|
المهدي المنتظر والوعد الحق .. "دراسة عقلية تحليلية منطقية تستقرئ الظروف الجغرافية والاجتماعية والعسكرية والسياسية والعقائدية" .. حركة التاريخ والأبعاد الجغرافية والزمنية لتلك الحركة .. ادوار الشخصيات ذات العلاقة بهذه الحركة
محمود الربيعي التوطئة الرئيسية العامة: آن ألاوان لأبدأ الكلام عن دراستنا التي تتناول الحقائق العقائدية والسياسية والاجتماعية والجغرافية والعسكرية في حركة التاريخ وعلاقتها بالعامل الزمني بعد حلقات طويلة من رسم الخطوط العامة لشخصيات الحدث. ولقد تناولت دراساتنا السابقة جملة من الامور كان منها اهم تسليط الضوء على الشخصيات الايجابية والسلبية التي تسبق عالم الظهور او التي ترافقه وقد احسست بكفاية العرض فيما يتعلق بتلك الشخصيات بعد ان ظهر لنا مدى اهمية وخطورة المراحل القريبة من عصر الظهور المبارك وكيف ان الارادة الالهية تلعب دورا مهما في صناعة الحدث وتغيير الخارطة السياسية للعالم بحيث تدخل عوامل لم تتعود البشرية اجتماعها سوية كتدخل بعض الملائكة والانبياء والانصار ضد اعدائهم على مختلف اشكالهم ودخولهم في الصراع العسكري كدخول ابليس والدجال وبقية العناصر الشريرة. كيف ينظر اهل الاديان ألى ألمنقذ – تفاصيل تحتاج الى جهد وفهم موضوعي لقد سئم الناس من استعراض الروايات التاريخية والتحليل المتعدد لها دون النظر إلى مقدار التغير في الحركة الجدلية التي أصابت وتصيب حركة التاريخ بحيث تستطيع تجريد تلك الحركة من تخومة المعلومات التي أصابت الباحث عن الحقيقة بالإحباط حيث يرى كل من القارئ للتاريخ والمستقرئ له أن هناك محاولات للاستغراق والإغراق في بحار من المعلومات التي تهد من طاقة النظر في استقراء الواقع المنظور والبعد الزمني في تطور حركة التاريخ بشكل مجرد تدخل فيه عملية التصفية والتجرد في سبر غور العمق التاريخي للدور التاريخي الذي ينتظر حركة الحياة وديناميكية الأحداث بشكل واقعي دون المماس بالبعد الروائي ونسب احترامنا للتحليلات المتنوعة المحترفة أو المثقفة في معرفة التاريخ بشكل جدلي مقنع إذ ليس الغاية ان اكتب عن المهدي المنتظر بقدر مايصيب المعرفة من كسب في اكتشاف تفاصيل الحقيقة ضمن التطور التاريخي لحركة الحياة وتطور الفكر البشري في كيفية التعامل مع مفردات التاريخ وطريقة المناقشة في إدارة الجدل القائم حول ظهور الإمام المنتظر وطبيعة الأدوار التي تكون جزءا من مسؤولياته الضخمة التي تتلائم وتطور الأحداث والتعامل بشكل جدي ومتطور مع الواقع زمكانيا (الزمان والمكان) كما يعبر هذا التعامل في طريقة التفاعل مع الشخصيات التي لها دور فاعل في السيطرة على مصائر الناس والشعوب. فهل ياترى نحن في عصر الظهور أم في عصر من عصور هذا الظهور! وبلا شك فقد كتب عن ذلك وبشكل رائع ضمن سلسلة الكتب التي بحثت بشك علمي وتفاعلي مع الواقع ورسمت شكلا جديدا من أشكال الحركة التاريخية وحللت عالم الظهور ضمن المراحل التاريخية المتعددة التي عاشتها الأمة خلال قرون من الزمن وبحث في عالم التمهيد والممهدين. وألان نعتقد أن الوقت قد حان لدراسة الحركة التاريخية بشكل جديد يتلائم مع قوة الأحداث وشدة التغيير في الحياة السياسية والعقائدية مع الحفاظ على كل الارتباطات الطولية والعرضية للعوامل الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى دراسة البعد الجغرافي الذي بات اليوم أكثر وضوحا ذلك لان حركة التأثير شملت كل بقاع الأرض من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ويدخل ضمن هذه المنظومة منظومة الدول الكبرى ودول العالم اجمع كما أن البعد الزمني المتسارع هذا اليوم أصبح مختلفا باختلاف أساليب الاتصال والتواصل جوا وبحرا وبرا نتيجة للاختراعات والاكتشافات العلمية كالموبايل والانترنيت والأقمار الصناعية والستلايت إلى غير ذلك من الآلات التي لاعد ولاحصر لها. كما علينا أن لاننسى ادوار الشخصيات ذات الطابع العالمي في حركة التاريخ وتسريع أدواره سواء كانت تلك الشخصيات حاكمة لدول كبيرة أو صغيرة... ونعتقد أن أهم الدول التي لها تأثير في حركة التاريخ اليوم هي أمريكا والمنظومة الاووربية وروسيا والمنظومة الاشتراكية بالإضافة إلى دول أخرى ذات طبيعة جدلية مرتهنة بعملية التغيير كالعراق وإيران وسوريا واليمن، والحجاز ( ونقصد بذلك المملكة العربية السعودية، وكذلك مصر وبقية الدول العربية والإسلامية. واليوم وكما يبدو فان المهمة صعبة وشائكة في إلقاء الضوء على الصراع الجدلي الدائر بين ثلاث منظومات فكرية أساسية تلعب دورا بارزا في إدارة الصراع إذا مااعترفنا بهذه الحقيقة على أساس الواقعية وهي كل من المنظومة الرأسمالية أو العقيدة الرأسمالية، والعقيدة او المنظومة الاشتراكية، والعقيدة أو المنظومة الإسلامية. وهناك بطبيعة الحال وجود حالات انشطارية في هذه المنظومات كانشطار العالم الإسلامي إلى تيارات فكرية متعددة سياسيا وعقائديا وهذا ينطبق على كل من العالم الرأسمالي أو المسيحي وكذلك على العالم الاشتراكي أو العلماني ولاننسى تداخل كل من العالمين الرأسمالي والاشتراكي بالعالم اليهودي والعقيدة اليهودية سواء بشكلها الديني أو السياسي.
اهمية هذه الدراسة يحتاج الإنسان هذا اليوم إلى اليوم الموعود الذي كانت ولا تزال الأجيال تنتظره بفارغ الصبر كما تشتاق البشرية إلى عملية إنقاذ سريعة وعاجلة مما هي فيه من الألم ومما تعانيه من الظلم، فلا تزال هذه البشرية تنتظر لترى النور يشرق على هذه الأرض بعد اخذ العبرة مما مرت وتمر به الشعوب من الاستعباد والجور والحرمان بسبب سياسات الحكام ووحشية الجماعات والأفراد بحيث أصبحت الجريمة تشكل اليوم ظاهرة وأزمة عامة. فاليهود يعيشون في حيرة من أمرهم وهم في صراع مستمر دائم لأجل تكريس وجودهم ومصالحهم ورغم ذلك فهم يطمعون بان المستقبل لهم فقد جاء في الخبر"، والمسيحيون مستنفرون من اجل البقاء في قمة الهرم وحاكمية الجغرافية الأرضية وهم ذلك ينظرون ان المستقبل لهم لالغيرهم". " والفكرة والشخص كما هما واضحتان في الكتاب والسنة عند المسلمين فهما واضحتان ايضا في الكتاب المقدس عند اليهود اوالكتب المقدسة عند النصارى. وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاويين يسألونه:من أنت؟20 فاعترف ولم ينكر، بل أكد قائلا:"لست أنا المسيح".21 فسألوه:"ماذا إذن؟هل أنت إيليا؟قال"لست إياه! " " او أنت النبي؟"فأجاب:"لا!".22 فقالوا"فمن أنت،لنحمل الجواب إلى الذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك؟"23 فقال"أنا صوت مناد في البرية: اجعلوا الطريق مستقيمة أمام الرب،كما قال النبي اشعياء".24 وكان هؤلاء مرسلين من قبل الفريسيين،25 . فعادوا يسألونه:" إن لم تكن أنت المسيح،ولاايليا،ولاالنبي،فلماذا تعمد إذن،2626 أجاب: أنا اعمد بالماء! ولكن بينكم من لاتعرفونه،27 وهو الآتي بعدي، وأنا لااستحق أن احل رباط حذائه ".)... المهدي عليه السلام في العقيدة الإسلامية من منشورات مؤسسة الإمام الخوئي قدس سره الخيرية من بحث للعلامة الحجة السيد سامي البدري ط1 1422ه \2001م ص51. أن النبي في النص يشير إلى النبي الأمي الموعود، وإيليا هو علي وصي النبي، والمسيح هو ماشيحا العبرية وتعني المهدي المنتظر، أو المخلص. وكذلك المسلمون وهم يعيشون في حالة من الضعف والتبعية المستديمة فهي لاتفارقهم رغم كل محاولاتهم الضائعة في سبيل ان يروا النور ويحققوا أحلامهم وهكذا بالنسبة لبقية من في الأرض وعلى نسب متفاوتة، وأما القسم الثاني في الجانب فقد ضج من ضجيج أهل الدين وصراعاته التي لاتنتهي ويحلم بان يعيش الحرية كما يريد. فهل أن العدالة والحرية والسعادة تختلف باختلاف منظار الشعوب آم إنها تعتمد على عقائدهم ونمط أفكارهم وهل أن للعدالة معنيين او ان للحرية صور مختلفة أم أصبحت السعادة لها وجهين. ويبدو من خلال رؤية موضوعية إلى الواقع المنظور إن لكل من هذه المصطلحات وجوه مختلفة وهي تعيش بحالة مزدوجة في عقول وضمائر الناس . واخيرا فان المرحلة القادمة من البحث لابد ان تستوفي جانب العموم للخارطة البشرية والجغرافية في الميادين العسكرية والتغييرات السياسية الكلية وفق العامل الزمني الذي له علاقة وثيقة بالعلامات التي تسبق الظهور المبارك او التي ترافقه وسيكون ذلك وفق حلقات حسب المنهج البحثي الذي سنتبعه ونسال الله التوفيق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |