|
لماذا نرفض النقد السياسي؟ .. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
هجرا ن محمد تتعدد أنواع وأساليب النقد السياسي فهناك النقد العام والنقد الخاص والنقد الذاتي والنقد الموضوعي والأساليب تختلف من كاتب إلى أخر حسب وجهة النظر الناقد فانه يعبر عن شخصيته واستيعابه وفهمه للأمور قبل إن يعبر عن رأيه في الشخص أو الجهة المنتقدة .فمنهم من يكون نقده هادفا والأخر ساخرا أو يكون في قصيدة مثل ما كان يفعله نزار القباني أو يتهجم ويحاول تشويه صورة المقابل تعبيرا عن انتقاده .ويعتبر فن الكاريكاتير نوعا من النقد المختصر لحدث أو شخص معين . والانتقاد حق مطلق لا قيد فيه ولا شرط. ولا يجوز القول بان هناك أشخاصا أو مؤسسات أو منظمات لا يحق انتقادها لان ذلك وسيلة من وسائل القمع الفكري الحر .وكل العاملين في السياسة معرضون للانتقاد. وعليه نرى بان اغلب الرافضين للنقد هم كبار الشخصيات السياسية لان ذلك يكون عقبة إمام نجاحهم وتكشف نواياهم وتوجههم للرأي العام وكما ذكرنا اختلاف أساليب الناقد فان السياسيين تختلف ردود أفعالهم .فمنهم من يقوم بتأجير مجموعة من أصحاب الأقلام الرخيصة التي تتلذذ في تشويه الآخرين. أو يحاول السياسي المنتقد السكوت وعدم الرد وكأنه لم يتعرض للنقد . أو يقوم بتقديم الحجج ويشرح حقيقة ما كان ينوى ..وهذا متروك للشخص حسب انفتاحه الفكري .. فعلى السياسي الرافض للانتقاد إن يحسب الحساب لكل خطوة وكلمة ينطق بها لأنه صمام الإدارة أو المؤسسة أو الشريحة التي يمثلها ... ولكن الساحة السياسية والإعلامية التركمانية خالية من الانتقاد السياسي وترفضه قطعا وشكلا بحاجة عدم كشف عيوبنا وإسرارنا للآخرين وخاصتنا ولا سيما الأعداء وتعتبره انتهاكا للأمن القومي التركماني وكننا نعيش في كوكب منعزل لا يعرف احد ما نفعله وما نعجز عنه إلا عندما ننتقد أنفسنا . والمتابع للوسط السياسي والإعلامي التركماني يجد بان الذين يكتبون النقد السياسي الخاص بالتركمان هم بعدد أصابع اليد الواحدة .لذا نرى بان الذين يحاولون ذلك بين فترة وأخرى يخفون أسمائهم وشخصيتهم . والسبب في ذلك لأنه يواجه بتهمة العمالة والخيانة للجهات المعادية ويتم تأكيد ذلك من قبل الطرف الثاني وبعض من أشباه شعراء السلاطين المتملقين الجهلة الذين كانوا يكتبون قصائد المدح للأمراء والذم لكل من يعارضهم في سبيل الحصول على كيس من الدراهم .ويدل ذلك على فشل السياسي والمستوى الهزيل لدى أتباعهم ... وأسباب عدم قبول وهضم النقد لدى الساسة التركمان كثيرة ومنه . · الانفتاح الفكري ضيق لدى الأغلبية لقصر مدة عملهم في السياسة . · عدم فهم واستيعاب النقد وذلك لأننا نعيش في مجتمع شرقي يعتبر الانتقاد انتهاكا وإساءة للشخصية . · الحقبة الزمنية التي قضيناها تحت سيطرة النظام المتشدد الرافض للنقد والتي كانت تعتبره خيانة عظمى ويتعرض الناقد إلى العقوبة الشديدة تصل لحد القتل وتعودنا على التصفيق والتأييد لكل ما يفعله المتسلطون . بعكس المجتمعات المنفتحة فكريا وإعلاميا وسياسيا .لذا نلحظ بان اغلب العاملين في السلك السياسي مقلدون أكثر من كونهم ممارسون له وطبعا ما تعود عليه في الماضي أصبح جزءا من شخصيته ..ولكي نقدم مثلا على المجتمعات المنفتحة والقريبة لنا فمثلا تركيا تعتبر من الدول المهتمة بالإعلام وتكثر فيه وسائل الإعلام الحر ويتم انتقاد الدولة والإدارة والشخصيات يوميا على أدنى شيء ويتم تقبل ذلك برحابة صدر ويكون الرد مدروسا تجنبا من السقوط في هاوية الانتقادات الكثيرة .. وبعد مرور 6 سنوات على الاحتلال في العراق وتغيير إدارة الدولة التي ساعدت في الانفتاح والحرية التعبيرية وتعدد وسائل الإعلام أصبح بإمكان الناقد والمفكر والمعارض والسياسي والمواطن من التعبير وكتبت ما يريدون .فإننا نرى ذلك من خلال الصحف والقنوات الفضائية المتعددة والمواقع الالكترونية .ويتمكن المواطنون من الظهور على الشاشات وينتقدون ويرفضون وينددون الحكومة والإدارة ويشتكون من أحوالهم بكل سهولة .ففي الماضي كان المواطن العراقي يخشى إن يشكوا الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأنه سوف يسجن حاله كمثل المتهم بجريمة ... وبقية الساحة السياسية والإعلامية التركمانية هي الوحيدة التي تخلو من حرية وحق الانتقاد ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الاطلاع على الصحف التي له مستوى غير مقبول بالقياس مع الصحف المنتشرة في الأسواق والتي يقبل عليها المواطن والفضائية التركمانية الوحيدة خالية تماما من أي برامج النقد السياسي الخاص بالتركمان بعكس الفضائيات الأخرى وما تقدمه من البرامج التي تشد اهتمام المشاهد .ومن بين عشرات المواقع الالكترونية الخاصة بالتركمان التي لا تقبل نشر أي نقد للساسة التركمان بحجة عدم تطابقه مع ( ميثاق الشرف الصحفي التركماني ) ولكن موقع (bizturkmeniz)هي الوحيدة التي تقوم في مرات قليلة بنشر بعض من هذه الانتقادات . وبالعكس نرى بعض المواقع التي تختص بمواجهة المنتقدين وتقوم بتشويه عام لكل من ينتقد أو يعارض سياسة المؤسسات والأحزاب والشخصيات التركمانية حتى وان كانوا يدركون بان هؤلاء صادقون ولماذا لا يتم اعتبر ذلك خروجا عن الميثاق . ومن أهم الأسباب لكل هذا هو. · سيطرة القطب الواحد على اغلب المؤسسات السياسية والإعلامية مما يضمن لهم عدم نشر ما لا يرغبون فيه وبالعكس يستطيعون الهجوم على معارضيهم ويحاصرونهم إعلاميا مما يكون سببا في طمس نشاطات فئة غير مرغوبة · استغلال وسائل الإعلام في سبيل الدعية الشخصية وذلك من خلال جلب أشخاص غير أخصائيين في المجال الإعلامي بالتالي يضمون الولاء والسيطرة الكاملة . ولكي يكون للإعلامي والكاتب والناقد التركماني الدور المتميز في شرح وكشف الأمور للقراء والمواطن والسياسي يجب القيام بما يلي . أولا . يجب على الذين يمارسون النقد العام في الشأن التركماني التحرر من عقدة الخوف الموجودة في أنفسهم وكتابة أسمائهم على أطروحاتهم وانتقاداتهم لأنهم لا يرتكبون جريمة بل يمارسون حقا من حقوقهم المشروعة بالتالي سيكون لكتابتهم المصداقية التامة. لان الجهة المقابلة ستشكك في شخصية وولاء الكاتب الذي يخفي نفسه . ثانيا.قيام وسائل الإعلام وبالأخص المواقع الالكترونية التي له الدور الكبير بفتح المجال ونشر جميع الآراء والأفكار لان ذلك يعبر عن رأي الكاتب والإدارة لا تتحمل المسؤولية في ذلك . (( الظلام لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة ))
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |