|
ألاتفاقية ألأمنية وألاختبار الصعب..
محمود غازي سعدالدين/ دهوك / العراق لعل المتابع للأحداث الجارية على الساحة العراقية وما حصل من خروقات طالت محافظات شهدت نوعا لأبأس من ألاستقرار ألأمني كالناصرية وكربلاء يعد تحولا في نشاط الجماعات ألإرهابية والمسلحة التي لا تألوا جهدا في سبيل إفشال العملية السياسية الديمقراطية وفرض أجندات تخدم هذه الطائفة أو تلك القومية . هذه الخروقات تطرح أسئلة عديدة حول كيفية حصولها والتوقيت منها ولمصلحة من تصب هذه ألإعمال ألإرهابية ؟ لعل المشاركين في العملية السياسية من كتل وتيارات إسلامية وقومية وعلمانية وأحزاب وشخصيات مستقلة جميعها متفقة وما برحت تتسابق في الظهور على شاشات الفضائيات ليستنكروا ويدينوا مثل هذه الجرائم كل يبرأ ساحته ويلمحوا بتلميحات وتصريحات عامة أكل عليها الدهر وشرب من قبيل أن هذه الجرائم والأعمال تستهدف العملية السياسية وتقويضها ومن لا يؤمن بالعملية بالديمقراطية ويأتي من يكرس لنظرية المؤامرة وأن هناك أجندات خارجية هدفها إجهاض وتقويض مسيرة الديمقراطية الواعدة داخل البلد حتى أصبحت ظاهرة ألإدلاء بالتصريحات المنمقة داءا أصيب به معظم مسئولينا يشغلون مؤسسات ووظائف الحكومة محسوبين على جميع الجهات دون أيجاد الحلول والسبل التي توقف وتكشف من يقف وراء هذه ألأعمال ألإجرامية. بلا شك نتفق أن هناك أجندات خارجية من دول جوار العراق كالسعودية وإيران وسوريا وإن اختلفت توجهاتها جميعا في كيفية إفشال العملية الديمقراطية بعيد تحرير العراق في 9/4/ 2003 ومعادلتهم تلك تفضي إلى نتيجة واحدة . السعودية التي جل همها ترويج الطائفية ودعم جماعات إرهابية تستهدف بشكل رئيسي الشيعة دون استثناء وتحاول أيضا تمرير مخطط خبيث عبر أطراف داخلية من قبيل استهداف تيارات وشخصيات محسوبة على أهل السنة وتيارت معتدلة أخرى بغية خلق حرب طائفية بين هذا المكون وذاك ولا يخفى على أحد تبني مجموعات كبيرة من علماء وفقهاء ألإرهاب في هذه الدولة في دعم وإصدار الفتاوى التي تروج للقتل الطائفي. أما سوريا التي احتضنت كوادر من حزب البعث الإجرامي وشخصيات مطلوبة أمام القضاء العراقي معروفة بنفسها الحاقد على عملية تحرير العراق على غرار شيخ ألإرهاب الضاري ومشعان الجبوري تدعم جماعات مسلحة لها قنوات فضائية من قبيل قناة الراي ألإرهابية تروج لعمليات مسلحة تهدد ألاستقرار والسلام في العراق. أما أيران التي ما فتأت تناوئ كل ما ترتب من عملية (احتلال العراق) حسب تعبيرات ولي الفقيه وفضائيات وأحزاب مدعومة وتتلقى دعما ماليا خفيا واسعا من هذه الدولة , لا زالت تعيث في العراق فسادا ولا يمر يوم من ألأيام إلا ونحن نسمع عن اعتقال عدد من المجاميع الخاصة التي تدرب في إيران للقيام بأعمال إرهابية على قدر عال من الحرفية واستهداف قوات التحالف والجيش العراقي بعبوات ناسفة في بعض مناطق الجنوب والموصل وديالى , وكذلك القيام باغتيالات منتقاة حسب الظرف والزمان بعد كل هذا لعله ما زال هناك العديد من المشاركين في العملية السياسية لا زالوا يدافعون عن سياسات إيران العدائية تجاه العملية السياسية برمتها في العراق ولم يبخلوا في التصريح مرارا وتكرارا في أقامة أقوى العلاقات التجارية والاقتصادية مع دولة ولاية (الفقيه) بل ومنح عقود ألاستثمار لشركات إيرانية. لعله لم يعد هناك غموض ولبس في أن إيران تلعب دورا تخريبيا داخل العراق من شماله إلى جنوبه ولا زلنا نتذكر اعتقال عددا من الموظفين ألإيرانيين في كل مدينتي أربيل والسليمانية من قبل ألقوات ألأمريكية والتي أكدت وزارة الدفاع ألأمريكية ووزارة الخارجية في حينه بأن لهؤلاء الموظفين دورا في تسهيل وعبور الجماعات الإرهابية واستهداف قوات التحالف والجيش العراقي في مناطق عدة من العراق , فكيف بها ولا تخترق مدن الجنوب وهناك أحزاب لا تخفي ولائها لدولة ولاية( إل ... فقيه) سرا وعلانية. ما يهم المواطن العراقي ليس ألإدلاء بالتصريحات من هذا المسئول أو ذاك , وما يهم العراقيين ان يرتفع الحس الوطني لدى هؤلاء والشعور بمعاناة المواطن العراقي المغلوب على أمره وإيقاف نزيف الدم المتواصل بسبب مجاملات وسياسة التوافق الفاشلة التي التي أصبحت عالة على تكوين ووضع أسس دولة حديثة وديمقراطية بمعناها الحقيقي. نحن على أعتاب تطبيق بنود ألاتفاقية ألأمنية بين العراق والولايات المتحدة التي تتضمن بنودها خروج معظم قوات التحالف كافة إلى خارج المدن الرئيسية وتحديد قواعد لها تتحرك من خلالها بمعية وتنسيق كامل مع القوات العراقية التي ستتحمل على عاتقها مسؤولية حفظ ألأمن داخل المدن التي ستنسحب منها ,لاشك إن هذه لها نتائج ايجابية على الوضع ألأمني كون تطبيق هذه الخطوة سوف يسحب البساط من تحت أرجل من يدعون أنفسهم تبنيهم للمقاومة اللا شريفة وسيجعل مهمتهم في استهداف هذه القوات أصعب بحكم أنها سوف تتحصن في مواقع عصية وثكنات يصعب الوصول لينصب الجهد من قبلهم وبالتنسيق الكامل مع القوات العراقية الوطنية على الجهد ألاستخباراتي في كشف على كافة الصعود لكشف الجهات التي تقف من وراء العمليات ألإجرامية التي تستهدف ألإنسان بما فيهم قوات التحالف. لعل المسئولين ألأمنيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء وقادة أمنيون آخرون صرحوا مرارا حول جهوزية القوات ألأمنية في استلام الملف ألأمني داخل جميع المحافظات التي ستنسحب منها قوات التحالف ولعلنا هنا نؤكد انه لابد من عدم ألإفراط في التفاؤل في هذا الصدد في ظل وجود خروقات في الأجهزة ألأمنية بما فيها اجهزة وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات , وفي ظل وجود أفراد ضمن الهرم العلوي لهذه الأجهزة ليس ولائهم إلى الوطن والمواطن وبناءهما , بل ولائهم يعود إلى الحزب والطائفة والقومية , في ظل ما ذكرناه لابد وكما قلنا عدم ألإفراط في قدرة وجاهزية قوات ألأمن العراقية في مسك الملفات ألأمنية في محافظات شهدت وتشهد أعمالا إرهابية يومية كالموصل وديالى وكركوك وبغداد وعلى الحكومة العراقية من وضع برنامج منظم وأن يكون هناك تنسيق كامل مع قوات التحالف في تسخير الجهد ألاستخباراتي بشكل أكبر لكشف الخلايا الإجرامية المتبقية التي استطاعت من القيام بأعمال إرهابية في مدن الناصرية وكربلاء واختتمت جرائمها من استهداف النائب حارث ألعبيدي في مسجد الشواف في وسط العاصمة بغداد بوجود أعداد من حمايته الشخصية . الظرف والزمان والمكان لا يسمحان البتة بالتفاؤل في ألاستغناء عن قوات التحالف بل لابد إن يكون هناك برنامج واسع لمكافحة المجاميع ألإرهابية المتبقية والتي تتستر وراء أجندات مختلفة ومن ثم متابعة مصادر تمويلها في ظل تمتع معظم المحافظات بنوع من الاستقرار ألأمني, القوات العراقية الوطنية إمام امتحان صعب ولا نشك في إن قدرات ألأجهزة الأمنية باتت في حال أفضل مما كانت عليه في قبل سنتين وسوف تحاول المجموعات ألإرهابية من استغلال نقاط الضعف في الملف ألأمني لغرض اختراقها وتنفيذ أجنداتها في ظل استمرار لتجاذبات والخلافات بين الكتل (الكون كريتية) وبقاء المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان لنقف على مفترق طرق بين من يؤمن بالإنسان والوطن والمواطنة كمعيار أساس وبين من يؤثر مصالحه وتنفيذ أجنداته على حساب بناء الدولة الحديثة التي سيكون الهدف ألأسمى وتكريس ثقافة المواطنة والقانون وتطبيق العدالة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |