|
الديموقراطية القنبلة الموقوته نبيل البصري قد يخيل للبعض ممن يعمل في العملية السياسية في العراق، ان الديموقرطية هي الملجيء والمخلص والصديق الحميم الذي يستطيع المسؤول من خلاله النفاذ أو طلب الحماية عندما يرتكب الاخطاء, أو ان الديموقراطيه هي الدمية البلاستيكيه التي يستطيع ان يقطعها ذلك المسؤول متى ما يشاء ويعيد تشكيلها على الطريقة التي تناسبهُ كيف ما يشاء، لهذا تجد ان الكثير من هؤلاء قد تعامل معها بطريقه خاطئه ومغلوطه وبسبب هذا الجهل تحولت الديموقراطيه الى حبل ناعم الملمس يلفه المسؤول الجاهل حول عنقه من دون ان ينتبه الى اللعبة الحقيقة للديموقراطيه ، والذي لم يدركه ايضاً ان الديموقراطيه لاتقل خطورتها عن الدكتاتوريه، بل لعلها اشد خطورةً ووطئه من الدكتاتورية نفسها ، ولهذا يصبح ذلك المسؤول على اعلى درجه من درجات عدم الفهم والادراك لحقيقتها، واللعب معها من دون علم اخطر بكثير مئات المرات من اللعب مع الدكتاتوريه المخيفه لان الدكتاتورية قد تعود ملكيتها و قرارتها لشخص واحد يستطيع الاخر ان يجد له سبيل نفاذ أو خلاص من العقاب وبطرق متعدده ربما بواسطة صديق او عشيره أويكون مزاج ذلك الدكتاتور في ذلك اليوم معتدل فيكون ذلك المزاج عامل للصفح عن المذنب أو المقصر اما الديموقرطيه فأمرها جداً مختلف فأنها تكون عائديتها الى القانون والشعب ولاترتبط بفتره معينه أو حكومه أو عشيره معينه وفي اكثر الأحيان لاتجد من يقف امامها كي يدافع عن ذلك الذي ارتكب الخطاء بحقها أو تجرء على حدودها ، وهكذا نرى الديموقراطية في العراق تسير بخطى مسرعه تكاد تسحق كل من يقف بوجهها ومن دون رحمةً وفي عراقنا الجديد امثله كثيره ومنجزات كبيره للديموقراطيه قياساً بفترتها القصيره بدأة بصدام ولن تنتهي بوزير التجاره أو نائب رئيس الجمهوريه الذي تحوم حوله الشبهات الان، والذي هو ليس ببعيد من الوقوف امام محكمة الشعب ليحاسب على قتل الابرياء من العراقيين من أجل حصد المناصب الذي تصور انها سوف تحميه، لذلك نحن نحذر كل من يعمل في الحقل السياسي في عراقنا الجديد من ان لايستهين من النظام الحالي الديموقراطي في العراق, وان يفهم جيداً، أن يوم الحساب سوف يناله ومن معه في أقرب فرصة تتاح للمظلوم ان يطالب فيها من استعادة حقه الذي سلبه أياه ذلك المسؤول فالعراق الجديد لن يكون ملكً لاحد بعد اليوم أو أنه سيكون مرتهن لمجموعةً عمن سواها، فحذاري من العراق الجديد الذي تحتضنه أمه الحنون الديموقراطية القنبلة الموقوته.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |