|
مانينه ابو العرك .. روح هائمة في نسائم النجف
ذياب مهدي آل غلآم لا أريد التفلسف في الكلام... ولا يعنيني في اللغة، سيبويه واخوته؟انا اكتب بلغة أمتنا العراقية لغة الشارع العراقي المحكية؟ارفع بكيفي وأنصب وأجر بكيفي؟ عراقي... وانا الصريح لحد اللعنة!؟ هكذا جبلت ،لكن أحيانا(الاحتراز)لا من خوف لكن الاحترام واجب يجعلني ان اهمس او اوضح بالدلالة مابين السطور(حسجة أهلنه) هذه الصراحة التي لاتعجب البعض؟وربما تسر الكثير من أهلنا العراقيين الذين يحبون الكلمة الصادقة وخاصة( نجفيون داخل السور؟) حيث اكتب عن هذه الروح الهائمة بنسائم اللذة والبرودة المتوشحة بالرطوبة وندى الخدود القرمزية الندية؟ لدرابين النجف، أزقتها الموشاة بالحلم والأمل والنضال، درابين للعشق وللفكر وللدين، درابين للمرأة كرامتها.. وللسرابيت مداخلاتها.. وللعلماء طيبة العقل وزينة الفكر.. وللتنوير الثوري فيها سنادين زهور القرنقل الحمراء.. وفيها للشهادة عطاء!؟ هذه درابين النجف داخل السور وفيها هذه الروح الهائمة للجسد الفاني(مانينه ابو العراك) انه شخصية نجفية تجاوز عقده السبعيني بقليل قبل ان يأخذ الله أمانته ويتوفاه؟ رحل الجسد الى مثواه الاخير وصار كما تصار الاجساد كلها الى تراب المنشئ الاول لها؟ وقيل انها ستعاد مرة اخرى حين ينفخ بالبوق يوم المعاد؟ وما الارواح فكلها طاهرة مطهرة ترجع الى باريها لتسكن جناته ونعيمة لا عليها حساب ولا كتاب لكونها نفحة من روح الله والجزء الطاهر من النفحات الربانية بكل تأكيد تكن كذلك ربانية؟ ولذلك الاصل في القول كل الارواح طاهر ان كانت حلت في جسد خبيث او جسد صالح ؟فارواح البشر كلهموا لا استثناء فيها هي نفحة من روحه...فكانت حواء وآدم وذرياتهم؟اقول كلهموا في جنة الله الرواح طاهرة؟لكن العقاب والثواب يأتي بعد حين، يوم معهود حيث تنتفض الاجساد لبارئها من جديد... النفس المتكونه من الروح والجسد والعقل عليها ما عليها؟ولها مالها من اجر وعقاب ؟لكن الروح خارج العقاب والثواب...لاتسبوا الارواح لكونها من عند الله؟ كل ارواح البشرية في الجنة المعهودة غيبيا أمنتم بها او لم تؤمنوا!؟ هذا هو الموجود حاليا؟ ارجع للمروي حيث يقول فيه ان الارواح تبقى ملازمة للمكان وتزوره احيانا وتتذكر او تأتي في الاحلام لتزور عشاقها؟ حديث طويل لكن لروح مانينه لذة اخرى وعشق اخر للنجف ولدرابينها؟ والروح لاتفقه ولا تفكر لكن تحل وفق نظرية الحلول؟ لآنها طاقة ربانية للخليقة؟فهي التي تمنح الكائن صفة الحياة... مانينة هذا الابيض بصفرة احيانا، بحمرة موردة لخدوده حين يكون نشوانا؟ مرة يرتدي مانية الكوفية والعقال ومرة يتلفلف(يتلكج بالشماغ)حين تكون له غارة خمرية... عاطل عن العمل مهنته حينها يبيع المشروبات الروحية لعشاقها من أهل النجف...في شبابه كان يمتهن العماله ودرب القجقجيه وفي بناء وترميم المقابر وهناك اللتقاء بصحبه السرسريه وانظم لهم مابين العمل واللعب وغيرها استسهل شغلته الجديدة المربحه والغير مكلفه وفيها المنفعه والطيبة لشاربها ولمدمنها وندمائها فلهو الدعاء بالرحمة والمغفرة... انها مهنة بيع الخمور الروحية؟ هذا المانينه يبيع العرك ويجلب المشروبات الاخرى حسب التوصية ومصدر جلبه لها من الحلة او الشامية... قبل فتح نوادي للموظفين ومحلات لبيع كافة انواع المشروبات الروحية في ناحية الكفل وناحية العباسية(ابوشورة) القريبتا جدا من الكوفه حوالي 15كلم او قضاء ابو صخير 25كلم المهم روح مانينه تفوح الان بذكراها وبعطرها الأخاذ والمتميز برائحة(الحبة حلوة)الزحلاوي؟واما المستكي وعطر اليانسون والكيوره؟ فلنا في انوفنا منها لذة ومشتهات...يأتي مانينه ومعه مايجلب المرح والفرح والنشوة فتسمع مطربي النجف يصدحون بعد احتسائها هنا في جدول النجف عند بساتينه وهي حدائق لأهلها وبساتينهم يزرعونها الخضرة وبعض المحاصيل الشتائية او الصيفية...هناك تسمع هجان ونوماس وصوتهما الرخيم وهما يعملان...وعلى جانب الطار قرب الدرعية ولنول الحياكة وايقاعه(الجومة) لصناعة العبائة النجفية المتميزة وكأس الخمرة بالقرب من حائكها(نصك دفن بالكاع..أبقه يحايج؟) يأتيك الطرب الاصيل لحسين جودة او حسوني شيحان ...هذه روح مانينة، والآن هي تطوف على شواطئ الكوفة الحمراء الفراتيه ومحسن الكوفي... وحمامة فرت من ايدي ولاجت...فيرد عليه حسين جودة: بالكوفه يامحسن مسلم وهاني... جيرانك يامحسن موجيراني...ثم تعود الى بيوتات عرفنها لأصاحبها من رجال النجف،وجهائه،علمائه،اساتذته،ساداته وعاميته، معلميه،شغيلته،ثم سرابيته وسرسريته...كلهموا الآن تطوف عليهم روح مانية الطاهرة المرحه الشفافه لأنها نفحة من الله... تدخل سراديب بيوتنا النجفية وفيها للصمود وللثورة وللدرس وللفكر وللطرب والأنس معالم وذكريات هذه السراديب التي كانت لنا فيها انفاق واتصالات مابين اهلنا داخل السور النجفي... حين كان الحصار وكان الثوار يتحصنون بها قبل خيانة فتح باب السور الكبيرة باب الميدان؟وبقت هذه السراديب تمتزج فيها رائحة النسائم العطرية من بخور وعطور وزعفران وزحلاوي بكل دبق ورطوبة المحبة والعشق العذري للقبلة اللأولى.... بيت مانينه كان في محلة الحويش تحفه بيوت اهلنا وهم يعرفونه حق المعرفة لكن دون اي اعتداء او تكفير ولم اسمع في حياتي احد سبه او اشار عليه بما يشبه السباب او الشتيمة...كم كان هذا طيب وكبير في خلقه رغم مهنته الغير محببه في نفس البعض؟... يخرج مانية صباحا يذهب الى الحلة يرتدي سترته الكبيرة الحجم وتحتها (يلك)بجيوب متعدده ويحمل معه علاكة(زبيل) فيه تبن... يصل الحلة 60كلم... احيانا الشامية هذا بعد العصر لقربها للنجف35كلم بعد نفاذ ماعنده من الخمور الروحية...يشتري الخمرة (أبطالة)وحسب التوصية يضعها تحت التبن في زنبيله ثم يضع عليه بيض دجاج فمن يشاهده يتصور انه بياع شراي بيض... وفي اليلك مشجب صغير للربعيات وانصاف البطل ويرتدي سترته الكبيرة ويأتي الى النجف اغلب سواقنا يعرفونه ويساعدوه في مهنته (كم اعوازة دفعاها لهم بعد سهرة طويله) وكأنه حلال المشاكل لهم(أوف العوازه شكد لذيذة وشكد تسوه؟) ولذلك نرى اغلبهم يتعاطفون مع مانينه اذا رأوه مثلا يحمل صندوق كارتوني كان للفاكهة اللبنانية ثمرة فيه يعلمون مافي داخله لذة للشرابين ونقاء للنفوس... ولا حرمة في ذلك هم ينقلون في سياراتهم كل شيء هذا شغلهم؟ وبعد ان يصل ففي طريقة يمر على فلان وفلان يعطيهم(الحصة الروحانية) هو ليس مختلس ولا فاسد ولا سارق ولا ملتحي بأسم الدين كما نرى اليوم؟ولم يشتغل في وزارة التجارة مثلا؟ انه مانينه ابو العرك وهذه اخباره ...يتخذ الطرق الفرعيه تحاشيا من الآخرين احترام وتقدير وهذه النجف في العراق الاشرف حيث يسكن في الحويش واقول كان مانينه ابو العراق في عصر العلم الديني الثاقب والعرف المجتمعي لمدينة النجف المتسامي مع انسانيتهم بكل حب وأحترام وتقدير لكل انسان محب ومسالم مهما كان هذا العراقي ... شرف ما بعده شرف...ان بيتك النجف...مانية عاصر العلماء آية الله محسن الحكيم، الشاهرودي، الطباطبائي،الحمامي، الموسوي، الخوئي، الخونساري، النقشواني، المستنبط، الجزائري، كاشف الغطاء، الكفائي، الحلفي، مشكور، دعيبل، البغدادي، جمال الدين، الوائلي، الخميني، اليزدي، السبزواري، الشرقي ،العيقوبي، الجزائري، البورجردي، الصدر، المظفر... هؤلاء نموذج مما كان في مرجعيات النجف وحوزاتها الدينية وكلهموا بشكل او بآخر يعرفون مانينه نعم انهم يعرفونه حق المعرفة وخاصة المرجع الكبير في حينه للطائفة آية الله محسن الحكيم (رحمه الله)وهو على علم بمانينه (اسألوا الآن السيد عبد العزيز الحكيم ) عن مانينه واقسموا عليه هل سمع يوما ما من والده المرحوم الحكيم الكبير... ان مانينه كافر او اجلدوه او اقتلوه؟ فلقد كنت التقي بدار الاضواء الاسلامية مكان مجلة يصدرها الشيخ الشهيد كاظم الحلفي البصري النجفي وكان مقرها ملاصق للصحن الحيدري عند باب السوق الكبير وبقربه مدرسة منتدى النشر اقسم كان السيد محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم وكاظم الحلفي ومحمد حسين الصغير وهو حي يرزق لهذا اليوم ولم يكن الا خريج كلية في حينها وشاعر مشاكس وذيلي وتبعي لجهات اخرى؟ اقسم انهم كانوا يتندرون على افعال مانينه ولم يقولوا عليه اي شيء لم تصدر من كل علماء النجف ومرجعياتها وحوزاتها يوم ما؟فتوة بغلق النوادي او المحلات لبيع المشروبات الروحيه اقسم بأنهم وانا المسؤل عن كلامي وهذا قريني في العمر عبد العزيز الحكيم اسألوه للمرة الثانيه عن ما اقوله هذا... لم تأمر مرجعية النجف ولم تتدخل في شأن الناس والذي يحدده القانون للدولة؟ وهذا الصغير محمد حسين كم مرة كان مع جلسات فيها لطعم الزحلاوي طيب نفس ولذة أنس وهو لايشربها لكن جليسهم؟هل ينكر فعندي عشرات الاسماء والشهود بذلك ؟ فسألوا ال الرفيعي وال شمسه وال سميسم وال سعد راضي والاخرين ليس للتشهير لكنه التاريخ المجيد لهذه الروح النجفية لهذا المنطق الاخلاقي للمرجعية فأينها اليوم ممن يدعيها؟من فلان وفلان.. واخرهم هذا الصغير ؟وآسفاه عليكم يا أهلنا؟حتى الزعاطيط ركبوكم وانتم اعطيتموهم اصواتكم؟حسافه عليكم؟اصحوا ياأهلنا اصحوا؟ متى كانت الحانة في زمن الرسالة والرسول محمد ص حين كان في مكة مغلقة متى كانت الحانات في زمن الراشدين رض مغلقة والامويين والعباسين والصفوين والمغول والعثمانين والانكليز وثورة تموز الخالدة زمن الشهيد عبد الكريم قاسم وما بعده... ولحين يأتي هذا الصغير او بعض من زعاطيط القوم يفتون ضد الدستور وضد العقل ويصوتون على منع الخمر الذي قدسه الله لشاربيه يوم الجنة الموعوده وهو المساهم في خلقه وصنعه وبأرادته فكل شيء من عند الله والبشر وسطاء لذلك هم ادات تنفيذ... فاذا لم يكن راضي على ذلك(فكن...يكن)من خمرة الى شربت زبيب او عنب او غير ذلك مما طاب وأللذ وشرب... ان الله عظيم حيث يغرينا ان الثواب ومنه الخمر كالانهار وكاوابها التي قدرها تقديرا... فيا بائعوا الخمرة الروحية هذه روح مانينه الطاهرة تطوف عليكم ويا ساقيها اسقني مافي قواريرها... ولصوتك سيدي ومولاي آية الله العظمى والقائد الثور محمد سعيد الحمامي(رض) حيث قلت الكثير الكثير في هذه الخمرة الروحية العراقية(العرك) شمس الحمية تجلت بيد الساقي...فشع ضوء سناها بين أفاقي/// سترتها بفمي كي لاتنم بنى ...فأججت شعلة مابين آماقي ... يامولاي العراقي لقد استحوذ على دينكم المتأسلمون الجدد...هذه النجف وانا كم مرة شاهدت مانينه يقبل يدي علماء ومنهم سيد محسن الحكيم وكان عبد العزيز شاب وحين يرى مانينه يقبل يد والده يضحك ويبتسم لكن السيد الكبير لايكترث لكون النوايا صادقة والاحترام للعلم ورجالاته صادقة وهو في داخل نفسه يدعو لهم بالهداية والكلمة الحسنه وكأنه يقول وهم كذلك يقولون اللهم لانعلم به الا خيرا...اينكم يا أهلنا من هذه الروح النجفية المتسامية مع نسائم الله نسائم النجف ونفحاتها الشرقية
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |