الفقاعة الكونية أو على أعتاب الميتافيزيقيا

 

د. جواد بشارة / باريس

jawadbashara@yahoo.fr

كلما نشرت موضوعاً عن الكون تردني عشرات من التعليقات والأسئلة والاستفسارات عبر البريد الالكتروني والبريد العادي، منها ما يستغرق عدة صفحات، بل يمكن القول أنها مقالات كاملة مستوحاة من الموضوع المطروح، وتطرح تساؤلات وجودية وجوهرية لابد من الإجابة عليها أو الخوض في مضامينها، وعلى رأسها:" هل للكون بداية، وهل هو مخلوق أم أزلي، وهل له نهاية أم هو أبدي وخالد، وأين الله في المعادلات الكونية والنظريات العلمية عن الكون أو الأكوان، وماذا كان الأمر قبل ولادة الكون، وماهو العدم، وماهو الفراغ الكوني، وماهو الفراغ الكوانتي، وكيف ولدت المادة بنوعيها المادة المرئية والمادة السوداء، ونفس الشيء بشأن الطاقة من أين جاءت وماهي ماهية وطبيعة وسر الطاقة الداكنة أو المعتمة وما تأثيرها على تسارع التمدد الكوني، ومتى بدأ الزمن ومتى سينتهي، وهل هناك زمن مطلق وزمن نسبي، وهل سيجيب العلم على هذه التساؤلات ومتى الخ ... ؟

ليس بالإمكان الخوض في هذه المواضيع الشائكة في مقالة أو بضعة مقالات بل تحتاج القضية إلى عدة كتب ومجلدات، سيما وأن الموضوع ذي حساسية بالغة ويمكن أن يقلب المفاهيم والمعتقدات على عقب. هناك علم الفيزياء وما حوله، وهناك الميتافيزياء أو الميتافيزيقيا، الأول علم قائم بذاته والثاني مجال غيبي للبحث ورسم اللوحات الجاهزة عن الكون والوجود والحياة والموت ومابعدهما وماقبلهما ويتعلق بمسألة الإيمان وتصديق ما جاءت به الأديان السماوية وغير السماوية. الفكر العلماني يقتصر في بحثه على الجانب العلمي والمادي المرئي والملموس والقابل للقياس والرصد والدراسة والاختبار، والفكر الغيبي أو الروحاني يتكفل بالجانب الثاني للمسألة أي بالجانب الماورائي، وأنا بصدد مناقشة كل ذلك في كتاب يحمل عنوان :" إله الأكوان وإله الأديان".

سنحاول هنا مواصلة التنقيب عن بعض النظريات العلمية التي خاضت وناقشت موضوع أصل الكون المرئي وبداياته، والظهور المفاجئ للزمن والمكان أو بالأحرى الزمكان لتداخلهما وارتباط بعضهما ببعض، وحيث يعتقد علماء الكوزمولوجيا Les Cosmologistes المتخصصين بالكون ودراسته من كافة الجوانب، أن هناك حد معين لا يمكنهم تجاوزه كلما غاصوا في الزمن رجوعاً إلى الماضي خاصة مع ما يمتلكونه من وسائل علمية وتكنولوجية متواضعة بالقياس إلى ما يتطلبه الكون بعظمته من إمكانات تقنية لا محدودة بالرغم من التقدم التكنولوجي الذي بلغه الإنسان المعاصر في مطلع القرن الواحد والعشرين.

هناك شبه إجماع اليوم على أن كوننا المرئي بدأ وولد مع الانفجار العظيم والهائل المعروف بالبيغ بانغ Big Bang وما أن يتطرق العلماء لهذا الموضوع يجابهون بالتساؤل التالي، وما ذا كان هناك قبل هذا الحدث؟ ماذا كان يحدث أو ماذا حدث قبل الانفجار العظيم؟ وذلك نظراً لقناعة البشر بفكرة أنه لا يمكن لأي حدث أن يحدث بدون علة وسبب أو مسبب.الإجابة الوحيدة لدى العلماء هي أن السؤال لا يمكن أن يطرح لأنه لا معنى له ولأنه لا توجد له إجابة مثلما هو الحال عن أيهما أسبق الدجاجة أم البيضة، في حالة عدم اعتقادنا بصحة نظرية التطور والانتخاب الطبيعي وأصل الأنواع لداروين. بيد أن هذا الوضع لا يمنع العلماء من البحث في شروط وظروف وحيثيات حدث البيغ بانغ وظهور المادة والحياة الذكية التي نحن جزء منها ونمثل أنصع وجوهها.

لم تتوقف السجالات والمناقشات وتبادل الاتهامات كلما صدر مقال أو كتاب أو أقيمت ندوة حول هذا الموضوع، بين رجال الدين من جهة، والعلماء وقادة الفئات العلمانية من جهة أخرى ، فرجال الدين يرون في ذلك مناورة وجهد يبذله العلماء عند شرحهم لولادة الكون ومصيره لتحطيم الأطروحة الدينية عن الخلق الإلهي الجاهز والفوري أو الآني بإرادة إلهية، والعلمانيون أو الملحدون لا يقلون قلقاً عن خصومهم الدينيين لأنهم يعتبرون بأن الحديث عن ولادة الكون من عدم أو من لاشيء يثير الريبة بقدر ما يثيره موضوع الخلق الإلهي الذي تقول به الأديان السماوية وبعض الأديان الوضعية. هناك ما ندر من العلماء الذين يعترضون اليوم على أن للكون الذي نراه ونعرفه أصل وأنه ظهر في لحظة ما محددة بدقة في الماضي في سياق الزمن الذي نعيش فيه، سيما وأنه لا يمكن أن يكون الكون موجوداً بشكل أو بآخر، منذ الأزل، نظراً إلى أن للنجوم والكواكب عمر محدود ولا يمكن للنجوم، ومنها شمسنا، أن تشع وتتفاعل إلى ما لا نهاية، فآجلاً أم عاجلاً ستستهلك وقودها النووي وسوف تموت أو تنطفئ أو تنفجر وتتحول إلى ثقب أسود. وهذا ينطبق على كافة الصيرورات والتفاعلات الفيزيائية التي تحتاج إلى طاقة هائلة في حين أن هذه الأخيرة موجودة في الكون بكميات محدودة وبالتالي لا يمكن أن تستمر بالعطاء إلى الأبد.

هناك ثلاث نماذج للمراقبة والرصد الكوني وفرت دليلاً مباشراً لصالح نظرية الانفجار العظيم. الأول يتعلق بحقيقة أن الكون في حالة توسع وتمدد لغاية اليوم وهذا يعني أن كل شيء بدأ من نقطة ما في لحظة ما من حالة سكون وصار يتوسع ويتمدد فيما بعد، والحال أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة . ولو عرضنا الفيلم الكوني بالمعكوس فسوف نصل حتماً إلى نقطة ولحظة الانفجار العظيم الذي حدث قبل 15 أو 20 مليار سنة وربما أكثر بكثير، رغم أن الرقم الذي سجلته أجهزة الرصد والحساب هو 7،13 مليار سنة، في حين تقدر القياسات الإشعاعية عمر الأرض بـ 5،4 مليار سنة، مما يعزز هذا السيناريو، وإن الشعاع المتحجر Le rayonnement fossile القادم من أعماق الزمن يعود إلى حقبة الانفجار العظيم، والذي يسبح فيه الكون الذي، قد ترجمه العلماء باعتباره من بقايا الإشعاع الساخن بعد 380000 سنة من حدوث الانفجار العظيم مما يشكل الدليل العملي والعلمي الثاني على صحة نظرية البيغ بانغ. والدليل الثالث يتعلق بوفرة العناصر الكيميائية التي بوسعنا تقييمها بمنظار التفاعلات النووية في المرحلة الساخنة والكثيفة جداً التي أعقبت لحظة الانفجار العظيم.

بوسع العلماء تقديم إجابات تقريبية أو افتراضية أو نظرية عما حدث بعد الانفجار العظيم بنصف ثانية لكنهم عاجزون تماماً عن تقديم أية إجابة عما حدث قبل الانفجار العظيم بنصف ثانية أو أقل. ينبغي التوضيح هنا أن الانفجار العظيم في مخيلة الناس يشبه انفجار قنبلة والحال أنه ليس بهذه الصورة الشائعة في أذهان الناس فهو ليس انفجار لمادة مضغوطة جداً داخل " فراغ" سابق الوجود لعملية الانفجار. إذ أن هذه الصورة التقليدية لعملية الانفجار تستدعي طرح عدد من التساؤلات التوضيحية الأخرى من قبيل من الذي تسبب في حصول الانفجار وأين موقع مركز الانفجار وهل هناك حدود أو حواف للفراغ الذي وقع في داخله الانفجار العظيم؟ يتوجب علينا أن نتخيل أن الكن يتوسع ويتمدد ليس بسبب تباعد المجرات عن بعضها وعن مركز ما في الكون، بل أن الفضاء أو المكان القائم بين المجرات هو الذي يتمدد ويتوسع وهذا ما أشارت إليه وتوقعت حدوثه النظرية النسبية لألبرت آينشتين والتي تقول أن الزمان والمكان لا يشكلان وعاءاً ثابتاً وساكناً يتطور ويتفاعل داخل الكون، بل هما جزء لا يتجزأ من حقله الثقالي، ويبدو هذا الحقل بمثابة تشوه أو تحدب وإنحاء للزمكان ويأخذ شكل تمدد للمكان أو الفضاء. ولتقريب الصورة يمكننا أن نتخيل بالون مرصع على سطحه بالمجرات والكازارات Les quasars وتكدسات المجرات Les Amas وحشود النجوم التي تتباعد عن بعضها ، أو هكذا تبدو لنا، كلما ازداد انتفاخ البالون. وهكذا فإن سطح البالون هو الذي يمثل المكان المنحني والمحدب أو المشوه أما المناطق الواقعة خارج أو داخل البالون فلا تمثل أي مكان في الكون الواقعي أو الحقيقي المرئي الذي نشاهده. ولو قمنا بعملية معاكسة للبالون وقررنا تنفيسه بدل نفخه فسوف ينكمش ويتقلص حجمه وسوف يتكدس في لحظة ما في نقطة واحدة لامتناهية في الصغر لن يمكنه بعدها أن يتقلص أكثر فأكثر، وهذا هو الذي يمكن أن مثل نقطة البداية أو الانطلاق وربما تكون هذه العملية قد تكررت مليارات المليارات من المرات خلال عدد لامتناهي من السنوات لايمكن عدها ولا حتى بالمليارات التي نعرفها في حساباتنا الرياضية. وهذا الأمر يتعلق فقط بكوننا المرئي الذي نعرفه وندرسه الآن وهو مجرد ذرة من ذرات الكون الأكبر أو مجموعة الأكوان المتعددة على شكل فقاعات كفقاعات الصابون المتدافعة اللامتناهية العدد والتي كلما اصطدمت فقاعتين كونيتين منهما أدت إلى خلق فقاعات كونية أخرى كما هو الحال مع تصادم الجسيمات الدون ذرية التي تقوم بتوليد جسيمات ما دون ذرية أخرى كما أثبتت لنا ذلك النظرية الكوانتية أو نظرية الكم La théoris Quuantique. ونفس الشيء يمكن أن يقال بشأن المادة والطاقة في الكون، فقد ظهرتا معاً في نفس لحظة ظهور الكون وهما جزء لا يتجزأ من نسيجه وجوهره ومن هنا نستطيع القول بعدم وجود مركز للكون أو حواف وحدود أو نهايات له حيث لا يمكننا الخروج من كوننا الظاهر ومراقبته من الخارج ومشاهدة مجراته تتباعد عن بعضها البعض فنحن جزء من هذا النسيج .

ونذكر مرة أخرى بمقولة القديس المسيحي أوغسطين أن الكون الفيزيائي المرئي لم يولد داخل الزمن بل ولد مع الزمن، حيث أن العنصر الأساسي أو المفتاح للنظرية النسبية يتمثل في أن الزمان والمكان جزء لا يتجزأ من تركيبة الكون الفيزيائي والمادي وجوهره وليس وعاءاً يعمل كسند يستوعب ما يحدث للكون من تطور. وفي نفس الوقت يتعين على كل من يتصدى لموضوعة أصل الكون أن يشرح ويفسر ولادة الزمان والمكان أيضاً. وحسب النظرية النسبية يمكننا البحث في أطراف وحواف وحدود الزمكان التي تسمى رياضياً " الفرادة Singularité" فالنقطة النهائية لانهيار وانكماش نجم هي الثقب الأسود وهو يمثل فرادة لحالة النجمة، وأي حدود للماضي، وأي أصل للزمان والمكان هو فرادة أخرى. فكلما توغلنا في الزمن رجوعاً يكون الكون مضغوطاً، و ان انحناء أو تحدب الزمكان مركز بشدة في حدود نقطة الفرادة. وبالتالي علينا أن ندرك أن لا حدود للكون في الفضاء أو المكان الكوني في حين يوجد حد في الزمن يتجسد في الحدث الأصلي أو لحظة البدء. فعند اقتناعنا ببداية ما للزمن بدأت مع بدء الكون ذاته يغدو السؤال ماذا حدث قبل البيغ بانغ فاقداً للمعنى لأنه لا يوجد " قبل" فلا وجود لفترة ما قبل الانفجار العظيم لا في الزمان ولا في المكان . فعندما يرد أحد العلماء على السائل عما كان موجوداً قبل البيغ بانغ بـ " لاشيء" غالباً ما يفسر الناس هذا اللاشيء بمكان فارغ والحال كما رأينا بأنه لا يوجد مكان قبل البيغ بانغ ومستقلاً عنه بل ولد المكان مع الانفجار العظيم. العقل البشري العادي غير المدرب والمطلع على خفايا العلم ونظرياته ومعدلاته الصعبة والمعقدة لا يدرك ولا يستوعب هذه الإجابات الغامضة والطلاسم العلمية، فهو متعود على التفكير بطريقة أو بصيغة السبب والنتيجة، والعلة والمعلول، وإنه لابد من العلة الأولى أو الأصل الأول المحرك للأشياء والمسبب للوجود، وإتباع سلسلة العلل والأسباب التي تذهب بعيداً في الزمن، الذي ، إما ألا يكون له بداية ، وهذا مخالف للرصد العلمي، أو الوصول إلى السبب أو العلة الأولى الميتافيزيقية أو أن نتقبل بفكرة الموجد والمحرك الأول الذي أتفق على تسميته " الله". إلا أن العلماء يدعوننا اليوم لتصور أصل للكون بلا مسبب أو سبب أو علة تمهيدية مسبقة بالمعنى المتعارف عليه، لا لأن هذه الكينونة السببية غير طبيعية أو ما فوق طبيعية ، بل لأنه وببساطة لا توجد مرحلة زمكانية سابقة للحدث يمكن لهذه الكينونة أن تقوم بفعلها المحفز أو الخالق والمحرك للحدث خلالها. قد يسأل أتباع نظرية الخلق المباشر:" لماذا يوجد الكون" إذا لم يكن له موجد أو خالق وما هدف وجوده؟ ومن واجب أية نظرية فيزيائية كونية أن تجيب وتوضح لماذا " بدأ " الزمكان ـ المكان والزمان ـ بالوجود الفيزيائي والمادي لهما ؟ أحدث الفرضيات النظرية تقول بأن ولادة الزمان والمكان " العفوية" كانت نتيجة طبيعية للميكانيك الكمي أو الكوانتي mécanique quantique. وهي نظرية تبحث في الذرات والجسيمات والدقائق اللامتناهية في الصغر ومادون الذرية وتتسم بمبدأ " اللادقة أو عدم اليقين" incertitude الذي أطلقه وطوره العالم هايزنبرغ Heisenberg ويتلخص بأن تماوجات وتفاوتات أو تقلبات fluctuations تظهر فجأة وبشكل غير متوقع وغير منتظر تنتج في كل الكوانتات أو الكموم المرصودة والخاضعة للمراقبة والقياس، ولا شيء يقف وراء تلك التماوجات والتذبذبات فهي عفوية وجوهرية أو أصلية intrinséques بطبيعتها وفي أعمق مستوى لها. فمن المستحيل حصر وتوقع حدوث تفتت أو انفلاق نواة ذرة ما، أو معرفة متى يحدث التفجر أو الانفلاق، في هذه اللحظة أو تلك، فلا يوجد سبب جوهري معروف لعدم اليقين هذا، إنه يحدث فقط ولا ندري كيف ولماذا وأين ومتى. وفيما يتعلق بأصل الكون يمكننا تطبيق ميكانيك الكم ليس فقط على المادة، فحسب بل أيضاً على المكان والزمان وعلى المستوى الكوني الشامل وحيث أن الزمكان هو أحد ملامح الجاذبية الكونية أو الثقالة الكونية ، وفي لحظة ما لاتتجاوز جزء من مليار من الثانية يمكن للزمن أن يصبح مكاناً والعكس صحيح. وكلما اقتربنا من لحظة الأصل والفرادة يتبنى الزمن خصائص المكان ويتمثل المكان خصائص الزمن وفق مبدأ عدم اليقين أو عدم الدقة في الميكانيك الكوانتي أو الكمي. وفي نفس الوقت ينبغي البحث عن أصل وماهية الطاقة والمادة بشقيها المرئي والخفي. وفي هذا السياق يتعين علينا أن نذكر بأن الفراغ الكوانتي vide quantique ليس فراغاً بالمعنى الدقيق للمصطلح بل أن الجسيمات تظهر وتختفي فيه متزامنة مع فعل وتأثير الثقالة أو قوة الجاذبية مما يتيح للكون في آن واحد أن يتمدد ويتشكل محتواه المادي وأن هذا الحدث يتكرر إلى ما لا نهاية بفعل تقلبات أوترددات وتماوجات الفراغ الكمي fluctuations du vide quantique. لقد عاش البشر عدة قرون وهم في دوامة هذا اللغز وهم يبحثون عن أجوبة وتفسيرات تقبلها عقولهم الطرية، وكان ملجأهم الأديان والشعائر والطقوس. وتقول نظريات كثيرة أن للشعوب المسماة بدائية تجارب اتصال مباشر مع حضارات كونية متقدمة جداً تعيش خارج الأرض وقد وردت تفاصيل زياراتها للأرض في الكثير من الخرافات والأساطير التي دونوها على الرقم الطينية وفي الكهوف والرسوم والمنحوتات الأثرية القديمة وتعلموا منها الكثير من مبادئ علم الفلك والحسابات الفلكية والطب والتحنيط وتجميد الكائنات والمعمار الحديث وتشييد الإهرامات والزقورات والمعابد الضخمة والجنائن المعلقة، واستخراج المعادن ومعالجتها ، وربما السفر إلى الفضاء وفلق الذرة والليزر وغير ذلك من الفروع العلمية. وحصلت كوارث طبيعية وانفجارات لبراكين وهزات أرضية وطوفانات أزالت معالم تلك الحضارات القديمة ومحت آثارها. وانطلق الإنسان القديم الذي ورثها من نقطة الصفر تقريباً ليعيد بناء الحضارة البشرية الحالية بكل معالمها وصرحها ومنجزاتها التقنية. وقد اتسم القرن العشرين بعصر النظريات الفيزيائية الكونية العلمية وسيتميز القرن الواحد والعشرين بعصر الرحلات الفضائية بين الكواكب والمجموعات الشمسية داخل مجرتنا درب التبانة وربما سيحصل خلاله اتصال مباشر لا لبس فيه، وبالقرائن والإثباتات والدلائل العلمية التي لا تقبل الدحض، مع كائنات لا أرضية ذكية ومتطورة جداً من الناحية العلمية والتكنولوجية وهي التي ستثبت لنا صحة هذه النظرية العلمية أو تلك وبطلان غيرها، وتقدم لنا بعض الخطوط العريضة التي ستساعدنا في فهم أصل الكون وأصل الحياة وسر الوجود والخلود ولغز الكينونة والعدم، بعيداً عن الميثولوجيا والخرافات والأساطير والأطروحات الميتافيزيقية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com