|
محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الثالثة
مصطفى الكاظمي
كان همّه العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وعلى ذلك كانت تؤسس حركة الحكيم على مدى ربع قرن من زمن الجهاد. في ذلك الزمن كان هناك رافد الطابور الخامس استطاع في مرحلة ان يوجد خللا في بعض فصول الحياة السياسية لحركة السيد محمد باقر الحكيم، بمعنى انه نجح بمقدار في ارباك ساحة المعارضة الاسلامية في تسعينات القرن الماضي، وكذلك تعاضدت افعال وبدواع نفسية في ايجاد شرخ في الجناح العسكري ( فيلق بدر) بقيادة السيد الحكيم. تمكن هذا الطابور عبر تكريس الاشاعة داخل افراد بدر والتخطيط لمؤامرة مفضوحة، ومع ذلك ما كنا نجرؤ على توجيه سطرا واحدا نكتبه في جريدتنا لواء الصدر الناطقة باسم السيد الحكيم ضد اي جهة من جهات المعارضة، فذلك محرم علينا من قبل السيد الحكيم رضوان الله عليه. ذات فرصة، كان السيد الحكيم في زيارة للكويت اعتاد رحمه الله ان يوظفها لخدمة مسيرته السياسية سنوياً، يلتقي خلالها الكويتيين ودبلوماسيين اجانب فيها لينهض بمظلومية العراق عربيا وعالميا ثم ليشعر العالم باحقية صوته ضد نظام صدام إحصين التكريتي. في ايامها كنت قد كتبت عمودا في لواء الصدر تضمن اشارة حول اداء زميل من اعلاميي المعارضة الاسلامية العراقية في ايران دون ان اذكر اسمه لكنها كانت مفهومة لدى الكثير وخاصة له.! وطبعت الجريدة ثم وزعت نسخها الاربعة آلاف في ايران وخارجها كالمعتاد الاسبوعي لكل عدد، وبعدها بايام قلائل رجع القائد الحكيم الى مكتبه بطهران. اتصل بي الاستاذ مسؤول الاعلام في مكتب السيد الحكيم، وكنت معاونه بالاضافة الى صحيفة لواء الصدر، ايضا في القسم الثقافي التابع لمكتب السيد الحكيم، ويفيد جداً معرفة ان هذا القسم "الثقافي" هو المسؤول عن جميع المطبوعات التي كانت تصدر باسم السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله تعالى لاثبات او نفي اشياء كثيرة ألصقت بالشهيد السيد محمد باقر الحكيم واتهامه بتأليف وكتابة ما قيل انه له او طبع في مكتبه، لذا وجب القول هنا: أنني انا المسؤول أولاً أمام الله وثانياً أمام كل شاهد وشهيد عن ذلك، ومن تلك اللصوقات الظالمة ما نسب اليه رحمه الله أنه أصدر كتاباً يتهجم به على السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله تعالى وربما سأتناول ذلك يوما بالتفصيل. اخبرني مسؤول الاعلام ان سماحة السيد الحكيم يطلبني الان فظننتها مهمة إعلامية اعتدنا ممارستها بمرافقة السيد الحكيم الى مدينة من مدن ايران حيث توافر العراقيين، أو لقاء لسماحته مع شخصية ما والمهم لا يتخطى مجال الاعلام او المركز الثقافي. ودخلت على السيد الحكيم في مكتبه، وبمجرد ان رد التحية تلاقفني بشديد العتب الذي لم اعهده منه فسالني باللهجة العراقية وهو يشير الى صحيفة لواء الصدر بجنبه: شنو هذا؟ اي: ما هذا؟ قلت له: سيدنا، هذا دفاع عن نفسي- وذكرت الافتراءات التي تقصدتني- فقال رحمه الله: لقد كتبوا ضد السيد محمد باقر الحكيم بما لا يحصر من اباطيل وشائعات وظنون مجحفة وكلمات بذيئة، وشتموا المرجع الامام الحكيم وتعرضوا بالسباب لابنائه الشهداء وللسيد الشهيد مهدي الحكيم، وليست خاتمتها [آل الحكيم آل الخيانة والغدر] وليست نهايتها [انه ليس من ولدك انه عمل غير صالح].! الى الكثير الكثير من الاتهامات والتقولات التي تعرفونها أكثر مني، فلو كنا نبالي لذلك ما استطعنا العمل.! ثم ختم اللقاء بجملة تركها في ذاكرتي: لا عدو للحكيم الا صدام وزمرته المجرمة، وان قضية السيد الحكيم هي العراق وخلاص الانسان العراقي من هذه الطغمة الكافرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |