قل هو الله أحد .. التوحيد الاسلامي في اتجهاته الاربعة .. 2/1

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

لسورة الاخلاص او التوحيد في القرءان الكريم أهمية خاصة من جهة، وثقل فريد من نوعه من جهة أخرى، حيث ورد الكثير أسلاميا في فضل هذه السورة العجيبة، ووزنها الفكري والعملي في منظومة الطرح الاسلامي، وكذا لما لسورة الاخلاص من توجه محدد يُعنى فقط بمسألة (التوحيد) والذي هو أول ركن او أصل من اصول الدين في المدرسة الاسلامية، فإنه لايخفى ان الاسلام أولا واخيرا هو دين التوحيد في كل شيئ لاسيما في جانب العقيدة الدينية والفكرية للانسان في هذه الحياة !.

نعم كذالك مفهوم أسم (الاخلاص) لهذه السورة القرءانية المباركة هو كذالك سِمة أخرى مضافا لما تحمله هذه السورة من مميزات على غيرها من انها تختزل مضمون الاخلاص في التوحيد والعبادة لله سبحانه وتعالى وهو الذي يعني في احد معانيه الصفاء من الشوائب في موضوعة العبادة والتوحيد !.

ولاجل كل تلك المعاني وغيرها تميزت سورة التوحيد او الاخلاص عن غيرها انها من السور التي تعدل ثلث القرءان كما ورد عن أئمة اهل البيت عليهم السلام، في قول الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب ع حيث قال: (قل هو الله أحد ثلث القرآن / تفسير الصافي)) !.

وكذالك فإن سورة الاخلاص والتوحيد هذه ومن مميزاتها الكثيرة انها شكلت الميزان الاعلى لموضوعة التوحيد في الاسلام بحيث انها أسست للتوحيد الاسلامي الاصيل قبل ان تدخل بعض المدارس الضالة القديمة والحديثة بافكار غريبة لتشوّه من موضوعة التوحيد وتمسخ وجوده وتروضه سياسيا للفتنة بين المسلمين لتلبسه اجتهادات وفهومات غريبة على الاسلام في التوحيد، ولهذا ورد عن الامام السجاد علي بن الحسين زين العابدين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام جميعا قوله عندما سُئل عن التوحيد فقال :(( ان الله عزوجل علم انه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله قل هو الله أحد والايات من سورة الحديد الى قوله عليم بذات الصدور فمن رام وراء ذالك فقد هلك / الكافي )). ليدلل عليه السلام من جهة أخرى ان التوحيد في الاسلام خاضع لما طرحته الشريعة الاسلامية من تصورات لهذا التوحيد، وليس هو خاضع لاجتهادات فكرية بشرية تراه كيفما استحسنته من تصورات لتدخل فيه زيارة القبور (مثلا) لتعتبرها صورة من صور الشرك بالله سبحانه كما نقراه هذه الايام ونسمعه، ولهذا قال امام العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين الشهيد ع: (( فمن رام وراء ذالك ( من الفهم القرءاني الخالص ) فقد هلك )) باعتبار ان قضية التوحيد في الاسلام على اساسها تبنى الكثير من الاحكام الاسلامية في المجتمع، ومن هنا تكفلّ الله سبحانه وتعالى بذاته العالية شرح مايريده من توحيد في القرءان الكريم، ولم يتركه لعقل الانسان يقلبه كيفما شاء، ويجتلبه كيفما اتفقت مصالحه !.

ومن هنا مثلت في الماضي السحيق سورة الاخلاص القرآنية الميزان الاعلى لقضية التوحيد، كما مثلت سورة التوحيد الدواء الشافي لقضية الاخلاص لهذا التوحيد وكيفية فهمه وطبقات تواجده واتجاهاته المتعددة في داخل الحركة الانسانية !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com