|
نـزار حيدر لفضائيتي (العراقية) و(الفيحاء): الموقف الكويتي الاخير ليس وديا وستندم السعودية على افعالها
نزار حيدر استغرب نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، من الموقف الكويتي الاخير الذي حمله يوم امس الى العاصمة الاميركية واشنطن، مستشار امير دولة الكويت، والداعي الى عرقلة جهود العراق الرامية الى اخراج البلد من تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، قائلا: هل يتصور الكويتيون، ان من الممكن ان ينعموا بالامن والاستقرار، وجارهم العراق منقوص السيادة، قلق وغير مستقر؟ الا يعلمون ان امن الكويت من امن العراق، وان استقرار الكويت من استقراه؟. واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث لمراسلة (العراقية) في العاصمة الاميركية واشنطن، الزميلة ايناس فاضل، في معرض رده على الموقف الكويتي الاخير الذي يسعى الى تحشيد الموقف الدولي ضد مساعي العراق الرامية الى محو آثار حرب تحرير الجارة دولة الكويت، والتي فرضتها الامم المتحدة عليه اثر عدوان النظام البائد عليها: ان الكويت التي لا زالت تبحث عن امنها، لا يمكن ان تجده الا مع عراق آمن ذو سيادة كاملة، اما ان يبقى العراق منقوص السيادة بسبب القرارات الدولية، وتاليا غير قادر على النهوض واعادة بناء ذاته التي دمرتها السياسات الهوجاء التي كان ينتهجها النظام البائد، فان ذلك ضرب من ضروب الخيال، لا يمكن تصوره ابدا، ولذلك فان من مصلحة الكويت، وكذلك، بقية دول المنطقة، ان تساعد العراق على استعادة عافيته كاملة، من خلال دعم موقفه عند المجتمع الدولي ليتخلص في اقرب فرصة ممكنة من كل الاثار السلبية للقرارات الدولية. ان بلدا بلا سيادة، يظل مأزوما، خاصة اذا كان هذا البلد هو العراق الذي يشكل في موقعه وحجمه وثقله محورا مهما في المنطقة، ما يعني ان المنطقة باجمعها ستظل مأزومة، وهذا ليس لصالح احد ابدا، اذ ستبقى، بهذه الحالة، على كف عفريت، قد تنفجر الى ازمات قاتلة في اية لحظة. واستطرد نــــزار حيدر يقول: ليس من الانصاف ان يظل الشعب العراقي يدفع ثمن اخطاء وجرائم ارتكبها النظام البائد بدعم واسناد وتغطية كاملة من قبل الكويت وغيرها من دول الجوار والمنطقة والعالم، فما ذنب العراقيين في جرائم النظام البائد، وهم اول ضحاياه واول من اكتوى بنيرانها، وعلى مدى نيف وثلاثين عاما عجافا حكم فيها نظام الطاغية صدام حسين بالحديد والنار؟. ان رسالة دولة الكويت الاخيرة الى الادارة الاميركية، لا تبعث على الاطمئنان ابدا، بل انها تترك ظلالا من الشكوك وتثير اكثر من علامة استفهام عند العراقيين، الذين ظلوا يدفعون ثمن الدعم الكويتي وامثاله الى جلادهم صدام حسين على مدى سنين طويلة. لقد بذل العراق الجديد الكثير جدا من الجهود السياسية والديبلوماسية من اجل تجاوز آثار الماضي، التي ورثها والمنطقة من النظام البائد، الا ان الكويت وغيرها من دول الجوار تحديدا، تعرف جيدا ان ذلك لا يكفي اذا لم تشفعه بجهود مماثلة، لتتكامل من اجل علاقات جديدة قائمة على اساس حسن الجوار والمصالح المشتركة واحترام الارادات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد، وان كل ذلك لا يمكن تصوره من دون تعاون جاد وبنوايا صادقة، بين العراق ودول الجوار ، التي لم تبذل الى الان، وللاسف الشديد، الجهد الايجابي المطلوب، وان رسالة الكويت الاخيرة، الى الادارة الاميركية، دليل آخر على ما نذهب اليه بهذا الصدد. ونقول بصراحة، فان كل من يعرقل جهود العراق الرامية الى التخلص من ثقل القرارات الدولية، انما يسعى لتدمير العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، وهو بذلك يساهم في وضع العصي في عجلة الديمقراطية الوليدة، كما انه يشارك بذلك في عرقلة الجهود الرامية الى اعادة بناء العراق وتنميته، لان الجميع يعرف جيدا، بان اعادة البناء والتمنية والرفاهية والاستقرار، لا يمكن ان تتحقق بشكل كامل قبل ان يستعيد العراق سيادته كاملة، وان ذلك لا يمكن قبل ان يتم الغاء كامل القرارات الدولية التي صدرت بعيد ارتكاب النظام البائد لحماقاته العدوانية، ولذلك فان العراقيين لا يمكن ان يسكتوا على من يضع العصي في عجلته ابدا، وهو سيميز اصدقاءه من اعدائه من خلال مواقفهم من هذا الملف تحديدا. الجدير بالذكر، ان الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة الاميركية نهاية العام الماضي، نصت على ان تساعد واشنطن بغداد لالغاء كل هذه القرارات الدولية، ليعود العراق بلدا مستقلا يتمتع بكامل سيادته، وان كل دول العالم تسعى لمساعدة العراق على تحقيق ذلك، الا الكويت وعدد آخر من دول الجوار والدول العربية. في سياق متصل، دعا نــــزار حيدر، المملكة العربية السعودية الى اعادة النظر في مواقفها العدوانية من العراق الجديد قبل فوات الاوان. واضاف نــــزار حيدر متحدثا الى قناة (الفيحاء) الفضائية: ستندم السعودية على افعالها المشينة ازاء العراق، ولذلك فان عليها ان تعيد النظر بسياساتها العامة قبل ان تخسر كل شئ. واستطرد نـــزار حيدر، في تعليقه على الموقف الاخير الذي اعلنه العراق يوم امس بشان نفاد مبادراته الرامية الى تحسين العلاقة مع الرياض، قائلا: ان على المملكة العربية السعودية ان ترضخ للامر الواقع وتعترف بالعملية السياسية الجديدة التي يشهدها العراق منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ، وان الرياض تخطئ عندما تظن، مجرد الظن، بامكانية عودة عقارب الساعة في العراق الى الوراء، فلقد ولى زمن سلطة الاقلية، ولم تعد المؤامرات تنفع في هدم البنيان السياسي الجديد الذي انشأه ونهض ببنيانه العراقيون بانهار الدماء ودموع الايتام والارامل، وانات وصرخات الحرائر في مطامير السجون. ان على السعودية ان توقف فورا اذاها للعراق والعراقيين، وان تحترم ارادة العراقيين، فتبادر فورا الى منع فقهاء التكفير من الاستمرار في اصدار فتاوى التكفير التي تحرض المغرر بهم من الشباب على ارتكاب جرائم الارهاب والقتل والتدمير في العراق. كما ان عليها ان توقف فورا كل انواع الدعم المالي واللوجستي لمجموعات العنف والارهاب، متمنين على الحكومة العراقية ان يكون موقفها المتشدد الجديد ضد السياسات السعودية المدمرة، بداية لملاحقة الرياض لارتكابها كل هذه الجرائم بحق العراق وشعبه الابي، وان تكون بداية لنهج اكثر تشددا ضد كل اعداء العراق، بعد ان تثبت للجميع ان الرياض واخواتها لا يفهمون الا لغة التشدد والتصلب، اذ يكفي العراقيين انهار الدماء وصور القتل ومناظر التدمير والهدم..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |