|
مليون دولار للمؤنفلين الكورد، فما للمنقبرين جماعياً في الجنوب؟
مصطفى كامل الكاظمي مليون دولار امريكي دعماً لعوائل شهداء كوردستان العراق وضحايا عمليات الانفال الابرياء. بهذا العنوان افصحت السيدة جلنار وزيرة شؤون الشهداء الكورد، شاكرة هدية الامين العام لحزب اللاتحاد الكوردي السيد جلال الطالباني رئيس دولة العراق الديموقراطي الحالي.! وهي خطوة رائعة ووطنية بعد فرض تسجيلها خطوة في درب الله تعالى لاستنزال رحمته وفيوضاته على الحاكم والمحكوم في كوردستان العراق التي لم تشهد منذ عهد الدولة الايوبية والى تبعثر ايام صدام الاخيرة ادنى راحة. لقد شهدت بعيني هاتين اللتين اُصيبتا بالضربة الكيمياوية منتصف ثمانينات القرن الماضي بعد الانفال الاجرامية التي أهلك فيها نظام صدام بن إحصين التكريتي حرث ونسل كوردستان: ضحايا، صرعى، ثكالى، ايتام، ومشردين.. مواشي وانعام وزروع وارض صيروها مشهد طحالبٍ متفحمة يملأ منظرها العيون ارتعابا اشد من ارتعاب الاذن عندما يصك صماخها دوي قذائف وقنابل الخردل والاعصاب التي أخمدت الانفاس في قصبة (سي وسه نان) بقضاء قرداغ وفي مدينة (حلبجة) الكرديتين وما حولهما رماداً في شعاب لا حراك فيها من كل الوجوه. لكنما، آمالنا تتطلع ايضا لظهور من يهدي بعض بلسم لشفاء الجرح النازف في قلوب عوائل الشهداء: ايتام، ارامل، اباء، ابناء واخوة للشهداء في وسط العراق وجنوبه وكركوكه ومن يلوذ بهذه المناطق التي أغرقت آبار نفط العراق من دسومة وكرم تلك الدماء الزاكيات.. ومن هنا، فلو ملّكنا اُسر شهداء المقابر الجماعية الابرياء وكل شهداء العراق الدنيا بأسرها ما اعتدل الكيل ولا استقام، فمأساة ذويهم أجل واكبر من أوزان الجواهر والذهب. لذلك احييك سيادة مام جلال على هذه الالتفاتة الكريمة نحو المؤنفلين شهداءً وضحايا وعوائل مفجوعة، متأملاً أن اُحيّي بمثلها قريباً جداً دولة رئيس الوزراء السيد المالكي أو نائبيك ونائبيه او من يحتسب نفسه مهتماً بأهلينا ذوي الشهداء وضحايا المقابر الجماعية في الوسط والجنوب. لكني سألعنك سيادة الرئيس مخلداً في جهنم وسألعن المالكي وكل الوزراء إن لم تجيروا عوائل كل الشهداء. لاننا وانتم وكل حكومتكم مدينون لدماء الشهداء.. 27-5-2009
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |