|
التـَّوارد لدى السـَّيـِّد الوالِد محسن ظافرغريب في البَدء كان دَفق دِفء مَلـَكـَة الكـَلِمَة اللـَّدنية، مِنْ لـَدُن الربّ الأبّ في العهدين القديم والجديد، وفي "القرآن" المبين - فقه لغة ولغة فقه، نثر وسجع شعر، وشرع الشـَّارع الأقدس - ، قرآننا (الأكثر Modern)، الذي تبنى حتى سجع الكُهـّان، رُغم سنته الحَسَنة القائلة: قصائد عصر الجاهلية العشر الشهيرة، وصفوتها المعلقات السبع، كلها في توكيد الذات بالحماسة والفروسية، وبعضها للقبيلة في الفخر و كان "الحارث بن حلزة" و "عمرو بن كلثوم" أكثر التصاقاً بالقبلية. ينتمي الحارث لقبيلة بكر بن وائل، وكانت ضد قبيلة تغلب في حرب "البسوس" لأربعين حولاً!، وأصلح بينهما ملك الحيرة الطاغية "عمرو بن هند"، أخذ/ اشترط عليهما مواثيق، أن تـُرهنا لديه بين سبعين ومئة من أبنائها، فإذا عدت إحداهما على الأخرى سلم أبناء القبيلة العادية رهائنا لغريمتها، فأهلكهم القيظ، فـُتطالب بكراً بديتهم، أبت بكر، وكادتا (القبيلتان) تعودان للحرب، بيد أنهما احتكمتا لعمرو بن هند ذاته!، فجاء عن تغلب "عمرو بن كلثوم"، وجاء عن بكر "هرم بن سنان"، من بني ثعلبة. الأخير لم يحسن الدفاع عن قبيلته، فأغضب عمرواً بن هند بما قاله في مجلسه، وكاد يضيع حق قبيلة بكر، فنهض "الحارث بن حلزة" وأنشد قصيدته فأحسن ولم يك مُكلفاً من قبل قبيلته في ذاك المجلس، ولم يكن "عمرو بن هند" ليقبل حضوره مجلسه، لأن به برص، وهو ملك لا يحب النظر إلى من به سوء، وطفق يلقي قصيده من خلف حجاب، فأذن الملك برفع الحجاب وأدناه منه. قصيد "عمرو بن كلثوم" فيه فخر غال بالقبيلة، بضمير الجمع (نحن) فهو سيد تغلب، اختطّ (عمرو بن هند) إهانته بحضرة قبيلته. فقد دعاه يستضيفه، وطلب منه أن يأتي بأمّه (ليلى بنت مهلهل بن ربيعة) بضيافة أمّه (هند). الخطة أن تهين هند (أمّ عمرو الملك) ليلى (أمّ الشّاعر)، على مسمع منه، ولم تقبل "ليلى" الإهانة، فاستغاثت: "وا ذلاه . . يا لتغلب!"، فامتشق الشاعر سيفاً معلّقمّاً في رواق الملك لم يكن ثمة غيره، ضربه على رأس "عمرو بن هند" فقتله!. هبَّ من كان من قومه فانتهبوا وساقوا معهم نجائب الملك وعادوا من حيث أتوا. رأى وسمع "زهير بن أبي سلمى" أهوال حرب عبس وذبيان، وما كادت تضع الحربُ أوزارها حتى نُفخ اُوارها، لولا حكمة "الحارث بن عوف" و"هرم بن سنان" (من عبس)، حين قبلا دية رجل منهم قتلهُ رجل من ذبيان ثأراً لأخيه الذي كان قد قُتل في تلكم الحرب، فمدح زهير وهو في الثمانين من عمره الرجلين في أبيات قليلة من قصيدته، تذكر ذبيان بأهوال الحرب. وبلغ الشـِّعر العربي (سنام النـّاقة) في ذروة مجده، فهو عادة يبدأ بالوقوف على الأطلال، أو بالنسيب والتشبيب بالغزل، أو بوصف ظعن الحبيبة و وصف مجلس شراب حضره الشاعر، أو تذكر سني الشباب. ثم ينتقل لوصف ناقته، وهي حله وشاهده يوم البعث الجاهلي. وتشبيه ناقته ببقر ٍ وحشي، أو نعام ٍ، أو حمار وحش، في موقف درامي تتجلى فيه صور الصراع لأجل البقاء، كما في معلقتي (الأعشى ولبيد بن ربيعة) . . وكما الفخر بالقبيلة في ثلث أطول معلقة فخر في قصيدة جاهلية (للأعشى) عدد أبياتها أربعة وستين بيتاً، بعد معلقة "عمرو بن كلثوم". والفخر بأحد عشر بيتاً من معلقة "لبيد" التي أبياتها ثمانية وثمانين بيتاً. الشاعر الجاهلي (كعبيد بن الأبرص والحارث بن حلزة وزهير بن أبي سلمى ولبيد بن ربيعة وأبو ذؤيب الهذلي)، جواب آفاق شبه جزيرة العرب، يفد أسواق المواسم، والحضر في اليمن والعراق والشام، يلج حاناتها، وينادم ملوكها، وكثيراً ما كان يحسن القراءة والكتابة، يحس بحزن الموت، بالزمن، بإبداع تجريدي لماماً، فبات الكثير من أبياته أمثلة عصره وحتى الآن. بلغ الشـِّعر سنام النـّاقة ذروة مجده بصبر الجـِّمال الجميل، ليصل مدينة السـَّلام حُرَّة الدُّنيا "بغداد"، عاصمة الدَّولة العباسية التي سادت قيادة جمهورية الزمن الأوَّل الذي تحوَّل؛ ممثلة بالأب القائد القائم بغير أوانه، الجواد بالرّوح قبل أوانه، الذي ما استحقه أوانه!، و"العجب!" عند (العجم/ العرب): أن سيادته وقيادته لم يُفتديا بالدَّم و لا بالفم الأعجم، فضاعتا، وأيّ فتى أضعنا في يوم كريهة بغيّ الإنقلابات (مجازاً وتجاوزاً: عروس الثورات 8 شباط الأسود 1963م!)، فضاع دفء بيئة رحم الحمى الحبيب الرحيم وضعنا في شتاءات الشـَّتات على شتى مشاربنا، أعني بالقائد، وهل يخفى بدر الليلة الظلماء، صمـّام أمان السـّلطة الحسناء الرَّعناء، القاسم المشترك الأعظم الذي ليس رقماً مُرقناً ولا قابل القسمة، مؤسس جمهوية فوق الميول وفوق عرَض سمسرة السَّاسة وفوق عين نجَس الأدلجة والفئوية والمحاصصة، ( الجنرال! والسنـّي!! الذي وحَّدهُ الشـِّيعة قائداً وناصراً!، ولم يَلد! ولم يولد! ولم يكن لهُ خلَفاً كفواً أحداً!!، المؤسس "عبدالكريم قاسم" (قـُدّس سرّ نفسه الزكية الذي قـُدَّ من مَعدِن عراقي بامتياز، مؤسس "جمهورية العراق" في ذكرى 7 قرون من الزمن، على حيف وسيف غزو المغول، صيف 1958م، لينبجس أوَّل إتحاد لأدباء العراق برعاية الزعيم الخالد (قاسم) و ريادة ورياسة شاعر عرب القرن الماضي (الجوهري الكبير)، ثـَمـَّت لتظهر على ديدن الشـِّعر العربي كله، ريادة الشـِّعر الحر، ممثلة بالسَّيَّاب ونازك الملائكة، مع بزوغ حرية الوطن العراقي العريق، بؤرة شعاع محيطه ومضارب بُداة الأطراف الجُفاة، وعموم مشرق الشمس، و ليتجاوز جواد الإيقاع الأصيل كبوته مثنى وثلاث ورباع َ، ما طاب لهُ، على أن يعدل بوحدانية الشـّعور، و حسبهُ ختم الإبداع، سمة العصر في كلِّ مِصر، على حَدِّ توصيف الوصيف المبروك/ أوَّل أسود يسود البيت الأبيض يُدعى "باراك حسين اُسامة اُوباما" لدى زيارته منطقتنا صيف 2009م، صدقَ فأل قوله أو نفل؛ فالإبداع الجواد المُكرَّس للنـَّدى وجلالة المَـلـَكـَة ومأسسة المجتمع المدني سلطتان: رابعة وخامسة لا رتل رابع ولا طابور خامس، بل قل: الإبداعُ سلطتان؛ حَصان حرية مصون . . باع . . يراع. قال أحد أصحاب مُعلقات الكعبة في الجَّاهلية الجهلاء (إلأ مِن رهافة الشـّعور) "عنترة بن شداد العبسي" في مُستهل قصيد الحماسة:" أنا في الحرب العوانِ/ غير مجهول المكانِ" حتى يصل لوصفه الأرض المضرجة:" . . و إذا ما الأرضُ صارتْ وردة ًمثل الدّهان!"، (لتأتي بعد ذلك سورة الرَّحمن- آية 37 لتقول: " فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ"/ فبأي آلاء ربكما تكذبان؟! - سؤال استنكاري -، مع مراعاة قافية قصيدة عنترة أيضاً!. إذا كان القرآن يؤاخذ أنبياء رسالات الله المعصومين (ع) على هذا النحو: ". . وعَصى آدم ربّه فَغوى"، ولم يقل عنه (ع):" وكان سعيكم مَشكُورا" . . "ضَرب الله مَثلاً للّذين كَفروا امرأة نوح وامرأة لوٍط كانَتا تَحت عَبْديِن من عِبادِنا صالِحين فَخانتاهُما فَلم يُغنيا عَنهما مِن الله شيئا وقيل ادخُلا النار مع الداخلين . . وإذْ قال إبراهيم ربِّ أرني كَيفَ تَحي الموتى قال أو لَمْ تُؤمن قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي .. فَخَرجَ مِنها خائفا يترقّب . . وَمِنَ الّناسِ مَنْ يشَري نفسهُ ابتغاء مَرضات الله: . . يا داود إنّا جَعلناك َليفة في الأرض فاحكم بين النّاس بالحقِّ ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله: في رجلين رجل كان له كَرم والآخر، فنفشت الغنم بالكَرم رعته فاحتكما إلى داود فقال: تُباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتّى يعود إلى ما كان عليه، فقال له ولده: لا يا أبة بل يؤخذ من لبنها وصوفها: .. ففهّمناها سليمان: .. ربِّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون عُلوّاً في الأرض ولا فساد .. إذْ قالَ الله يا عيسى ابن مريم أأنت قُلت للنّاسِ اتّخذوني واُمّي إلهين مِنْ دُون الله قال سُبحانك ما يَكون لي أنْ أقول ما لَيسَ لي بِحق إن كُنت قلته فقَد عَلمته تَعلم ما في نَفسي ولا أعلمُ ما في نفسك إنّك أنتَ علاّم الغيوب، ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به"!. إذا كان الحال هكذا، فإن الربّ يؤاخذ أمثالي، كما آخذني الأبُ على جعل الفاعل مفعولاً (به) في موضوع "أمين(*) سِرَّة -فيحاء- الصَّافية" الذي نضدتهُ على الحاسب الآلي، عن قبر الإمام علي (ع) الذي بعد اكتشافه، " بدأ المسلمون زيارته .. "!. أوَّل الغيث قطر ثم ينهمر المطر كوقع الحافر على الحافر وتناص وتبعيض في رحاب أفق ثر على الأثر، ثروة وثيمة وحرز وتميمة وثورة إتصالات مُذ رمزها المعرفي الحضاري المدني البابلي السومري الرّافدي العراقي عريق العرق غير النـّقي مِن توارد الخواطر الوارد، الطـَّاعن فيما قبل التـّاريخ أوَّل عجلة سارت بانسيابية سالكة حيث (لاغرو وفخر!) ولا ماركة مسجلة ولا براءة اختراع ولا صاحب امتاز!، في شِركة معرفية إنسانيَّة يكون مادتها وغايتها الإنسان، وضالته "المعلومة" ولو كانت عند "مكبّ القـُمامة" ("الإنترنت!"، على رأي الرئيس "نوري المالكي"!) على قارعة بَدء تاريخ طريق قريتنا العصريَّة الكونيَّة مِنْ أب الدنيا. كان (ابن تمام) صوت الحكمة، و (البحتري) صوت الشعر، و (المتنبي) الصدى الأبعد والأبدع مما كان. فالصوت الأصل، والوضوء، فلا تجزي من صدى ، ظلال حمولة مساقط شلالات الوضوء بالضوء، تيمم صعيداً طيباً في حكم الشرع والشعر لدى شاغل الدنيا شيخي "المتنبي"، و مساءلته:" أمات الموت أم ذعر الذعر؟!!"، وتناصَّ التـَّوارد و ِرد و مورد وارد: كمساءلة الشاعر الانجليزي Donne:" أيـُّهذا الموت، إنك ميت لا محالة":"death, Thou Shalt Die ". ذاكَ الشـَّاب الشـَّاعر كان قاطعاً للطـّرق "مالك بن الرَّيب"، بعيد عنـَّا زماناً، يرثي و ينعي نفسه و يوصي صاحبيه في رائعته الأشهر: القصيد لأصل مادتي هذي، للسـَّيـِّد الوالِد "ظـافر غريب": غـُسل ٌ يـُجْزي عن الوضوء لـَعَمْري هلا أنبيك ِ - لاهايَ - ما بـيـا ؟! * * * و قد بتُّ - لا " الفيحاءُ " - إنساناً ناجيـا! ___________________________________________________________ ملح الأرض رقيقها، ثاروا على تطفيف الإقطاع، كما ثار الإبداع على بخس الجهد اليدوي الرث، ربيب بعث قادسية حزب الحرب، ملقاً وزُلفى ورياء قائد الضرر، ويل وكلكل ليل وثبور وعظائم اُمور اُم المهالك، تطفيف وبخس نص يخرج بإسم مبدعه من دائرة المحاباة الحزبية المرتدة والفئوية المقيتة، فلا يثق القلب الذكي الزكي، بدعوى إحجية الحياد والغول والعنقاء والخِـل الوفي، لتلميع وجوه شاهت وتسويغ تسويق بضاعة فاسدة الصلاحية، في مزاد علني قائم على الغش وبهتان المروءة والندليس كسفاح مع شهود زور؛ فهو مَزاد مِهرجانات: تبار ٍ بائر ٍ باطل باطل، طالق بالثلاث في دارمي فلاحي، واجد ٌ على إقطاعيّ (رياض/ مروج) وُلِدت بعملية ٍ قيصرية ٍ في سبع ٍ عُجاف ٍ سابقة ٍ، أسفي عليها - أزرع بصل بالگاع تطلع بتيته ... لك شلي بالبطيخ، شكراً جزيلاً - من أطاع الواشي ضيَع الصديق: If you listen to the telltale you will lose the friend
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |