|
الوطنية والطائفية اسطوانة متداولة لماذا تقال؟
احمد مهدي الياسري كثيرا مانسمع ونقرا هاتين المفردتين " الوطنية والطائفية " في الحوارات والسجالات والمزايدات والكتابات التي يتناولها الساسة والاعلام والمهتمين في الشأن العراقي من عراقيين داخل الوطن, هناك من يستخدمهما مطالبا بتعزيز وترسيخ الاولى ونبذ والغاء الثانية وهناك من يستخدم هاتين المفردتين بصورة تثير وتطرح تساؤلات كبيرة امام من يقولها ولماذا تقال .. ايضا اقرأ واسمع هذه المفردات في صحف وأعلام عربي وخليجي وفي الاعلام الممول سعوديا خصوصا واجد هناك الكثير ممن يطرح هاتين المفردتين والغريب ان هؤلاء يطرحوها كانتقاص من جهات محددة في العراق و في بعض الاحيان تتم الاشارة المباشرة اليهم مع عبارات انتقاص من الولاء والتخوين واضحين وفي مواضع اخرى يتم استخدام هاتين المفردتين كمزايدات رخيصة لايمتلك مطلقها أي مقومات الصلاحية لقولها لانه ينطلق في قولها من منطلق طائفي محض هو يمارسه بقوة وقسوة مع شعبه وهو في ذات الوقت ينتقده في العراق على اساس انه موجود في الاخر وهو المنزه من ذلك وهو الممارس لكل الحرية والاعتقاد في دولته ومجتمعه . .!! الوطنية ان تنتمي لوطن معتزا به مخلصا له تقدم على خدمته وفق استطاعتك وفي المنظور الاسلامي الوطن لاتحده الحدود وكل الارض هي وطن الانسان وكل الانسان هو هدف المسلم يسعى لاحياء المثل العليا فيه وفق اسس واخلاقيات اقرتها ورسختها القوانين السماوية السمحاء المنزلة . الطائفية عبارة قد تكون ذات معنى حينما ترادفها صفة ونوعية تلك الطائفة وحركتها في التاريخ وقد تكون فارغة من محتواها وغير ذات طبيعة سيئة حينما تكون انت من طائفة معينة مستباح دمها منتهكة حقوقها مستلبة مستضعفة ملغاة مبادة على طول الخط فانت حينما تدافع عنها باستماته من المؤكد ان الطرف الاجرامي بحق مكونها سيتهمك بالانحياز للطائفة تلك وبالتالي ينعتك ويتهمك بالطائفي وهناك ايضا ًمن الجهلة والغير مدركين للمعنى او انه ينساق ببغاوياً لترديدها في أي وقت وفي اي مكان بسبب التاثير الاعلامي المعادي والذي يتداولها بقوة في العراق في اتهام لاطراف تعتبر مرفوضة عنصريا في نظر اعدائه او انه يعنيها لسبب وحيد انه لادين له وينبذ كل شئ اسمه التدين او الاعتقاد بوجود دين يؤمن به الغالبية وخصوصا وهؤلاء يطلقوها على كل من يدخل المفاهيم والمسطلحات الاسلامية كمثال في عمله وسياسته وثقافته او أي مفاهيم عقائدية يؤمن بها في حواره او من خلال قلمه وهؤلاء يطلقون على أي مستخدم او مؤمن بالاسلام منهجا ومدرسة بانه طائفي وكثيرا مايرد العلمانيون واللبراليون الألغائيون منهم ولا اقول الواعين منهم على المواضيع او الرؤى التي تحمل بين طياتها طابعا وشواهد واشارات اسلامية بانها طائفية رغم ان نسبة الشئ للطائفة مسالة نسبية والطائفة هم المجموعة أياً كانت تلك المجموعة ويمكن القول طائفة من الجن وطائفة من العلمانيين وطائفة من الهندوس وطائفة من المسيحيين وطائفة من الالمان او الفرنسيين او العراقيين او الايرانيين ووووهكذا أي مجموعة ممن يكونون مكونا واحدا تجمعهم صبغة وثقافة ومعتقدات معينة من الناحية العقائدية او القومية او غير ذلك . في عراق اليوم يتم تداول هاتين المفردتين بقوة وبفلتان كبير وبصورة مشوهة ونعت بالتهم كاذب وغير واقعي ومن قبل الكثير منهم الاعلام المعادي لشعبنا او للغالبية فيه ويتم الصاق اللاوطنية ومرادفة التخوين بالصاق الطائفية او القومية على مكونات كبيرة من ابناء شعبنا ويقال اليوم لاي عراقي من الطائفة الشيعية المسلمة كمثال بانك طائفي اذا ما التزمت بعقيدتك وبشعائرك او انك دافعت عن نفسك تجاه حملات التكفير والتشريك ولانك ترد بقوة على الهجمة الاعلامية التكفيرية المعادية او لانك تتصدى لخنازير التفخيخ القادمة وفق منهجية الالغاء التكفيري العنصري ويقال لاي كاتب يستشهد بامثلة من تاريخ رجال عقيدته سواء اكانت الامثلة سياسية او تربوية او اخلاقية او في أي من المجالات الاخرى بانك طائفي والادهى من كل ذلك انك طائفي حينما تدافع عن ابناء طائفتك حينما يبادون لانهم من طائفة معينة يلغيها الاخر ويكفرها ويرسل ارهابه لابادتها في أي مكان أي بمعنى ان تتقبل الابادة وتتقبل الالغاء وتتقبل الشتم والتفجير والحقد والغل والغدر وعليك ان تصمت ولاتشير الى ان المقصود بكل ذلك هم ابناء طائفتك لكي لاتكون في مفهوم هؤلاء طائفي .! الغريب اننا نشاهد حينما يتعرض احبتنا واهلنا واخوتنا المسيحيين كمثال لعملية اجرامية ما يذهب ضحيتها مثلا خمسة او عشرة او واحد او اثنين وتحصل تلك العمليات بين فترة واخرى متباعدة نسمع ان الاعلام والكتاب والقنوات وسياسيين من دول اخرى غربية واعلام هؤلاء يضجون بالدفاع عن هؤلاء المتأثرين بالجريمة وتقوم الدول بدعوة الفارين منهم الى بلدانهم يمنحونهم اللجوء والعناية وترسل لهم الطائرات لايصالهم الى دول غربية مسيحية تؤمن لهم حياتهم ومع كل ذلك لايقال لهذه الحالة انها انحياز طائفي لطائفة من المسيحيين نحن مع مظلوميتهم جملة وتفصيلا و في كل وقت وحين , ولكنك حينما تقول ان الاجرام قد نال من ملايين المسلمين الشيعة ولا اقول واحد واثنين وعشرة نعم ملايين من الضحايا بين شهيد ومهجر ومعاق ويتيم ومعذب وووو عبر الزمن المتواصل تكون انت طائفي مقيت في طرحك ودفاعك الطبيعي ..!! هل وجدنا من يهتم بطائفتنا غيرنا الاهتمام الحقيقي الملموس سوى قلة تبكينا وتالم لما يجري علينا وهذه القلة من كل الاطراف ننحني لها ولخلقها الكريم ولكن هل تزعج تلك الجرائم وكمثال الاقلام التي تعمل مع ال سعود او المنظومة العربية المنقلبة على عقبيها تشتمنا بسبب وبدون سبب او حثالات البعث الصدامية ؟؟ القول لا لانهم هم من يشجع ويكفر ويلغي ابناء هذه الطائفة وذات الاعلام والابواق تصرخ بنشاز الاصوات تتهم الغالبية في العراق بالطائفية والغاء الاخر ولهذا تجد خطابنا دفاعي محض بينا الاخر يهاجم ويلغي ويطالبنا بالصمت وان تكلمنا اصبحنا طائفيون مجرمون ..!! هؤلاء ذاتهم والمعروف ان رئيس أي دولة هو ممثل عن كامل الشعب يقولون وباسم زعمائهم الخونة ان ولاء المسلمين الشيعة في العراق والعالم هو لايران تحديدا وهم طائفيون أي بمعنى ان الغالبية في العراق والبحرين والشيعة في نجد والحجاز ومصر واليمن وغيرها من الدول هم لاوطنيون وخونة لان هناك ثمة حكام عرب والكثير من مسؤوليهم والكثير من الابواق والشيوخ والعلماء والمرتزقة من الاقلام ورعاع حاقدون قالو ان ولاء الشيعة واعتقادهم لايران وليس للعراق او لاي من البلدان التي يعيشون فيها وكلنا يسمع ويقرا ويطلع على التعميمات التي وصفت بها غالبية الطائفة المسلمة من اشياع الله ورسوله وال البيت عليهم صلوات الله وسلامه .. فهل نصمت ولانرد لكي لايقال عنا طائفيون ..؟؟ احدهم كتب لي انني كاتب طائفي ووو الكثير من الشرح الطويل عن انطباعه وشعوره تجاهي وحينما سالته سؤال محدد لماذا تتهمني بكل ذلك وهو لم يقل لي في رسالته مبررات كل هذا الحقد والتهم معبرا عنها بشتائم وسباب وتكرار لكلمة طائفي ولكي استطلع رايه كعينة مثله الكثير من امثاله قبل كتابة هذا الموضوع فاجابني ان رائحة الطائفية واضحة لانني اكتب وامتدح شيعة اهل البيت في كل مكان ولا اتعرض لاحد منهم بسوء ولانني حينما اكتب اذكر اسم رسول الله وال البيت وفي الصلوات عليهم اقول صل الله عليه وعلى اله وسلم وعليهم السلام وكلمة " وآله " ولان هذه الكلمة لايقولها ملايين المسلمين كما يقول فهي تعبر عن طائفيتي المقيتة ولانني استشهد في مقالتي باقوال واحاديث ائمة اهل البيت عليهم السلام ولا استشهد بقول واحد لابي بكر او عمر او عثمان ويقول لانني حينما اكتب انتقد العرب والوهابية ولا انتقد الشيعة وتصرفاتهم ولانني حينما اذكرالسيد السيستاني او أي من علمائنا اقول قبلها سماحته وحينما اذكر الامام الخميني اذكره باحترام واكتب امام اسمه قدس سره الشريف رغم انه كتب لي انه لايفهم معناها ولماذا تقال ولكنه يعتبرها طائفية ومقيتة !! وفعلا كلام مضحك ومبكي في أن معا تصوروا انه لايعرف معنى قدس سره ويقول حينما يجدها في مقالاتي امام اسماء علمائنا الراحلون يعتبرها طائفية مقيتة .. وغير ذلك الكثير وبالطبع هناك اقلام تدعي الليبرالية والعلمانية كتوجه يؤمنون به يستغربون انني احمل هذا الكم من التواصل الاعلامي والحضور ومن الكتابة والراي والثقافة ولكنهم محبطون انني اضمن مقالاتي وكتاباتي بامور يصفوها بالطائفية المقيتة لمجرد انني استشهد باية كريمة او انني استشهد بحديث نبوي شريف او أي من اقوال وحكم ائمتنا الغر الميامين او لانني كما يقولون استخدم الاسلوب الخطابي المتدين او المنبري كما يقول البعض او لانني اذكر علمائنا بخير او انني ادافع عن حقيقة قالها رجل دين او نائب او سياسي معمم او انني اؤيد الائتلاف العراقي في الانتخابات او انني امتدح تصرف تصرفه رئيس وزراء العراق لانه من حزب الدعوة الاسلامي ولانه شيعي او لانني اناصر حزب الله لانه من طائفتي او لانني اقول للعرب تعلموا من ايران كيف تكونوا اقوياء لتنتصروا او لانني ادافع عن المظلومين في نجد والحجاز او اليمن او البحرين او في مصر او في كل مكان وكل ذلك لانني ادافع عن مظلوم هنا او هناك ورغم انني كنت من السباقين للدفاع عن كل مسيحي مظلوم او سني يناله المجرمون وكل كوردي اصابته جرائم الطغيان وكل ايزيدي وصابئي وكتبت في ذلك كثيرا ولكنهم لايقرأون الا بعين عوراء وبعين السخط تبدي لهم ظلامية مسبقة في التقييم تجعلهم في غياب عن الوعي الحقيقي المطلوب . سردت كل ذلك لاقول ان كان الدفاع ضد هذا الكم الاجرامي والالغاء والعنصرية والتشويه والقتل والتسقيط والالغاء المبرمج تجاه طائفتي يجعلني وغيري من الاقلام المتصدية لفضح هذه الجرائم في اطار التهم الطائفية فانا اتشرف بذلك خصوصا حينما اطلع على تلك التهم وهي تصدر من ذات الجهات الممارسة للجريمة على الارض ومن الطبيعي ان يبرر اعلام المجرمين افعالهم على الارض بالصاق التهم في الضحايا وهل رايتم مجرما تساله عن جريمته يقول انها غير مبررة بانها ذات طبيعة عادلة ؟؟ ان قيل ان عشقنا وحبنا لعراقنا وكل الاخيار الشرفاء في شعبنا دافعنا عن المظلوم الكوردي والمسلم بشقيه السني والشيعي وعن المسيحي والمندائي والتركماني والشبكي والايزيدي وكل من يسقط شهيدا في التفجيرات الارهابية نتصدى لمجرميها قبل معرفة عقيدة وايمان كل ضحية من المؤكد حينما يفجر سوق في بغداد ان هذا السوق يتسوق فيه كل اطياف شعبنا الطيب لافرق بين هذا وذاك في المنزلة والمحبة وان قيل كل ذلك انه لاوطنية وطائفية فالامر مشرف لنا .. ان قال ال سعود وابواقهم واعلامهم وماسمى بعلمائهم انهم لايستقبلون المالكي المنتخب شرعيا من قبل كل العراقيين وفق الية ديمقراطية وهو من ضرب المجرمين المنتمين الى الطائفة الشيعية قبل غيرهم من الطوائف الاخرى لانه طائفي وفق المواصفات التي ذكرتها فهذا شرف للمالكي وللعراق .. ليعلم الجميع ان هاتين المفردتين تطلقان في المكان والزمان الغير مناسبين وتتوجهان الى طائفة دون غيرها الغاية من ترديدهما اشعار الاخر بان هناك ثمة نقص فيه ونحن لسنا كذلك والدليل ان سيدنا الكبير الامام السيستاني رعاه الله ذخرا انسانيا عظيما قال الله الله في الاخر هم انفسنا لاتقولوا اخوتنا و الائتلاف العراقي رغم فوزه في الانتخابات السابقة ورغم ان الغالبية حصلوا على استحقاق الحكم ولكنهم اشركوا الجميع وبالمناسبة لم يحدث هذا في تلك الدول المتقدمة والعلمانية ولا في تلك الدول التي تتهمنا بالطائفية وهي تمارس التمييز الطائفي بحجة انها الغالبية و باقذر صورها ال سعود والبحرين ومصر واليمن وغير ذلك الكثير خير امثلة للتمييز العنصري الطائفي البغيض وعليه نتمنى من قيادتنا السياسية ان ترمي هذه الاسطوانة المشروخة النشاز خلف ظهرها وفي اقرب المزابل لان الغاية من كل ذلك جعلكم في موضع الاتهام وانتم والاخرين من كتب الدستور المتفق عليه من قبل كل الاطياف وعلى الجميع احترامه وعليه انتم لكم ثقلكم وعقيدتكم المحترمة المصانة والانسانية وللعراق كل العراق دستوره الذي يحكم الجميع ولادخل لاي خلفية لاي سياسي في هذه التهم ومن يدافع عن عقيدته وهو يباد في وطنه لانه يحمل هذه العقيدة فهو والوطن واحد وهو الوطني النبيل ولايجوز ان نستمع لهذه الاسطوانة المشبوهة ونرددها بعلم او بجهل او بمزايدات او للترويج عن اجندة سياسية فارغة وكل عراقي من حقه والدستور يكفل له ذلك ممارسة حقه في الدين والمعتقد يدافع عنهما حين المحنة وبكل الوسائل وشتان بين مدافع ومعتدي مهاجم مكفر وما اقره الدستور في كل النواحي الاخرى يضمن لاي طائفة ذلك وهذا لايفقدها وطنيتها وشرفها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |