|
تجربة العراق الديمقراطية ومساعي إفشالها ..
محمود غازي سعدالدين/ دهوك / العراق لقد أثبت العديد من مكونات الشعب العراقي البسطاء منهم , أنهم يتحلون بنفس عال وراق من الوعي والديمقراطية رغم وجود الكم الهائل من المشاكل التي تعيق تطور عقلية وذهن هذه المكونات مشاكل من قبيل تدخل تيارات وأحزاب لا تؤمن بالديمقراطية وحرية ألإنسان ومشاكل يومية عديدة تشغل ذهنه وفكره . إن من تسلم دفة السلطة والإدارة عليه إن يتذكر انه لم يكن ليتسلمها لولا صوت هذا المواطن البسيط الذي قد تكون هناك أحزاب كبيرة على الساحة السياسية العراقية قد أغرت العديد منهم بشعارات دينية وغير دينية وفرضت نفسها فرضا على أرض الواقع ثم ما برحت ولتخسر صوته ألانتخابي في أول انتخابات شهدتها محافظات العراق. إن المشاكل اليومية التي يعانيها المواطن من جراء تهاون وتقصير المسئولين المفسدين تعيق كثيرا تطور المشروع الديمقراطي الحقيقي في العراق ونقول هنا إن المفسدين متوهمون في هذه في إشغال فكر المواطن البسيط بمشاكل جمة من أزمات مياه غير صالحة للشرب وخدمات بلدية من قبيل النظافة وكهرباء وخدمات اجتماعية وصحية متعلق بصحة الفرد , وتدوير وخلق أزمات فيما بينهم قد تجد لها صدى على سمع وذهن هذا المواطن ولكنها بالنهاية تفضي إلى خلق أعلى مستوى من التحرر الذهني والديمقراطي في وعي هذا المواطن البسيط الذي بالنتيجة وكمحصلة نهاية ستؤدي إلى خلق مستوى عالي في التفكير وبين التفريق بين من خدمه وبين من خذله باسم العلمانية تارة وباسم القومية تارة أخرى ومرة أخرى تحت شعارات ويافطات دينية . لاشك أن هناك العديد من هم داخل العراق وخارجه من تتطابق وتتوافق أجنداتهم الداخلية مع ألأجندات الخارجية يسعون وبشتى الوسائل إفشال التجربة الديمقراطية الحديثة في العراق بعد عمليات تحريره من سطوة النظام الشمولي. لعل من تلك المساعي التي يحاول البعض إن يكرسها هو إعادة النظام الشمولي وسلطة الفرد والحزب الواحد واتخاذ القرارات من وراء الكواليس وفي الظلام ومن ثم ألابتعاد عن ألأطر الديمقراطية التي تتطلبها الدولة العصرية الحديثة بالاحتكام إلى الشفافية وصناديق ألاقتراع وخيارات الشعب , و ألابتعاد عن كل ما هو شانه ألإضرار بهذه المساعي , فسياسة ومبدأ التوافق الذي سارت عليه الدولة العراقية لحد الآن هو خنجر مسموم في ظهر الديمقراطية ولعل من يكرس لهذه السياسة لابد إن يعي أن تكريس هذا المبدأ لا يعود بالنفع في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة ودولة المؤسسات. لعلنا لابد ان نقول أيضا أن من ينادي بتحقيق المصالحة مع البعثيين ودون شروط من قبيل إعفاء حتى الذين من أجرموا بحق أطياف الشعب العراقي لاشك أنهم بعيدون ولا يقربون من الوطنية في شيء , وكما قلنا جل مسعاهم إعادة ما كانت عليه الدولة العراقية إبان حكم الطاغية المقبور ونظام البعث الشمولي. هناك العديد من ألأسباب ألأخرى التي تعيق وتعرقل مساعي بناء الدولة الحديثة من خلال سياسات الشد والجذب في وضع اطر ولوائح دستورية تخدم المواطن العراقي وكذلك عدم ألاتفاق على نظام مالي مستقر وشفاف يكسب ثقة المواطن وتدعم شرائح المجتمع كافة وخاصة شرائح المعوقين واليتامى والثكلى والفقراء والمرضى وشريحة المتقاعدين بغض النظر عن هذا المكون أو ذاك. من اخطر ما يهدد الدولة العراقية الحديثة من دخل العملية السياسية ولا زال يروج لمصطلحات بالية جوفاء من قبيل تنظير وتكريس ثقافة المؤامرة وإلصاق التهم بالدول التي ساعدت على تحريره وترويجه للخطابات الشعاراتية المقيتة من ألإمبريالية و ألاستعمار والهيمنة الصهيونية وألاحتلال التي يروج له البعض وتكريس مصطلح ألامة العروبية التي خذلت العربي قبل غيره ( ياعربي ويا قومجي ياعوران يا أعور) كون جميع هذه المصطلحات لا تخدم بناء هذه الدولة وبناء دولة ألإنسان. لا زال هناك العديد من التيارات و ألأحزاب العراقية التي لا زالت تغازل دولة ما تسمى ولاية الفقيه التي لم تجر على العراق سوى الخراب والدمار بدعم جماعات تدعم العمليات المسلحة ضد قوات التحالف (المحتلة) باتت سياسات إيران المتطرفة واضحة في هذا الشأن لتعادي بذلك كل ما يمس التعامل أو ألاتفاق مع الدول التي ساعدت العراق على التحرر وعلى رأسها الولايات المتحدة . لاشك أن من يقرأ الواقع على حقيقته يرى مدى تأثير عملية تحرير العراق على الشأن السياسي العام والأنظمة الشمولية الحاكمة في دول الشرق ألأوسط بدأ من دولة الفقيه و إنتهاءا بدول الحزب والحاكم ألأوحد جل جلاله . العراق على أعتاب ديمقراطية حقيقية أذا ما ابتعدت التيارات السياسية الوطنية عن الشعاراتية ودعم فقط التوجهات التي تخدم ألإنسان العراقي , تبعات هذه الديمقراطية نتلمسها في ألشأن العراقي بخسارة أحزاب أسلامية كبيرة كالحزب الإسلامي(حديقة ألإرهاب الخلفية) وأحزاب قومية أخرى والمجلس ألأعلى السند والظهير القوي لدولة الفقيه عقب انتخابات مجالس المحافظات ألأخيرة . بصمات كان لها أثرها حتى على دولة إيران التي أنتفض شعبها الواعي للوقوف ضد دولة الفقيه ورئيسها المتبني لثقافة معاداة الغرب (ألأستعماري والإمبريالي) ورمي إسرائيل بمن فيها إلى البحر الرئيس نجاد الذي بلا شك لن تنجيه سياساته الحمقاء بدعم سياسات عدم ألاستقرار في العراق ودعم حركات إسلامية متطرفة كحركة حماس ألإرهابية وحزب الله الذي تلقى هو أيضا صفعة ديمقراطية حقيقية في ألانتخابات اللبنانية ألأخيرة . ولكن العجب العجاب وقبل أن يحسم الشعب ألإيراني نفسه وما سترتب عليه المظاهرات السلمية الديمقراطية التي يعبر عنها منافسوا ومساندوا ألإصلاحي الديمقراطي (مير حسين موسوي) وخطابه المعتدل, التي شككت جميع الدول الديمقراطية والمنظمات الدولية بنتائج هذه ألانتخابات وفوز نجاد وهذا ما أكدته مشاهد قمع هذه التظاهرات بشتى الوسائل. خرجت علينا هيئة الرئاسة العراقية بمباركة الرئيس ألإيراني (نجاد ) حتى وأنها سبقت في خطوتها تلك معظم الحكام الشموليين ومنهم حاكم فنزويلا ( هووكو تشافيز) في رسالة عاجلة يطلب فيها توطيد العلاقات وترسيخها وهنأ فيها (نجاد) بكسب ثقة الشعب وتأييده !!!! بصمات وصفعات الديمقراطية الدولة العراقية باتت تؤتي أثرها داخل العراق وخارجه وألانتخابات التشريعية العراقية القادمة لن تكون لصالح أحزاب وكيانات لا تؤمن بالديمقراطية ولا تخدم ألإنسان العراقي لسبب واحد فقط وهو أن القرار بات في يد الشعب العراقي وسوف يحسمه المواطن البسيط لصالح دولة الديمقراطية ودولة ألإنسان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |