذي شهده البرلمان من قبل أباء عمر من البرلمانيون لوزير التجارة عبد الفلاح أبو عمر السوداني ومن ثم تصاعد حدة المطالبات برفع الحصانة عنه وعن بعض أباء عمر من البرلمانيين بعد تستر طويل أمتد ثلاثة أعوام ونصف وذبح فيه ألاف العراقيين، أملته طرق نظام المحاصصة لمجموع المؤتلفة قلوبهم،وهذا بحد ذاته يؤشر لفضيحة مدوية قام بها أباء عمر في البرلمان قبل أن يكون مسعى حقيقي لكشف الفساد.وكان الأحرى بهؤلاء البدء بكشف ما يجري من مخاز ومهازل تحت قبة برلمانهم العتيد والتي فاحت روائحها ويحتاج كشفها سنوات طوال.وفي النهاية أرادوا تكحيلها عموها مثلما يقول المثل، ولتحجيم الفضيحة أوعزوا لعبد الفلاح أبو عمر السوداني تقديم استقالته، وعندها يستطيع أباء عمر أبعاد صاحبهم ورفيقهم عن مسرحية المحاسبة.فأي مهزلة يعيش العراق. أن كشف الفساد أو القبض على أبو عمر البغدادي لا يعني قطعا أن برلمان أباء عمر سيكون جديا في مساعيه ولن يؤشر لقدرتهم ووطنيتهم حتى وأن تلبستهم فجأة صحوة ربانية. ففي جميع الأحوال، فصحوتهم بعد هذا الزمن الطويل من السبات، لن يجعل أردانهم نقية ويعطيهم صكوك العفة والغفران، مع إصرارهم على الإمساك بيد من حديد على فوائد الفساد والسرقات والامتيازات. فمثل هذه الصحوة المتأخرة جدا مكشوفة الغايات، لا بل رخيصة جدا حتى في أعراف اللعب السياسية.وما دعوتهم لنبش حالات الفساد، غير عملية تضليل أريد بها ضرب بعضهم بعضا استعدادا لجولة انتخابية. وهذا الأمر لن ينطلي على الشعب العراقي، فهو يدرك جيدا بأن هناك ألاف مؤلفة من أبو عمر. وربما كان هذا الذي قبض عليه هو أصغر إرهابي في دائرة الإرهاب. وأن هناك من يبزه في جرائمه. فما بال القوى ذات الخطاب الإسلامي وشركائها ، تتبجح اليوم بنقائها وقدراتها وقوتها على محاربة الفساد والإرهاب في حين أنها تقدم يوميا الموت الزؤام للشعب عبر وزارات ومؤسسات منخورة ومخترقة من أباء عمر في جميع محافظات العراق. والتي يدرك ألقاصي والداني أن كل ذلك كان تطويرا بقدرات خارقة من قبلها لما صنعه صدام وسلطته.وأن هذه الأحزاب فاقت بجهدها لتعميم الفساد والخراب جهود أعتى المافيات في العالم. وإذا كان الحزب الإسلامي قد أنكر صلته بهذا المقبوض عليه أن كان أبو عمر البغدادي أو كان أبو عمر الكركوكلي أوالتكريتي أو البعقوبي أو الدليمي حسب الاعترافات المدونة.فأن هذه الصلة سبق أن أكدها قادة الصحوة في محافظة الانبار، وهم صادقون، وأهل مكة أدرى بشعابها. حيث أثبتت الكثير من التحقيقات الجنائية تستر واحتضان وصلات وروابط مؤكدة لبعض منتسبي جبهة التوافق بفروعها المختلفة، مع حزب البعث وقيادات القاعدة.ودائما غيبت التحقيقات معظم الدلائل، بناء على صيغ التوافقات للمؤتلفة قلوبهم أباء عمر البررة. وبمثل ذلك تختفي أيضا التحقيقات وتتستر أجهزة الدولة على جرائم أبو عمر البصراوي والنصراوي والعماري والنجفي والكوتاوي والحلاوي وتتغافل عن القادم من إيران أو لبنان حزب الله حفاضا على ود وصونا وعرفانا لفضل مازال طعمه يملأ الأفواه. عمليات تبادل منافع مبيته ضاع فيها حق الناس وهدرت كرامتهم. خدع وكذب ونفاق وارتزاق يدفع جميع أباء عمر من جميع الأصناف للخصومة اليوم في عائدية أبنهم أبو عمر البغدادي والظهور بمظهر الحمل الوديع بالرغم من صورة الدم الذي يلطخ اردانهم وأياديهم. وباتت تصريحاتهم التي تظهر من على شاشات الفضائيات، منفرة ومقززة لا ينفع معها كل لبوس الطهر والعفة التي يظهرون عليها. وأصبح ظهورهم رخيصا مملا لا تهضمه حتى عقول السذج من الناس. فلجميع أباء عمر من جميع الأصناف نقول مللنا الكذب الرخيص والاستهتار بحقوق وكرامة الناس ولم نعد نهضم ما تقولونه وتصرحون به ولن نتهم غيركم بما جرى ويجري من جرائم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |