|
ماذا تريد الكويت؟ ومن يعوض من؟
طعمة ألسعدي / لندن ألحقد الدفين اللئيم من شيمة الجبناء ، والشجاع لا يحقد لأنه يأخذ حقه بيده وقت الحدث ، لا بعده. شعرنا بالحزن على ما أصاب الكويت والكويتيين من تنكيل وسرقات وتخريب على يد معبودهم المدلل صدام الذي حذرناهم منه ومن غدره دون جدوى ، وعلى يد أولاده واخوته وأبناء عمومته الذين تقاسموا السرقات الكبيرة الثمينة جدا" فيما بينهم، وقلدهم معدومي الضمير من الحثالات بسرقة أطارات السيارات وغيرها من السلع التافهة والمواد الغذائية وغيرها بتشجيع من صاحبهم نفسه ، والا لقطع أيديهم كما هو معروف عنه. قلت للدكتورة ميمونه الصباح في مؤتمر الأسرى والمفقودين الكويتيين الذين تضامنا معهم والذي عقد في لندن في فندق الدورشستر في بارك لين في وسط لندن قرب الهايدبارك ، وحضره وزراء كويتيون وشخصيات من العائلة الحاكمة الكويتية وغيرهم وضيفة الشرف ماركرت تاتشر، قلت لها يا دكتورة أنا كنت أول من حذرت أميركم بأن صدام سيهاجمكم بعد انتهائه من الحرب العراقية الأيرانية في رسالتي الى الملوك والرؤساء العرب المؤرخة في 15 تشرين ثاني عام 1980 حيث كتبت (واعلموا بأن مدفعية ودبابات صدام ستحول الى صدوركم بعد أن ينتهي من هذه الحرب القذرة) فأجابت بعذر أقبح من ذنب: كنا نظن أنكم تتخذون موقفا" ضد صدام لأنه سني وأنتم شيعة !! فبادرتها بالقول وهل لصدام دين؟ ألم يقتل علماء الدين السنة كما قتل علماء الدين الشيعة ومنهم الشهيد عبدالعزيز البدري والشهيد الشيخ ناظم عاصي العلي؟ وكل من عارضه من البعثيين كبارا" وصغارا"؟ وهل كان حردان التكريتي وطاهر يحيى التكريتي ورشيد مصلح التكريتي شيعة؟ ودخلت الدكتورة ميمونة الصباح في جدال مشابه مع السيد محمد صالح بحر العلوم حفظه الله ومع المرحوم الدكتور علي العضاض الذي حضرت المؤتمر معه ومع السيد همام حمودي من المجلس ألأعلى. أسباب الديون ومن بعدها الغزو الصدامي الأرعن للكويت وما وصل اليه العراق في عهد صدام المقبور: ما أن انتصرت الثورة الأيرانية على حكم الشاه حتى جن جنون دول الخليج والعالم العربي خصوصا" والعالم الأسلامي عموما" . فبدلا" من كسب حكام ايران الجدد الى جانب القضايا العربية والأسلامية عن طريق الوسائل الدبلوماسية وافهام ايران أن عليها أن لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى بالحوار الهادىء ، وأن شعار تصدير الثورة شعار يدل على طفولة ومراهقة سياسية ، لأن الثورة ليست براميل نفط او فستق أو زعفران أو سجاد ايراني ليتم تصديرها ، بل للثورات أسباب ومقومات وفكر وتنظيم وايديولوجيات وجذور تمتد في مختلف الأتجاهات في الدول التي تحدث فيها. ولكل ثورة ودولة خصوصياتها في هذا المجال. ولا يمكن قولبة أية ثورة محتملة في المنطقة أو غيرها بقالب الثورة الأيرانية. وكان لسوء الحظ وجود صدام ألذي بلغ أوج قوته وسيطرته على المفاصل المهمة في العراق حزبيا" وعسكريا" رغم وجود رئيس ضعيف يهتم بورود القصر الجمهوري والأبقار أكثر من اهتمامه بأمور الحزب والدولة ، في وقت كانت مياه الغدر الصدامي تسيح تحت أقدامه لتتحول الى موجات عارمة القته خارج القصر الجمهوري بحجة مرضه و تقاعده كذبا" وتضليلا" ثم وضعه في الأقامة الجبرية حتى تمت تصفيته بالوسائل الدنيئة القذرة التي كان يستخدمها صدام. وأخبرني أحد أصدقاء البكر التكريتيين الذي كان يزوره في بيته يوميا" تقريبا" حتى وقت طرده أنه كان ضد توجه صدام وخيرالله طلفاح وصقور العوجة الى محاربة ايران وأعتراضه على كثرة الأعدامات التي تنفذ ثم يتم جلب قائمة المعدومين اليه للتوقيع عليها بصفته رئيس الجمهورية. ولم تجد دول الخليج المذعورة قاطبة غير صدام بلطجيا" لدى بلاده حدود تتجاوز ألألف كيلومتر مع ايران ، ولا تهمه أرواح البشر لدفعه الى محاربة ايران على قاعدة منا المال وعليك الرجال ، وكأن أرواح العراقيين أرخص من مياه المحيط أو ذرات الرمال الممتدة على سواحل الأنهار ومياه الخليج والبحيرات والمحيطات. وسقط صدام الذي كان يطمح أن يكون زعيما" اسطوريا" للأمة العربية والعالم الثالث في الفخ بغباء ، وظن أنه سيهزم ايران التي كانت تمر بمثل ما يمر به العراق حاليا" من ضعف عسكري بسبب اعادة بناء قواتها المسلحة وخروج عدد كبير جدا" من ضباط الجيش والشرطة والسافاك من الخدمة والتحاقهم بالشاه الذي كان يأمل ويؤملهم بالعودة الى ايران ويسقط نظام حكم الجمهورية الأسلامية. ونقول للكويت التي لا تريد العراق أن يتحرر من البند السابع للقرارات الدولية ولكل من لم يلغ ما يسمى بديونهم على العراق نتيجة تهور صاحبهم الذي أحبوه الى ما يقرب العبادة وصارت شاعراتهم يتغزلن به بصورة فاضحة رغم كونهن قريبات من العائلة الحاكمة وكما فعل شعراؤهم وكتابهم الآخرين ,اصحاب صحفهم ووسائل اعلامهم أن لنا عليكم ديونا" من دماء أبنائنا وأعزائنا بحيث لم يخل دار من شهيد أو عدة شهداء لا تعوضها كل نفوطكم المستخرجة والمخزونه تحت أراض يعود قسم منها لنا وما خزنتم في مصارف الدنيا . لأن دماء شبابنا وشاباتنا وكل عراقي استشهد في الحروب الصدامية أو في سجونه كان تحصيل حاصل لدعمكم المطلق له وتعظيم جنون العظمة والنرجسية فيه. وتم كل ذلك وتخريب البنية التحتية للعراق بسبب تحريضكم له ، والمحرض شريك أصيل في الجريمة. وأنتهز هذه الفرصة لأطلب من حكومتنا المنتخبة بذل كل ما في استطاعتها لأعادة تسليح الجيش العراقي بأفضل وأحدث الأسلحة الغربية بشكل خاص أو من اي مصدر آخر على أن تكون ذات تقنية عالية جدا" . وتدريب الجيش على وسائل الحرب الألكترونية والدبابات والمدفعية ذات القذائف الموجهة بالحاسوب التي لا تخطىء هدفها ابدا" ، والمقذوفات المحمولة على الكتف التي تصطاد الدبابات ومدفعية ودروع العدو من مسافات بعيدة وبتوجيه الحاسوب ونظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية . وتحديث القوة الجوية بتقنية القرن الحادي والعشرين وشراء أحدث أنواع المقاتلات النفاثة لأن البلد الذي لا مخالب مدمرة له ، تتجرأ عليه وعلى أهله الثعالب والفئران. وللحديث صلة حسب تطور الأوضاع.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |