أربعون يوماً من الحزن والألم ..
أوزدمير هرموزلو
shehryar0@googlegroups.com
مرّ أربعون يوماً والحزن يخيم على جميع إحياء مدينتي الجميلة.. مرّ أربعون يوماً والظلام الدامس يخيم على إرجاء البيت المطل على نهر خاصة صو الحزينة .وبداء الحزن والألم يصاحبني عندما يأتي المساء . وفي احد أركان بيتي الذي بدأت أرى الراحل في كل غرفها تجلس أمرآة تسمى ((أمرآة التضحيات)) وهي تنزف الدم القاني من أعينها بدلاً من الدمعة الصافية عندما تراني تدعني أنها ليست مجروحة وتقول لي: "أنها قدر الله وحكمته". لكن أعينها لم تقول ذلك وأتحسس بأنها تريد إن تسليني بقلبها الذي بدء يضخ الحزن والدمعة بدلاً من الدم .
نعم لقد مرّ اربعون يوما وانأ افقد حلوة المناقشات الساخنة حول مستقبل قضيتي العادلة..لقد مرّ أربعون يوماً وانأ افقد الوجه البشوش والقلب الحنون الذي لم أراه يحمل الأحقاد والكراهية تجاه إي إنسان حتى لو كان هذا الإنسان قد طعنه بخنجر مسمومً من خاصرته, أتذكر يوما وانأ أتصفح كتاباً صدر حديثا يتحدث عن مسيرة حياة أدباء التركمان ولكنني اندهشت من عدم وجود اسم الراحل في طياته وكعادتي غضبت كثيراً وذهبت مسرعا إلى الراحل وقلت له:""لماذا لا يحوي هذا الكتاب على اسمك ألست أنت من أدباء التركمان؟ فأجابني بالحرف الواحد قائلاً: " لا تحزن يأبني ليس مهما إن يكون اسمي في صفحات الكتاب يأتي يوما تلف أوراقها .المهم أن يحفر الإنسان اسمه في قلب شعبه".وبذلك قد هداني هذا الإنسان بكلامه الرائع والمقنع..
لقد بدأت احن إلى الصوت الذي يوقظني صباحاً ويقول لي "هيأ إلى المدرسة" كان يرددها دائماً حتى بعد إنهاء دراستي.
لقد اختفى عن أعيننا لكن أمنياته وأحزانه بقيت في قلوبنا...!
كان يحب(بارش) يعني السلام الذي أصبح مديراً لمدرسة بارش هذه المدرسة رغم عهدها الجديد لكنها وبفضل الله وجهود الراحل استطاعت هذه المدرسة إن تأوي جميع الذي فقدوا طعم مدينتهم الجملية,بعد كل هذا العناء والتعب وإذا بمحسوبين علينا سلبوا بارش منه وهو كان يشتاق لان يراها كل يوم.
كان قد فتح(النافذة الثقافية) كان يريد إيصال أدب وثقافة شعبه بواسطتها .في يوم من الأيام وهو يريد إن يفتح هذه النافذة كعادته وإذا يراه مكسوراً ولم يبقى هناك أية نافذة,بعدها رجع إلى البيت يحمل بيده قطع من هذه النافدة سألته ما الذي سوف تفعله بهذه القطع المكسورة قال لي:"سوف أحاول إن اجمع جميع هذه القطع والصقها حتى أحاول بناءها مرة أخرى ".
كان يريد إن يصرخ إلى الجماهير ويقول:"لم يحن وقت المؤتمر التركماني الخامس لان هذا المؤتمر هو تعكير لوحدة الصف التركماني وخصوصاً في الوقت الحاضر".لكن.. لم يفسحوا له المجال لكي يقول هذا الكلام.
كان يريد ويريد...!
رغم كل هذا الحزن والألم لكنني لم افقد أمل بأن الراحل سوف يأتي ويوقظني من هذا الكابوس الذي مّر عليَّ أربعين يوماً
العودة الى الصفحة الرئيسية