|
يا تاميل العراق اتعظوا!
د. حامد العطية لا أظن أن هنالك تاميل في العراق اليوم، ربما في كردستان، حيث يخططون لجعلها نسخة من امارة دبي، وفي دبي كما في دول الخليج العربية الأخرى الألاف من الخادمات السريلانكيات، وإن لم يكن هنالك تاميل في العراق فهنالك بالتأكيد أشباه التاميل، أي أقليات تماثل التاميل في طموحها إلى السلطة بل التسلط أو الانفصال، وفي سعيها لنيل ما يزيد على استحقاقها، وفي استعمالها للعنف بأبشع صوره، أو التهديد باستعماله لبلوغ أهدافها غير المشروعة، وهاكم الأدلة على صحة مقالتي. الديمقراطية في سريلانكا أو سيلان سابقاً بدائية، حالها حال معظم الدول النامية، ولكننا لا ننسى بأن سري لانكا سباقة، فهي أول دولة نامية تترأس وزارتها إمرأة، حدث ذلك في 1960م عندما استلمت السيدة سريمافو بندرانيكا منصب رئاسة الوزراء، وكانت أحد أبرز قادة دول عدم الإنحياز، وحكومتها الحالية جادة في رفع مستوى معيشة مواطنيها، ودخل الفرد فيها حوالي ألف وخمسمائة دولار، أي أقل بخمسمائة دولار فقط من الفرد العراقي، مع التذكير بأن سريلانكا تصدر الخادمات لا النفط. في سريلانكا أكثرية سنهالية واقليتان رئيسيتان: التاميل والمسلمون، ويشكل السنهاليون الأكثرية العظمى، ولغتهم هي الرسمية، أليس ذلك من حق الأكثرية؟ بالتأكيد مع الحفاظ على حقوق الأقليات، لكن التاميل، أو على الأقل قادتهم الإنفصاليين، يتهمون الأكثرية بحرمانهم من حقوقهم الثقافية، لذا يطالبون بتقسيم البلاد ليشكلوا دولتهم المستقلة. عقدة التاميل في قيادتهم المتعنتة، وكذلك بعض الأقليات في العراق، فقد رفض قائد حركة التاميل الانفصالية المسلحة برابهاكاران الهدنة والتصالح والتفاهم مع حكومة الأكثرية، واختار العنف لتحقيق أهدافه، مما أدى لهلاك أكثر من مائة ألف من السريلانكيين. استخدمت حركة نمور التاميل الإنفصالية التطهير العرقي والديني في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وكان مصير المسلمين والسنهاليين القتل أو التشريد، وفي العراق أيضاً اعتمدت بعض الأقليات التطهير العرقي والديني والمذهبي لترسيخ سيطرتها على مناطقها، ومن ضحاياهم المسيحيون في شمال العراق والعرب والتركمان الشيعة في الوسط والعرب في كركوك. كان العنف الوسيلة الرئيسية للأقلية التاميلية الإنفصالية، وبالإضافة لعملياتهم القتالية ضد الجيش الحكومي استعملوا العمليات الإرهابية بكثافة، وفي 1990م نسف الإنفصاليون التاميل البنك المركزي في العاصمة بشاحنة محملة بالمتفجرات، وبالأمس القريب شهدت مدينتا الصدر والشعلة تفجيرات إرهابية كبيرة، وتهدف هذه العمليات كما سوابقها لقتل وترويع الأكثرية الشيعية. وهنالك المزيد من المنكرات المشتركة بين مسلحي التاميل والإرهابيين الطائفيين والعنصريين في العراق، فالغدر شيمتهم جميعاً، ففي الهند قتلت إحدى التاميلات رئيس وزراء الهند الأسبق راجيف غاندي، وهي تتظاهر بوضع إكليل من الزهور حول عنقه، وفي أكثر من مرة تظاهر إرهابيون طائفيون بتوزيع مساعدات غذائية في أحياء الشيعة، ليستدرجوا الفقراء للتجمع حول شاحناتهم المحملة بالمتفجرات، ومن ثم قتلهم بخسة ودناءة غير مسبوقة، وكما نعرف فالانتحاريون والانتحاريات أيضاً وسيلة مفضلة لدى الإرهابيين الطائفيين في العراق، وقد أنشأ قائد التاميل "مدرسة" خاصة لتدريبهن، وكذلك الإرهابيون الفئويون الذين ابتلى بهم العراق. لعل أول من استخدم الحزام الناسف الإنفصاليون التاميل وثاني من استعمله المتطرفون من الأقليات الرافضة لحكم الأكثرية في العراق. ماذا كان مصير الأقلية التاميلية في سريلانكا؟ مقتل قائدها، وإبادة مسلحيها، وتدمير مدن وقرى التاميل، واضطرار مئات الألالف من سكانها للفرار خوفاً على حياتهم، حتى بلغوا شواطيء البحر، وتبددت ولربما إلى الأبد أحلام المتطرفين التاميل بالانفصال وتأسيس دولة مستقة، وحتى الحكم الذاتي أصبح بعيد المنال. يتعلم الإنسان العاقل من أخطاءه، أما الحكيم فيتعظ من مصائر غيره، لذا ننصح قادة الأقليات المتكبرة والمتطاولة على حقوق الأكثرية في العراق بالتحلي بالحكمة، والاتعاظ من مصير التاميل وقادتهم في سريلانكا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |