شاهدت .. سمعت .. قرأت من مكتبتي! .. 3  

 متي كلو

Sabti_kallo@hotmail.com

شاهدت

 اتصل بي رئيس التحرير معاتبا:

- تقيم في مدينتك فنانة تشكيلية مغتربة  ولم تجري معها حوارا!

سالته باستغراب :

- في مدينتي  ! من تكون يا صاحبي !

- فلانة  الفلاني وهذا رقم هاتفها  ارجو ان تجري معها حوارا موسعا  وتلتقط بعض الصور لعدد من لوحاتها  لنشرها في الصحيفة .

اغلقت سماعة الهاتف وانا اضرب أخماساً بأسداس وتساءلت من هذه التشكيلية التي لم اسمع بها  وانا  نادرا  ما يفلت مني نشاطا ثقافيا او فنيا او  اسم اديب او فنان في هذه المدينة  .

في اليوم الثاني كنت على موعد لاجراء  لقاء  معها وفي ذهني تزدحم  اسئلة فنية، واستقبلتني في صالة المنزل مع بعض افراد عائلتها، واستاذنت لاحضار  فنجان من القهوة وجلت بنظري على حيطان الصالة فلم اجد لوحة تشكيلية فنية  بل رسومات  يوحى ان صاحبها يرسم ما يطلب له معلم الرسم في المدارس المتوسطة ! واستغربت ولكن سالت حالي ربما هذه رسومات لاولادها، وعندما وضعت القهوة امامي اخرجت المسجلة لكي ابدا باسالتي فكان اول سؤال :

- اعتقد ان لاولادك قابليات فنية و هذه نماذج منها!

اجابت : هذه لي  .!

   وسالتها الى  اي مدرسة هو انتمائك الفني  ! فاجابت : لم افهم سؤالك  ! فاوضحت اكثر : هل تميلين الى المدرسة التجريدية  اوالتعبيرية  اوالرمزية اوالسوريالية  اوالانطباعية اوالتكعيبية !  فكان جوابها كالسابق : لم افهم !

ثم اصطحبتني لكي التقط بعض  الصور  لـ " لوحاتها  التشكيلية " وهي عبارة عن 5  او 6  من روسمات بدائية  مختلفة .

وكان سؤالي الاخر : اي من هؤلاء الفنانين الاقرب اليك  من ابناء  بلدك من العراقيين، مثل فائق حسن،حافظ الدروبي ؛ عطا صبري ؛ نوري الراوي ؛ اسماعيل الشيخلي ؛ كاظم حيدر ؛ فرج عبو او غيرهم ؛! فاجابت : لم  اسمع بهم و لم اطلع على اعمالهم !!

"لملمت" اوراقي واغلقت المسجلة ولم اسالها عن جواد سليم  خوفا من ان تسالني  " منو هذا وشنو شغلة " !!  .

ومازال "الحوار التشكيلي"  في احد ادراج مكتبي يعتصر الما .

سمعت

بعد ان القى موعظته  التي ينصح بها الاخرين بالمساعدة والمحبة  و إلى مد يد العون لكل محتاج لان ذلك يسعده واذا جعلت الناس سعداء فتزداد سعادة واذا زرعت الاسى   فتزداد تعاسة و حزنا  وعلينا زرع الابتسامة على شفاء اليتيم ومساعدته،  واستمر في موعظته طالبا من  الجميع  اعادة الفرحة الى قلوب الغير  وقال كل الاديان السماوية تطلب  منا ذلك واستشهد  باية  من القران " فأما اليتيم فلا تقهر و أما السائل فلا تنهر" وكذلك اية من الانجيل " من كان عنده قميصان فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له"  وعندما رجع الى  منزله اراد تغير ملابسه ولم  يجد " بجامته " فنادى زوجته : اين " البجامة " يا ام غائب ! اجابته بانها مع الغسيل ثم سال  والثانية ! قالت له :  طرق الباب يتيم محتاج وكان ممزق الثياب  طالبا العون والمساعدة فقلت ما دام ابو غائب يطلب  مساعدة الاخرين ولك  بجامتان،  فاعطيته واحدة !  فامتعض  ابو غائب  صارخا  : انا  طلبت من الاخرين وليس منك !!

 

قرات

من كتاب "خمسون" تاليف الياس عنتر

"نفخ شاعر معاصر احدى شخصياتنا الكبيرة، حتى رفعه الى اعلى كالبالون فرحا، ثم اصتدم بشعاع شمسي رفيع، فهوى الى الارض كجوربة ممزقة، حينذاك حزن أعلب الناس، وعرفوا ان (الشخصية) كانت فارغة.. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com