|
الجزء الثاني من اصحاب الامام المهدي عليه السلام من النساء
محمود الربيعي تعتبر المرأة احد عناصر القوة لان لها القابلية على الانتاج والعطاء بما تمتلك من طاقة يدوية وعقلية وذهنية متفتحة صفتها الابداع والقدرة على الاشراف في كثير من الامور ومنها تدبير جميع امور المنزل والمشاركة في تدوير الآلة وأستخدام الماكنة والوقوف الى جانب الرجل في العمل الاداري والفني والمعلوماتي والوظيفي وشغل المناصب المختلفة في كثير من المؤسسات المدنية واحيانا في مؤسسات اخرى ذات طبيعة سياسية وعسكرية او اية طبيعة اخرى. ولم تقتصر مشاركة المرأة على جانب معين او وظائف معينة فقد اثبتت المرأة في جميع مراحل التاريخ انها قادرة على ان تشارك الرجل، فقد حصلت على مراتب رفيعة في الدراسة الجامعية وشغلت وظائف الطب والصيدلة والهندسة، ونالت الدرجات العلمية في مختلف فروع العلم والادب، كما شاركت في اغلب الميادين الفنية والرياضية، بالاضافة الى منزلتها العلمية الدينية حيث كانت في فترات مختلفة فقيهة وعالمة رغم الصعوبات التي تواجهها في العمل خارج المنزل. ولاباس ان نشير الى مشاركة المراة في الانتخابات والتظاهرات العامة، فقد شاركت المراة في حضور خطبة الغدير مع الالاف من المسلمين، وشاركن في البيعة اكثر من مرة وكن حاضرات دائما في كل محفل مهم عصر النبوة والخلافة وحتى في مراحل النضال السلبي في الميدان وخارجه. ومنذ بدء الخلقة كانت المرأة زوجة ومرافقة ونصيرة وصاحبة.. اذ هي وآدم شكلا المزدوج الاول، الذي تشكلت منه هي المزدوجات البشرية حتى نمت على الشكل الحالي،وقد اهتمت كافة الديانات السماوية بالمرأة واولتها العناية الخاصة وخصوصا في عصر بناية الدولة الاسلامية التي اعطت للمرأة مساحة مشاركة اكبر. ويعمل هذا المزدوج المتنامي المنتشر لاداء واجباته ومسؤلياته الاجتماعية ويرعى مكوناته من الآباء والأبناء والأحفاد لهذا كان لهذا المزدوج اهمية كبيرة لتكون الصاحبة والنصيرة. لقد كان من اهتمام الاسلام كدين سماوي ان عزز مكانة المراة في المجتمع فكانت المراة قديسة كمريم ابنة عمران، وملكة عالية المنصب كبلقيس، مستشارة محترمة كآسية بنت مزاحم وكذلك بنات شعيب. وقد لعبت المرأة ادوارا مهمة في دعم الرسالة المحمدية اذ كانت ام المؤمنين خديجة الكبرى اكبر داعم ومؤيد للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيرامرالدعوة، كما كانت أم سلمة المتحدثة عن الرسول صلى الله عليه وىله وسلم وأما فاطمة الزهراء عليها السلام قائدة وخطيبة بكل معنى الكلمة ولها من القدرات العقائدية والسياسية ماجعلها في مقدمة المتكلمين في الحقوق والواجبات والمسؤوليات، ومن نساء المسلمين من عملن كممرضات او يشتغلن في شؤون التجارة من البيع والشراء وعلى ضوء الحياة المدنية عصر تأسيس الدولة. لقد كانت مشاركة النساء في عصر الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم واضحة جدا فقد شاركن في تعزيز الايمان بصاحب الرسالة، ووقفن بجانبه وقدمن التضحيات دفاعا عن المبادئ كما فعلت سمية التي طالتها أيدي جلادي ومجرمي عصرها. ان الحركة المهدوية بمقاييسها العالمية ولكونها اضخم الحركات التاريخية التي ستظهر على مستوى العمل المنظم يتطلب ان يكون هناك شريك للرجل من الجنس الآخر يؤدي مهماته القيادية في صفوف النسوة، وهذا مما يعزز الاعتقاد بأن المراكز التي ستتولاها المرأة هي الحكم والادارة والانخراط في الاعمال الكبيرة التي تليق بالقيادة. وعلى هذا الاساس فان المراة ستكون مشتركة في كافة الخطوط سواء مع القائد العام، أوصفوف القيادة العامة بالمستويات الاعلى مع عيسى والخضر وجبريل وميكال عليهم السلام، وخطوط اخرى كاليماني والخراساني والحسني ، ومع ال313 صاحبا ونصير اومع بقية الخطوط في المستويات الادنى من التنظيمات او القواعد المؤيدة. ومن الطبيعي ان تكون مشاركة المراة واسعة بالسعة الجغرافية والكثافة السكانية للارض ونقصد بذلك اشتراك جميع عناصرالقارات ودول العالم من آسيا واوروبا وافريقيا وغيرذلك من التقسيمات الجغرافية. ونحن نلمس بوادر مشاركة فاعلة من العنصر النسوي في جميع مجالات شؤون الحياة ومنها اهتمامها بالاسلام وبالسلام والعدل والدعوة الى ان تنال المراة كافة حقوقها المشروعة بعد ان سحقتها الحياة العصرية وهمشت دورها اذ ادختلها السياسات والمصالح في عالم تجارة الجسد واللهو الفارغ الذين واسهم ذلك في تعطيل عقولهن وابعادهن عن المشاركة الجدية الفاعلة في البنية الاجتماعية والاسرية مما عرض تلك البنية الى الانهيار والتصدع. وتبرز الحاجة الى اعادة تاهيل النساء ودعوتهن الى تنظيم حياتهن الاسرية مع ضمان كافة حقوقهن الاجتماعية والقانونية والدستورية. ان مشاركة النساء في قيادة الحركة المهدوية مبتنية على اسس منطقية وواقعية وليس من الضروري ان تكون المرأة بطلة في الملاكمة او المصارعة اوعسكرية من الصنف الاول لتكون في صفوف القيادة، فالمهم ان تكون المرأة ضمن القيادة وبالوضع الطبيعي الذي يتناسب والمهمات التي ستكلف بها على المستوى التنظيمي والامني والاستخباراتي وعلى مستويات العلاقات الاخرى المتعلقة بالحركة. ولابد لنا ان نشير الى استنكارنا لكل ممارسة خاطئة باسم الدين تدعو الى العنف والارهاب التي تنطلق من التنظيمات المتطرفة التي تمارس العنف والاعمال الارهابية ضد ألامنين من الابرياء لان هذه الاعمال لاتليق بالحركة المهدوية و ليس لها صلة بالاسلام. فالمراة في صفوف الحركة المهدوية لابد ان تكون متعلمة ومثقفة تفهم الاسلام الذي يقود الحياة بشكل جدلي مقنع يتساير مع الفطرة السليمة ويتقبله المجتمع الانساني ويخدم منهجي العدل والسلم الدوليين، وعلى المراة ان تفهم الحلال والحرام الذي يتلائم مع مفهوم العدل الالهي ولايلتقي مع حالات الظلم. يتبين لنا مما سبق ان صفات النصيرة والصاحبة للامام المهدي عليه السلام هي : اولا: : أن تفهم الدور التاريخي لمسيرة البشرية وتشارك في احداث التوازن في تعاملها مع من يدين بدين آخر غير الاسلام، وبعقائد غيرعقيدة الاسلام ولابد لها ان تكون مثلا يقتدى به في الدعوة الى توحيد الله، والايمان بنظرية العدل الالهي وتعمل لاجل تاسيس دولة الحق والقانون وتفكر في نصرة المستضعفين. ثانيا: ان تكون ذات وعي عقائدي وسياسي وان تكون على قدر عالي من الثقافة الدينية والاجتماعية، ومتتبعة للاحداث السياسية، ولديها خبرة معرفية بحل المشاكل والمعضلات. ثالثا: وأن تكون كفوءة ومتدربة على كثير من المعلومات، وقادرة على استخدام التكنولوجيا العالية ومن ضمنها استخدام الاجهزة الحديثة كوسائل الاتصالات والمواصلات. رابعا: وأن تتمتع بثقافة تنظيمية وحركية وانضباط سري تام. خامسا: أن لاتكون متطرفة او ارهابية، وعليها ان تتمتع بحصانة دينية تمنعها من التصرفات السيئة التي تضر بمصلحة الحركة المهدوية العادلة. وفي النهاية علينا ان لانحجم دور المراة وفق ماتشتهي أنفسنا وعلينا ان نتفهم الحالة الانسانية لها وامكانية مشاركتها الفاعلة في الميادين المختلفة التي تسمح لها القيام بادواراساسية ضمن حدود التشريع الذي يحفظ كرامتها وعزتها ومكانتها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |