|
تبشير عبد الخالق حسين بموت الاسلام سياسيا وهم أم حقيقة؟
حميد الشاكر
في مقال نشرناه تحت عنوان: (التبشير بموت الاسلام سياسيا...) في بعض المواقع الالكترونية انبرى المحترم الاخ الدكتور عبد الخالق حسين ليتناول بعض ماجاء في مقالنا من منطلق اعتقاده اننا كنّا بصدد الردّ على مقاله حول (حتمية موت الاسلام السياسي) ليشير الى بعض النقاط التي وردت في مقالنا السابق !. والحقيقة انه بالفعل وكما ذكر المحترم عبد الخالق حسين فقد طلب منّي احد الاصدقاء الردّ على ماتفضل به الكاتب عبد الخالق حسين في مقاله، ولكن لم يكن لديّ الوقت الكافي للاستفاضة في الرد فكتبت شيئا بسيطا استغرق خمس دقائق لاغير ليخرج بشكل سؤال مفاده: (( هل حقا ان الاسلام السياسي آيل للسقوط والموت الحتمي ؟. أم ان هذه الامنيات ماهي الا اضغاث احلام وتمنيات عريضة بموت اسلام سياسي طبيعته لاتقبل الموت والسقوط ؟.)). على اي حال، إن كان المحترم حسين يرغب في فتح حوار وجدل حول فكره الذي يطرح بشأن (الاسلام السياسي وموته ) وفكرنا الذي يرى ديمومة الحياة لهذا الاسلام بسياسته كما فعلناه بشكل مختصر مع المحترم مالوم ابو رغيف فلامانع لدينا لاسيما ان موقع (( صوت العراق )) المحترم والقائمين عليه لديهم من سعة الصدر ما يحتمل الجدل والنقاش والحوار على هذه الصفحة الالكترونية العزيزة، ومن ثم لنتناول كل مايحب طرحه السيد عبد الخالق حسين وما سنطرحه ولنترك الحكومة والحُكم لجمهور القرّاء ليحكم من هي وجهة النظر الذي ينتخب ؟، وماهي وجهة النظر التي تحمل ادلتها في داخلها في الاقناع المنطقي والقبول الفكري وكفى ؟. الان نحب ان نحاور بعض ماذكره الاخ عبد الخالق حسين في مقاله ( حول وباء الاسلام السياسي مرة ثانية ) لنثبت له ولغيره ان هناك كتابات عجيبة في طرحها واسلوبها وحتى نمطية التفكير في داخلها، والتي تكتب اساسا بلا وعي ذهني لمعاني المفردات ومقاصدها وغاياتها على الحقيقة، فضلا عن ركاكة مصطلحاتها ولغتها العربية التي ترفع الحقير من المنصوب وتنصب الرفيع من المنسوخ !. اولا : للسيد عبد الخالق حسين :(( الاسلام السياسي ليس وباءا، وأنما هو رؤية سياسية اخلاقية تدعوا للعدل بين الناس والمساواة بينهم امام القانون، وخضوع الحاكم والمحكوم لشريعة الله سبحانه الذي لايميز بين طبقة او اخرى، ولايميل لمصالح تجار رأسماليين على حساب فقراء معدمين، لكونه ربّ الناس جميعا وخالقهم !.)) ثانيا : لااعلم ماهو المنطق العقلي الرزين الذي دفع الاخ حسين الى وصف الاسلام السياسي ب ( الوباء) وهو يحاول التأكيد على انحسار الاسلام السياسي ومن ثم حتمية موته ؟!. فكان من المفروض على عقلية الدكتور العلمية وهي تحاول التدليل على موت الاسلام سياسيا ان يصف هذا الاسلام بالجفاف او الانحسار .... او اي تشبيه يدلّ على التناقص في منسوب انتشار هذا الاسلام السياسي، أما ان يختار مفردة ( وباء ) التي تدلّ على زيادة الانتشار والاتساع للاسلام السياسي، وهو يحاول قول غير ذالك، فهذا يعتبر من التناقض في فكر وثقافة وعقل الدكتور التي يبدو انها تحركت بشكلها الايدلوجي الاعمى قُبالة ظاهرة الاسلام السياسي اكثر من تحركها بشكل العقل الثقافي المتزن، ولهذا جات حتى تشبيهاته حولاء المعاني، وبدلا من ان يؤكد لنا الدكتور ان الاسلام ينحسر أكد لنا بإن الاسلام ينتشر كوباء فتّاك ليفرد جناحيه كل يوم وبشكل متسارع، مثله في ذالك مثل وباء انفلونزا الطيور او الخنازير او غير ذالك من اوبئة تبدأ بالطاعون كرواية البير كامي، وتنتهي كحب واشتراكية في رواية برناتشو !. نعم ربما قصد الجانب المرضي في الوباء كوصفة طبية للاسلام السياسي، لكنّ ليدرك الدكتور ان ادوات ومفردات الكتابة الفكرية او السياسية ليس هي مثل (المدسن) ومفرداتها الكيميائية، فنحن نتحدث عن انتشار وانحسار الاسلام بشقه الثقافي او السياسي، فلا معنى حتى من الناحية الذوقية الادبية ان نصف الاخر المختلف فكريا بانه وباء، ثم بعد ذالك نقول للاخرين انتم دكتاتوريون بسبب انكم لاتؤمنون بقبول الرأي الاخر وتعتبرونه نكرة في الوجود !. ثالثا: أحب بشكل جدّي وقوي ان نتفق انا والمحترم عبد الخالق حسين اذا توافقنا على مسألة الحوار والجدل حول الاسلامي والسياسي على ان نضع مناقشاتنا في أطرها العلمية الدقيقة لنتوجه انا وهو أما لمناقشة المواضيع من خلال حيزها الثقافي العلمي، وأما من خلال حيزها السياسي السطحي، وعليه فهل يريد السيد حسين ان نناقش الاسلام والسياسة من منطلقاتها الفكرية الادبية الثقافية ؟. أم كعادة الاخوة الاشتراكيين الذين اصبحوا بقدرة قادر راسماليين ليبراليين بين ليلة وضحاها، ان يناقشوا المواضيع بلا قيود علمية او فكرية او ثقافية ليتمكنوا من التقافز في المواضيع كيفما اتفق لهم وارتأت قريحتهم الضعيفة ثقافيا في تناول المواضيع ؟. نعم في اول كلماته الاخ عبد الخالق الحسين وبدون ان يفرّق بين المواضيع الثقافية التي تتناول الاسلام والسياسة والاسلام والايدلوجيا والاسلام والاقتصاد والاسلام والمجتمع .....عن المواضيع السياسية وجدنا الاخ عبد الخالق يوجه موضوع مقالتي التي هي ثقافية اكثر منها سياسية على اساس انها اقرار ببقاء الاسلام سياسيا والى الابد، وليشبه فيما بعد هذا الاقرار سياسيا على اساس انه :(( رأي يشبه تماما ماكان يردده البعثيون في العراق !.)). الحقيقة ياسيد عبد الخالق ان رأينا في خلود الاسلام السياسي لايشبه رأي البعثيين مطلقا، بل اننا نؤمن بحقيقة خلود الاسلام السياسي كأيماننا بالله سبحانه وتعالى وايماننا باليوم الاخر ونبوة محمد العظيم ص، وشيئ مختلف بين الايمان بعقيدة جزء منها سياسي، وبين حركة قومية علمانية ماسونية بعثية لم تولد في الحياة الا من اجل اغتيال الاسلام السياسي ودوره في الحياة !. نعم سيادتكم ربما قصدت ايضا عمليه التشبيه فقط لاغير مثل تشبيه الاسلام بالوباء، لكنّ هذا لايعني الحقيقة على اي حال، واذا اردت من هذا التشبيه بين ارائي واراء البعثيين اضعاف فكرة كون الاسلام السياسي باقيا مابقى الدهر، فانت على الحقيقة واهم، بسبب ان ايماننا بالاسلام يفوق كل مايتصوره دماغك من ايمان والتزام بايدلوجيات علمانية اجرامية منحرفة ولااخلاقية !. ومن هنا ياسيد حسين اننا تحدثنا عن ظاهرة اسلامية ثقافية وفكرية وليس سياسية فقط لتشبهنا برأي البعثيين العلمانيين الذي لايؤمنون بآخر مطلقا، وها انت ذا تدعو للديمقراطية واحترام الراي المختلف، لابل تدعوا في مقالات كثيرة قرأتها لسيادتكم الى الحب والتسامح والانفتاح .....من جهة، وتنعت من يختلف معك ورأيك بانه فاشستي وبعثي ووباء يجب استئصاله بالقوة ...... الخ، وهكذا حتى اننا في غرابة من هذا التناقض المضحك المبكي لليبراليي آخر الزمان، الذين يتشدقون بالديمقراطية ويدعون الى الكراهية وابادة الاخر ورمي رأيه المختلف بالسفه في نفس الوقت واللحظة، بينما كان المفروض ان تكون مثلنا نؤمن بان رأينا في الاسلام السياسي صواب وايمان مطلق الا انه يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب !. رابعا : نعم ياسيدي عبد الخالق حسين نحن نؤمن بان الاسلام منظومة متكاملة من الرؤى والتوجهات السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والسياسية والروحية، ولهذا فالاسلام عندنا دين ودولة ولافرق لدينا عندما يتحدث امثالك عن الاسلام السياسي انه يقصد الاسلام الديني لكنّ في جانبه السياسي الدنيوي النفعي !. الآن انت وغيرك يعتقد كالبروتستانتية المسيحية الحديثة ان الاسلام كدين هومختلف عن الاسلام السياسي هذا شأن يختص بايمانك الفردي كأنسان لايرحب بتسييس الاسلام، امّا نحن وايماننا باسلامنا العظيم الذي فهمناه من خلال محمد الرسول وعلي بن ابي طالب والحسين سيد الشهداء والثائرين .... وباقي قيادات الدين والاسلام، فنحن نعتقد بسياسية الاسلام المحمدي قبل اجتماعيته، والى هنا لكم دينكم في الاسلام ولنا دين ويجب احترام قناعات بعضنا والبعض الاخر، امّا محاولتكم لفرض رؤيتكم البروتستانتية علينا لنؤمن ان الاسلام دين بلا روح للدولة فهذا شيئ نحن كاحرار لانقبله لالكم ولا لنا، وعليكم انتم ايضا ان تكونوا صادقين مع شعاراتكم في الديمقراطية والقبول بالراي الاخر المختلف وتحترموا رؤية اخوتكم في الانسانية والوطن عندما اختاروا سبيلهم كما اخترتم انتم سبيلكم الليبرالي الرأسمالي البراجماتي في هذه الحياة !. فانا وحسب ما اعتقده من فكر وايمان ان الاسلام كما سمح بالاختلاف السياسي في مجتمعه هو ايضا يسمح بالالحاد ايضا ولكن في اطاره الذي لايخلّ بالنظام والقانون العام لوجود المجتمع، بمعنى انه لاينبغي ان يكون القانون الذي يحكم ويسير وينظم حياة المجتمع هو الايمان بالاخلاق، ثم انت تأتي كايدلوجي ملحد لتحاول تقويض النظام العام للمجتمع باسم الحرية والديمقراطية، فهذا شيئ غير مقبول حتى في النظم الديمقراطية التي ترى النظام العام والقانون فوق الجميع، وعليه ايها الاخ عبد الخالق حسين انت ليس بحاجة للتأكيد على معارضتك فقط للاسلام السياسي وليس الاسلام الديني ولاهي في اي اتجاه تسير، بل من حقك المعارضة من اجل المعارضة لاغير سواء كان ضد الاسلام او ضد الاسلام السياسي حسب ماذكرناه من ضابط . سادسا : هل نحن مغالون فعلا في ايماننا بالاسلام ؟. نعم نحن ملتزمون ومنتمون وليس مغالون في ايماننا بالاسلام، فالغلو حرام في شرعتنا الاسلامية لقوله سبحانه :(( لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله الا الحق )) وعليه نحن صحيح اننا نعبرّ عن ايماننا بالاسلام بنوع فيه الكثير من المبالغة، وربما هذا لردة فعل على الكثير من الجحود للاسلام من قبلكم يادكتور عبد الخالق حسين، لكن هذا يبقى هو شعور انساني طبيعي لايستحق النقد والتوبيخ، وربما اذا سالتك ياسيدي شخصيا : ماهو مقدار ايمانك بالديمقراطية او الحرية او حقوق المرأة ..... الخ ؟. لاجبتني بحماس وقوّة ومبالغة شديدة ايضا باعتبار ان هذه هي ادوات السياسي العلماني المتزلف للغرب الليبرالي، وعندها لاالومك على مغالاتك هذه في الدفاع والانتماء والالتزام بهذه المبادئ، وعليه ارى انه من المعيب ان ننتقد من ايمان اي شخص في هذا العالم، سواء كان ايمانا مطلقا او ايمانا معتدلا، ونعم شرط ان لايفرض ايماني المطلق على الاخرين، ولي ولك الحق في منسوب كمية الايمان اذا كان يدور في اطاره الطبيعي، وليس بنا حاجة عندئذ لابتشبيه ايماني بالبعثي والقاعدي، ولا بتشبيه ايمانك بالماركسي النفعي للنيل من هذه الظاهرة !. سابعا : اخيرا ختم المحترم عبد الخالق حسين مقالته حول الوباء الاسلامي بجنجلوتيت ايران وانتخاباتها الاخيرة ليؤكد على رؤيته بحتمية زوال وموت الاسلام السياسي من الوجود، ولينطلق من مظاهرات الاحتجاج التي يقودها التيار الاصلاحي في ايران ليصل الى نتيجة حتمية موت الاسلام السياسي ؟!. غريبة عجيبة هذه النتائج والمقدمات التي ينطلق منها عبد الخالق حسين وغيره لتحليل ظاهرة الاسلام السياسي ومتى ينتعش ومتى يشيخ ويموت ؟!. والاغرب من ذالك هذه التناقضات العجيبة الغريبة في نقد ظاهرة الاسلام السياسي من جهة في نفس الوقت الذي نذكر فيه ان هذا النظام السياسي هو النظام الوحيد القائم في المنطقة على الانتخابات وحق التظاهر وافساح المجال للناس للتعبير عن رأيهم بحرية ؟. صحيح عين السخط عن كل جميلة عمياء، وعين الرضا عن كل قبيحة راضية !. السيد عبد الخالق حسين يريد ان يستخلص من النظام السياسي الذي يقيم انتخابات سياسية ومناظرات بين مرشحين اربعة لانتخابات رئاسية في ايران كانت بمستوى من الشفافية والنقد بحيث ان العالم كله اعترف بانها مناظرات على مستوى عالي من المنافسة، ومشاركة غير مسبوقة شعبيا في دول العالم حتى الديمقراطي بنسبتها المئوية، ومن ثم احتجاجات شعبية غاضبة في شوارع طهران على نتائج هذه الانتخابات .... يريد السيد عبد الخالق حسين وامثاله ان يقول للعالم :انظروا كل هذه المظاهر التي لايوجد ربعها ديمقراطيا في الشرق الاوسط العربي والاسلامي هي دليل على عدم وجود الحرية ودليل على موت الاسلام السياسي الذي سمح في ايران بكل هذه العملية الشعبية الانسانية السياسية في ايران وخارجها !. طبعا ليس دفاعا نحن هنا عن النموذج السياسي الايراني الاسلامي نتكلم هذا الكلام حول انتخابات ايران السياسية، فايران اكبر بكثير اساسا من حاجتها لامثالي للدفاع عنها، هذا اذا لم تكن ايران اكبر اليوم بحجمها الانتخابي من العالم المحيط بها اساسا، ولكن رأفة ورحمة بعقول الناس التي ومن كُثر طرق مقالات عبد الخالق حسين وغيره من اعلاميات العالم المستعر غيضا من تجربة اسلامية تحاول ان تكون ديمقراطية وحرة، هذا العالم الديمقراطي يزأر غيضا وحنقا على تجربة باسم الاسلام الذي يكن له الكراهية بشكل غير معقول، واظهاره فقط بشكل اعرابي القاعدة من الارهابيين ومتخمي البترول في المنطقة، كل هذا يُراد له ان يكون هوية الاسلام الحقيقية بينما يظهر للعلن دولة ترفع شعار الاسلامية وتمارس الانتخابات وتدفع بمرشحين يغضبون على السلطة ويحرقون السيارات في الشوارع ....... ومع ذالك لايقرّ لهذا النظام انه الافضل في المنطقة العربية والاسلامية على الاقل ؟!. عجيب غريب !. اذن ماذا يقول السيد عبد الخالق عن حال المنطقة العربية لاسيما النظم التي هي حليفة للدول الديمقراطية الغربية التي تنتقد انتخابات ايران وتحالف الديكتاتوريات العسكرية الشمولية في مصر وباقي دول الاعتدال العربية الملكية الغير متطرفة حسب مايذكره الاستاذ عبد الخالق حسين؟. وهل ان ممارسة الانتخاب الايرانية التي لم يفرضها (( حسب ما اعتقد لا عبد الخالق حسين ولا اميركا على ايران الاسلامية )) ومناظرة المرشحين للرئاسة، والسماح السياسي القائم بخروج الناس للشوارع للتعبير عن غضبها الى ان يقع المسيئ للقانون فتتدخل السلطة لحماية النظام العام للمجتمع .. هل هذه الظواهر كلها هي دليل ضعف للنظام السياسي الاسلامي القائم في ايران أم دليل قوّة ياسيد عبد الخالق حسين ؟. هل السيد رفسنجاني ربيب اية الله الخميني، والسيد خاتمي ومير حسين موسوي ..... وغيرهم من الاصلاحيين هم نبت وابناء الاسلام الثوري السياسي في ايران ؟. ام انهم من بقايا تربية الشاه الامريكية الديمقراطية حتى تنسب حركتهم للتمرد على الاسلام السياسي في ايران ؟. الحقيقة انا لا اعلم ماهي الموازين التي على اساسها يبني السيد عبد الخالق حسين وغيره جميع توقعاته المستقبلية، ولكن ما لمسته بقوّة ان هناك غيبوبة او جلطة ثقافية في الدماغ او شيئ قريب من هذا هو مايتحكم بامثال قلم الاخ حسين وغيره، وإلاّ هل من المعقول ان نقرأ الظواهر الاجتماعية والسياسية بهذا الشكل الذي يدفعنا للتساؤل ب : هل حقا اننا امام كتاّب مثقفون يستخدمون الفكر في الكتابة ؟. أم اننا امام (تمرجية)تنابلة بالصدفة حصلوا على شهادات في هذه الحياة ؟!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |