|
جيران العراق .. نعمة ام نقمة؟؟!!
مهند الحسيني Muhannadalhusynni710@gmail.com مقدمة ربما ان اجمل هبة يهبها الخالق للانسان هي نعمة الجار الصالح الذي يواسيك في احزانك ويهنئك بافراحك ويساعدك في شدتك ويعينك في أزماتك ، فكم من البشر تمسكوا بخرائب اعتزازا بجار طيب من الصعب تعويضه ،وكم من البشر تركوا دورهم ومنازلهم الجميلة الفارهة لمجرد ان جار سوء جاور منازلهم ونغص عليهم حياتهم ، ولكن حين يكون الامر متعلق بالأوطان وجيرانها فهل ياترى سوف ينطبق عليها الحال من ناحية التنقل أوالتمسك ؟؟!! عموما سوف احاول ان استعرض حال جيران العراق الذين بلانا الله بهم لاسيما بعد التصعيدات والتصريحات السياسية الاخيرة من هؤلاء الجيران والتي مست سيادة العراق واستقلاله وبشكل مباشر . والسؤال المطروح هل اصبح العراق بهذه الدرجة من الضعف والخنوع لدرجة ان دولا صغيرة كانت حتى الوقت القريب غير معترف بها في الامم المتحدة هي من تحدد مصيره الدولي والسياسي ؟؟!! هل اصبح العراق الحلقة الهشة ما بين الدول الاقليمية حتى أمست هذه الدول التي لا تاريخ لديها (ولازالت الى الان لاتعترف بكروية الارض) هي من تقرر مصير سياسته وعلاقاته الخارجية ؟؟!! وهل قدر العراق بان تكون دولا غير مجاورة له (جل مواطنيها من رواد المهن الحقيرة في شتى بقاع العالم) هي من تحدد له مع من يقيم علاقاته ديبلوماسية او مع من يقطعها وهي التي تقيّم ولاء شعبه من عدمه ؟؟!! والمضحك في الامر بأنني سمعت قبل ايام عن طريق الصدفة في نشرة اخبار احدى الفضائيات العربية تصريحا صحفيا للرئيس الصومالي المسمى الشيخ بشير او شيخ جرير حقيقة لا اعلم مااسمه بالضبط وعموما اسمه كان شيئا من هذا القبيل ،وكان صاحبنا في حديثه الصحفي يدعو الجميع بعدم التدخل في الشان الصومالي لانه شان خاص بالصوماليين واردف قائلا (لاحظوا بانني انقل كلاما عن الرئيـس الصومالـي وليس عن الرئيس الاوغندي او حتى الراوندي ) :
"نحن لا نريد ان يكون الصومال عراقا ثانيا " (!!!)... انتهى كلام الصومالي عفوا الرئيس الصومالي ،ووقتها عرفت وبادراك تام مغزى مقولة " شر البلية ما يضحك " .
من هم جيران العراق ؟! وعودا على ما بدأناه فان من شر البلايا التي تضحك ان دويلة جارةعربية تطالب علانية وبكل صلف برفض خروج العراق من تحت طائلة البند السابع بحجة عدم تسليمهم رفات أسراهم الموتى ( وكأن نوري المالكي وحكومته هي من نحر اسراهم واخفاها ) ، وايضا بزعم ان العراق لازال بذمته لهم شيئا من الدراهم (!) ، ومادرت هذه الدويلة العربية باننا نحن العراقيين من يجب ان يطالب العالم الحر بامتلاك مواردها لمئاتٍ من السنين اللاحقة علها تعوض معشار ما عاناه الشعب العراقي من حقد وحسد وايذاء من هذه الدويلة ،والتي لازلنا نتذكر كيف حالفت ووضعت اياديها الملوثة بيد اعتى مجرم في التاريخ العراقي القديم منه والحديث ، ولم ننسى كيف انها سخرت ابواق اعلامها ومصارفها ومخابراتها لخدمة نظام صدام المقبور حتى اصبحت هذه الدويلة ابان الفترة الممتدة من 1980- 1989 وكانها محافظة تابعة لحكومة بغداد وبات اميرها المفدى (( الان هو تحت التراب وباعتقادي انه الان يتحاسب مع ابو خيمة الزركة)) خادم صغير يأتمر صاغرا لاوامر خليفة بغداد القروي . أما تلك الدولة الجارة المسلمة التي تريد في اخر الزمان ان تكون وصيا على العراق ( هزلت والله) وراحت تشترط على العراق ان يعود (كما كان في سابق العصر والاوان ) حاميا للبوابة (الشرجية) نيابة عن بني يعرب تحت شعار ( ياطويل العمر منا المال ومنك الرجال ) و بعدها ربما ستتعطف علينا امبراطورية الرمال والبعران ودولة البدو في بلاد المفتي الوسيم بن كلبان وتنزل من عليائها السرمدي وحينها ستقيم جسور الود والعلاقات الميكافيلية الطيبة مع الدولة العراقية ... متناسين باننا لاحاجة لجسور المودة مع من ذبحنا نهارا جهارا ولا حاجة لنا بعلاقات حسن جوار مشروطة ،وليعلم الجميع ملكا كان او اميرا ، شيخا او صاحب فخامة بان زمن حروب النيابة قد انتهت ولن يعود زمانها ، ومن كان له خلاف مع دولة اخرى فليحاربها بشبابه وشيبانه ، ولا علاقة للعراق باي قضية اخرى غير قضيته ومن احتلت جزره فليستردها بنفسه ومن يخاف من اخطبوط قابع في اوهامه فليقطع اياديه بسيفه هو لا بسيف غيره . وبالنسبة لجارتنا الاخرى المؤمنة فهذه قصتها طويلة ربما حتى اطول من قصص الف ليلة وليلة وتحتاج لحكواتي ذو خيال خصب قضى جل عمره في الكهوف فهذا برأيي انسب انسان باستطاعته سرد قصصها المملة ، وبعيدا عن الاسهاب في الروايات أنصح هذه الدولة ومن يواليها ان يدركوا جيدا بان ابتزاز العواطف بدعوى العقيدة المشتركة والمذهب المشترك لم تعد تؤتي اكلها ولم تعد تجدي نفعا لان الشعب العراقي اصبح واعيا لكل هذه الحيل الملتوية ، واعلموا ياجيران الشرق ان مجد سابور ذو الاكتاف لا يعاد على حساب مجد الامة العراقية العريقة . اما الجارة الهاشمية فالكلام عنها ذو شجون ، فهذه جارة السوء امرها عجيب غريب لانها في جميع الازمان والظروف هي دائما المستفيدة من خيرات أرضنا على عكس العراق الذي كان في كل الأوقات يعاني من هذا الكيان السايكس- بيكوي الممسوخ ، فلقد بنى هذا الكيان بنائه بدماء العراقيين فكل بيت عراقي تهدم بنوا مقابله عشرات البنايات وكل شارع عراقي قد سد فتحت لديهم عشرات الشوارع ، فهم بحق كانوا كالجار الذي اقتات من مصائب جاره . وكعراقي اقولها وانا متيقن بان اغلب العراقيين يشاطروني الراي وهو ان هذا الكيان المحاذي لغرب العراق كان كالسكينة في خاصرة العراق وظهره وهو سبب الحروب والكوارث التي عصفت بالشعب العراقي ، واعتقد ان مقبورهم القزم قد وفى بقسمه حين قال عشية ثورة تموز 1958 كلمته الحاقدة" ساجعل في كل بيت عراقي نائحة" . أما الجارة القومجية وتوأم النظام السابق المقبور في العراق حزبيا وقمعيا ودكتاتورية ً، فلا زال العراقيين يتذكر أفضالها السنية ووقفاتها البهية، وكيف انها لم تبخل علينا بارسال سياراتها المجانية المفخخة وكيف تكرمت علينا بالكرم البارودي ذو النكهة الدمشقية المميزة و سلال الرمان (الدفاعي والهجومي) بمصاحبة اصابع الديناميت الحلبي المحلى بالمسامير الادلبية والمنقع بالفتاوي الديرزورية . نعم ..الشعب العراقي لم ينسى بعد بركات مجاهدي وانتحاريي معسكرات اللاذقية ودير الزور الذين دخلوا بلدنا بطرق شرعية جدا جدا وعلى طريقة شرع بن جبرين وبن كلبان وباقي المفتين من العوران ، ولم ننسى جميل الاشقاء الجهاديين حين قدموا لاخوتهم العراقيين يد العون والمدد وساعدوهم في التجاوز على محنتهم ، نعم.. لم ننسى جميل ومعروف وصنيع الاشقاء في سوريا الضبع عفوا في سوريا الاسد لان العراقيين بطبيعتهم يحفظون الجميل ولابد من رده في الوقت المناسب ،وانشاء الله سنرده لجميع جيراننا يوما من الايام . فقط بقى ان اشكر هذه الجارة الخامسة على ايواء رؤوس الاموال العراقية الثقيلة ولابد لي من ان اقدم الاعتذار نيابة عن شعبي لتحريك اقتصادكم بعد ان كان راكدا لا حركة فيه.. لاننا نعلم بانكم اصبحتم هذه الايام تشكون لنا من ثقل رؤوس الاموال العراقية التي لم تشهده قاصات مصارفكم المركزية يوما .. فعذرا لكم مرة اخرى. وبقت لنا جارة اوربية شمالية وحقيقة لا اود ان اخوض كثيرا في سلبياتها لان الواقع العملي يقول بان مواقف هذه الجارة الشمالية على علاتها وهناتها الا انها تبقى افضل بكثير من باقي جيران السوء في الشرق والغرب والجنوب ، فعلى الاقل لم تتدخل في شؤوننا ولم تصدر لنا هذه الجارة الموت المجاني ولم تتلاعب باقتصادنا كما يفعل جيراننا الجنوبيين الذين يسكنون البوادي ولم تصدر منها فتوى تجيز نحر رقاب العراقيين واستباحة دمائهم كما فعل صعاليك مملكة الفتاوى الدموية ... وبالفعل ان كانت جارة قليلة السوء علينا فتبقى هذه الجارة الاوربية هي من يستحق ذلك .
لمن سنصوت ؟؟!! والان وبعد هذه الايضاحات التي عرضتها ويقينا انا لا ازعم باني صاحب الامتياز بكشفتها ولا ادعي (حاشا لله) باني اول من يطرحها لاني على علم بان غالبية العراقيين ومن جميع الاطياف والنحل ملمين بكل حرف ذكرته عن جيراننا ، لذا فانا اتقدم باقتراع جماهيري وشعبي في العراق يكون مضمونه : هل تؤيد انتقال العراق الى اي بقعة في العالم عدا مكانه الذي هو فيه الان؟؟ نعم ... ام كلا ؟؟!! ولاكون اول المصوتين واقول نعم، وساصوت لصالح ترك جيران السوء غير اسفين ، وعن نفسي ارضى ان يكون بلدي العراق بين مجاهل افريقيا على ان يكون بين مجاهل بادية النفاق ... فالمجاهل الاولى تتطور مع الزمن اما المجاهل الثانية فهي تعود بنا للوراء . فماذا انتم قائلين ؟؟!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |