توّج وطنيته بترك العمل لصالح حزبه ليكون للعراقيين جميعاً .. نجم السياسة العراقية اللامع طارق الهاشمي يغادر منصبه الحزبي وسط دموع كوادره

 

سلمان علي البياتي

salmanali60@gmail.com

"تضحية من جانبين" هكذا وصف أحد أعضاء الحزب الإسلامي العراقي – أبرز حزب عربي سني في الساحة العراقية – الموافقة على إعفاء أمينه العام طارق أحمد بكر الهاشمي من منصبه للتفرغ لمهام منصبه كنائب لرئيس الجمهورية العراقية وأحد أعضاء مجلس الرئاسة العراقي الثلاث إلى جانب جلال طالباني وعادل عبد المهدي. وأوضح زيد القرغولي أن الهاشمي لم يكن يطلب الاستقالة وليس ذلك قراراً سهلاً بالنسبة له كون ارتباطه بالحزب ارتباطاً صميمياً لكنه قبل ذلك على مضض بعد أن وجد أن لا مناص من ترك أحد المنصبين للاضطلاع بمهام المنصب الآخر وتأديتها بإتقان ومهنية عالية، فاختار منصب نائب رئيس كي يكون متواصلاً مع العراقيين كافة، وبين أن القرار لم يكن سهلاً إطلاقاً على الحزب الذي عرف الهاشمي مخلصاً قائداً فذاً طبق الأجندة الوطنية لحزبه تطبيقاً نموذجياً رائداً فكان قبول إعفائه من قبل الحزب تضحية أيضاً.

الهاشمي الذي كان يصر دوماً على وطنية حزبه وانفتاحه على الجميع وجد ساحة أوسع ليخدم شعبه التي يوفرها له منصبه الرسمي فدخلها في خطوة جريئة تعد حدثاً تأريخياً لا سيما في هذه الفترة من تأريخ العراق التي ما تزال فيها الديمقراطية ناشئة وبالتالي مثل هذه الخطوات الجبارة تكون غير متوقعة من السياسيين.

ومن مشاهد الحدث أن أحد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الذي عقده الهاشمي بمعية الأمين العام الجديد للحزب الإسلامي أسامة التكريتي عزم بعد انتهاء المؤتمر أن يوصل رسالة إلى من يستطيع الوصول إليه من السياسيين يحثهم فيها على الخروج من عنق الطائفية، والتحول من التصريحات إلى الأفعال تماماً كما فعل زعيم أكبر حزب سني عراقي طارق الهاشمي.

وفي المقر العام للحزب ذرف العديد من أعضائه وكوادره المتقدمة الدموع على انتهاء قيادة الهاشمي للحزب في موجة عاطفية طغت على الأجواء في حين كانت الفضائيات تبث النبأ.

التكريتي من جانبه قال في المؤتمر الصحفي " أن الهاشمي عمل طوال السنين الماضية بكل جد وإخلاص وتفان لخدمة الشعب العراقي والحزب الإسلامي" وتابع "إننا سنبقى على النهج والتطبيق نفسه وسيبقى الهاشمي من أبرز وألمع قياديي الحزب الإسلامي".

وكان الهاشمي قد مهد لخطوته الأخيرة التي دخل من خلالها إلى قلوب البقية الباقية من العراقيين بالكثير من المشاريع الوطنية التي تجاوز بها المكون الذي ينتمي إليه إلى بقية المكونات متجاوزا بذلك العقبات الطائفية البشرية وغير البشرية ومن تلك المشاريع ما ذكره لي الإعلامي العراقي حامد نصار في لقاء خاص جمعني به أن من تلك المشاريع مشروع أو وثيقة العقد الوطني التي طرحه والذي صاغ القيم الوطنية والإخلاقية في إطار فقرات يلتزم بها العراقيون كافة للوصول إلى بر الأمان، ومنها مشروع المصاهرة الوطنية (الزواج بين المكونات العراقية المختلفة) ويقوم مكتبه ضمن هذا المشروع بمنح أموال للذين يقدمون على الزواج من الطائفة الأخرى، ومن المشاريع الوطنية دعمه المالي والمعنوي وتنظيم الزيارات للمناطق العراقية المختلفة، ومنها اساصداره لقانون العفو العام الذي ينص على إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من العراقيين.

إن النموذج الحي للقيادة المتميزة الذي قدمه طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية العراق جدير بالدراسة والاهتمام فنحن في العراق بحاجة إلى قيادات متميزة تنتشل العراق من واقع أقل ما يقال عنه أنه مرير ومستنقع للطائفية إلى شاطيء السلام. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com