|
الهاشمي والعبور الكبير نحو الوطن الحبيب
د.غيث عصام من الناس من إذا رآه الخبير في أنماط الناس، قال منذ الوهلة الأولى إن هذا خلق للقيادة والرئاسة، في زمن يفتقر للعظماء، ويظن فيه كثير من الناس إننا نعيش في آخر الزمان، وأن عصر المعجزات قد انقضى، وأصبحنا نعيش في محيط يطفوا فيه الأقزام والإمعات فقط، فيعلوا التساؤل عنئذ من أين للعظماء أن يكونوا بيننا، فضلا عن أن يصنعهم الشعب الذي مر بمسلسل المحن الطويل الذي لا زالت حلقاته تتوالى الا ما يظهر أحياناً من هامش هنا أو هناك يصيح فينا موقضاً، لا تبالغوا في التشاؤم، فأمات العراق ولود، هذا حال لسان الوعاة ذوو البصيرة الذين يشيرون للجماهير أن فلانا عظيم، ووطني، ومخلص، وضحى من أجلكم بكل شيء، فما يكون من الجماهير المغلوبة على أمرها الا أن يفغروا أفواههم كيف، مستحيل، والسبب (إن المعاصرة حجاب). لأنهم يظنون أن من يعيش بينهم لا يمكن أن يكون عظيما، فيضطر ذو البصيرة حينئذ أن يقول لهم ستثبت لكم الأيام صدق ما أقول، واليوم أثبتت الأيام صدق ما رأى ذو البصيرة الواعية، التي رأت في طارق الهاشمي قائدا من طراز فريد، ورجل دولة لا يبارى، وسياسي حصيف، تجلى ذلك بوضوح حين طلب إعفاءه من منصب الأيمن العام لواحد من أكبر الأحزاب السياسية في الساحة العراقية وأفصح دون لبس أن سبب الإعفاء جاء نزولا عند رغبة الكثير من العراقيين الذين التقاهم في الداخل والخارج الذين طلبوا أن يكون طارق الهاشمي للعراقييت جميعا، بعد أن قاد الحزب بجدارة قل نظيرها، وعبر به مدلهمات الخطوب، ووعورة الطريق، وقلة الناصر، إلى أن سلم الراية لفارس آخر تحيط به كوكبة من الفرسان راجيا لهم أن يكملوا المسيرة، ويعلوا البنيان. إنها العظمة التي تتجلى بأبهى صورها، عند قائد تتغير عنده الوسائل المتنوعة، وتترسخ أهدافه العليا التي ما وضعت الا من أجل العراقيين جميعا. أما وسائله المتنوعة فتتمثل في المناصب التي يتسنمها ( كالأمانة العامة للحزب، أو منصب نائب رئيس الجمهورية، أو الإنفاق مما يخفف وطأة المعاناة على العراقيين في الداخل والخارج) أما هدفه الثابت فهو كما جاء على لسانه (أن يكون الهاشمي للعراقيين جميعا). قائد لا يبالي إن كان في أول الصفوف أو آخرها يكفيه أنه يؤدي يصعب في كثير من الأحيان على غيره أن يؤديه لثقل المسؤولية وعظمة الواجب المطلوب. قائد، ظاهره وباطنه، للعراقيين جميعا، ماله كله لهم (وعند مكتب شؤون المواطنين الذي هو بمثابة خلية النحل التي لا تهدأ في مكتبه الخبر اليقين) قلبه يكاد يذوب شفقة على العراقيين كجزء من الرحمة التي وضعت في قلوب القادة الأصلاء، عقله الاقتصادي سخره من أجل حاضرهم ومستقبلهم، لا يدعي الكمال، لكنه يجتهد لهم ما وسعه الجهد، لا تهمه الألقاب، ولا يطريه الثناء، أرفع الألقاب التي يستحقها بجدارة (خادم العراقيين جميعا). ها هو الهاشمي القائد خرج من ضيق الأسماء إلى فسحة العراق الكبير، لأنه أكبر من أن يكون لحزب واحد، أو طائفة ما، كي تصل خدماته، ويتواصل مع أهله من عرب الوسط والجنوب وغيرهم. تسامى الهاشمي القائد في الحدث الكبير فوق الأسماء، كي يسد بابا لطالما زايد فيه الأدعياء مدعين وطنية أو انتماء لعراق ما زالت خارطته تتربع في حنايا قلبه الكبير الذي لطالما وسع العراقيين جميعا، ولا زال لسان ذو البصيرة يردد وهو يتابع بإعجاب عبور الهاشمي الكبير نحو الوطن الحبيب. وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا فمن كابد كمكابدة الهاشمي، وصبر، وصابر كصبره، وأعطى كعطائه، وصفح كصفحه، فهنبئا للهاشمي بالعراقيين ، وهنيئا لشعب العراق بالهاشمي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |