|
فوز أحمدي نجاد نصر للمستضعفين د. حامد العطية اليوم يحتفل الايرانيون بالفوز الساحق لمرشحهم أحمدي نجاد، وسيشاركهم الفرح كثيرون، في الدول العربية والاسلامية وبعض النظم الرافضة للهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية والجنوبية، وبالمقابل سيحزن الأمريكان والغربيون والصهاينة وعملائهم من أعراب النفط وما يعرف بجبهة "الاعتدال" والوهابيون المكفرون والطائفيون الحاقدون على الشيعة وبعض شيعة الحكومة في العراق الذين يخشون من انتصار مماثل للشيعة المستضعفين في بلدهم. لم يفز أحمدي نجاد لأنه حقق ازدهاراً اقتصادياً، على النمط الغربي الاستغلالي والاستهلاكي، فقد بذلت القوى المعادية كل ما في وسعها لتخريب اقتصاده، وأولهم امريكا التي اشغلت الإيرانيين بحرب الثمان سنوات التي شنها عميلهم الطاغية صدام، ولو كان اقتصاد ايران مرتبطاً بالغرب كما ارادوا لرأيته متصدعاً متهاوياً مثل كل الدول الغربية والمرتبطة بها، كما لم ينتصر أحمدي نجاد لأنه أنجز كافة اهداف البرنامج النووي، فالموضوع طي الكتمان، وعند الضرورة سيعلم الأمريكان والصهاينة أي منقلب ينقلبون فيما لو أقدموا على حماقة الهجوم على منشآت إيران النووية، لكني أجزم بأن احمدي نجاد فاز لأنه نطق نيابة عن المستضعفين، ودافع عن المظلومين، وانتصر للمحرومين، وتحدى المستكبرين، وفضح الجائرين، فكان الصوت المدوي لمن لا صوت له، وعندما أدلى اربعة وعشرون مليون ناخباً بأصواتهم له كانت صورته وهو يقف خطيباً في مؤتمر دوربان ماثلة في أذهانهم. عندما أعتلى الرئيس الإيراني احمدي نجاد منصة الخطاب في مؤتمر دوربان لمناهضة العنصرية لم يحبس الأمريكان وحلفاؤهم أنفاسهم ، فهم لم يمنوا أنفسهم بتغيير موقفه، ولم ينتظروا منه تعديل خطابه، كانوا متأكدين بأنهم سيسمعون منه كل ما يكرهون، وتوقعوا أن يصك اسماعهم بمواقفهم القوية، وكعادته لن يجامل أو يوارب أو يتغاضى، وهم يعرفون ثباته على المباديء، وقد اختبروا صلابة معدنه من قبل، فلا قيمة لكل "جزر" امريكا وحلفائها في عينه، كما لم ولن تخيفه كل عصيها وهراواتها الغليظة، لأنه هو وقومه متوكلون على الله، وحسبهم الله ونعم الوكيل. لأنهم يعرفون أحمدي نجاد وقومه خير المعرفة كان الأمريكان وحلفائهم متهيئون، فما ان سمعوا بنيته حضور مؤتمر دوربان حتى أعلنوا حالة التأهب القصوى بين صفوفهم، أعدوا العدة، ورسموا الخطة، وتوزعوا الأدوار بينهم، فأمريكا وكندا والكيان الصهيوني وألمانيا وإيطاليا وهولندا قاطعت المؤتمر، فيما شاركت بعض الدول الأوروربية بنية التخريب والتشويش، واكتفت حكومات بعض الدول العربية بإرسال وفود رمزية، وكأن عنصرية الكيان الصهيوني أمر لا يعنيها أو لا يهمها، وهؤلاء الإعراب ينطبق عليهم القول: من اجل عيون أمريكا والصهاينة فلتنطفأ عيون كل الفلسطينيين. وحانت ساعة إلقاء أحمدي نجاد لخطابه، فما نطق إلا حقاً، وما تفوه إلا صدقاً، وما دعا لغير العدل، وما وصف إلا الواقع، ولقد انصف المظلومين، وانتصر للمستضعفين، ووقف مع المحرومين، وتعاطف مع المقهورين، وتضامن مع المضطهدين، ، وتصدى للطواغيات و المستكبرين، لم تأخذه في الحق لومة لائم، جابه من دون تردد، وتكلم من دون تلجلج، وخاطب من دون مواربة، لم يخف بطش الأقوياء المستكبرين، ولم يخشى انتقام المتسلطين الجبارين. طالب بإرجاع الحق لأهله، وإعادة الأرض السليبة لأصحابها، ونادى بالكف عن التغاضي عن مغتصبي الحقوق، فلا أحد فوق العدل والحق، والحق يعلو ولا يعلى عليه، وليس من حق مظلوم أن يظلم غيره، ولا يمحي ظلم بظلم، بل يضاعفه، وإن أراد الأوروبيون الظالمون إنصاف ضحاياهم من اليهود، فليقتطعوا من أرضهم وطناً لهم لا من أرض الفلسطينيين العرب. عندما رقص بعض المهرجين، من الصهاينة والشواذ، تشويشاً على خطبة أحمدي نجاد، وخرجت وفود الدول الأوروبية احتجاجاً على قوله الحق، قلنا حضر أحمدي نجاد فهربت الشياطين. لم ينتصر أحمدي نجاد وحده في الانتخابات الايرانية، فقد انتصر معه النظام الاسلامي السياسي، والنظام الاقتصادي غير المرتبط بالاقتصاد الغربي، والثقافة الاسلامية الوطنية الرافضة لترهات الغرب، كما شارك في النصر المستضعفون العراقيون، في مدينة الصدر وغيرها من مدن وقرى العراق المحرومة، وظفر أحمدي نجاد انتصار لرافضي الركوع للهيمنة الأمريكية والخضوع للإملاءات الصهيونية وناقوس خطر لكل الأنظمة المستبدة في العالمين العربي والاسلامي، في انتصار أحمدي نجاد نصر لكل المستضعفين وقضاياهم وهزيمة للأمريكان والصهاينة وكل المستكبرين، لذا أحمد الله على فوز أحمدي نجاد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |