|
محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الثانية
مصطفى الكاظمي
في سنويته السادسة، نستذكره كعالم من علماء مدرسة اتباع أهل البيت عليهم السلام، ونؤبنه بطلا لم ينحن امام الصعاب، فها هو محمد باقر الحكيم فارقنا وجميع ملفات الماضي بحزنها وآهاتها سيقت معه وسيعرضها هناك. لست في مقام من يؤرخ لحياة قائد سياسي لم يستطع تجاوزه ربان ساسة العالم، ولست ممن يكتب عن بعديه الفكري والجهادي بقدر التأسي باستذكار عظمته وحاجة العراق الى مثله والى فكره وروحه الكبير الذي ما غاب عنه العراق من اقصاه الى اقصاه الى يوم تناثر بدنه الكريم في حادث التفجير اللئيم. [ يجب ان تعرف أنه لا عدوّ لي إلا صدام اللعين وزمرته المجرمة.! ولا قضية للسيد الحكيم الا قضية واحدة اسمها العراق وخلاص الانسان العراقي من هذه الطغمة الكافرة ]! بهاتين الجملتين صرخ بوجهي شهيد المحراب عام 1997 في مكتبه وهو يعلن عن تذمره من عمود كنت قد كتبته في صحيفة (لواء الصدر) الناطقة باسم السيد الحكيم وكنت سكرتير تحريرها وقتئذ. خلال تسعينات القرن الماضي، اصطفت ضد السيد الحكيم ومؤسساته ومنها لواء الصدر هجومات اعلامية كثيرة من جهات سياسية واعلامية في ساحة المعارضة العراقية بايران وخارجها، بعضها معلوم الاصل واكثرها مجهول بالاضافة الى اصوات كانت تنعق على طول المسار لتؤسس غاية لعينة تؤذي السيد الحكيم. فكم وكم من تصريح استعر في صدور قوم لدرجة اصدار كتيبات وكتابات في صحف ومجلات استهدفت الحكيم لشخصه وحركته لم يكن اخرها (الرد الكريم..) ولا اظن ان زملاءنا الكرام في تحرير صحافة المعارضة المتنوعة آنئذ بوسعهم انكار أن لواء الصدر كانت تصمت حيال هجوماتهم وطعوناتهم ضد السيد الحكيم وضد صحيفته.! لا لضعف فينا وفي صحيفتنا بل العكس فان السيد الحكيم كان الاقوى مراساً وهو الرقم الاكفأ الغالب على ساحة المعارضة العراقية. ولانه كذلك كان يقبر فينا ردود فعلنا كصحافة، وكان يغلق علينا منافذ الخلل. وباي حال، ليس لنا ان نتدخل، فردودنا تقيدها شروط السيد الحكيم وتوجيهه يجند اقلامنا ضد نظام صدام إحصين التكريتي دون السماح بمواجهة الاسلامي الاخر مهما كان ثقل الهجمة التي تستهدفنا. وبالرغم ايضا من استهتار البعض بتوزيع الاوراق الصفراء ضد حركة الحكيم وهي تستدعي منا الوقوف بوجهها لخطورتها، لكن السيد الحكيم كان يصر على انها محاولات اجنبية خبيثة يستبعد صدورها من زعامات المعارضة الاسلامية، بل غالبا ما كان رحمه الله يفسرها باداء عفلقي مخابراتي الغرض منه تأجيج الكراهية فيما بين القيادات الاسلامية المناهضة لنظام صدام احصين. وبهذا النفس كان الحكيم يقود المعارضة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |