محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ الرابعة

 

مصطفى الكاظمي

shoki_113@hotmail.com

قليلون اؤلئك الذين ثبتوا على عهدهم في مسيرة الكفاح ضد نهج الطاغوت.

هناك من بدّل وغيّر، وهناك من نكص عن رؤيته فتمسك بسبل الهروب ومنهم من طفق يبحث في سلال الاخرين علّه يجد غطاءً يحمي وهنه ويستر تقهقره. قليلٌ قليل من لم تأخذه في الله لومة لائم. ففي ظهيرة اعلان انتهاء الحرب العراقية - الايرانية وقبول الامام الخميني انتهاء الحرب ووضعها اوزارها في 8-8-1988 قال البعض للسيد الحكيم متشفيا او متألما لقد انتهينا وانتهى كل شيء.! قال الحكيم: انما نؤدي تكليفنا سواء استمرت الحرب ام توقفت،! وتكليفنا يقتضي محاربة نظام صدام لاخر نفس. سواء انتصرنا في الحرب ام لا،! فذلك موكول لعناية الله تعالى وارادته.

على الرغم من مرارة خبر ايقاف الحرب بصورتها التي ابقت على استهتار صدام إحصين التكريتي وتغطرسه وما نتج لاحقا من غزو للكويت ونكث بالسعوديين، ورغم كل التوقعات باندحار قوة المعارضة،! لكن ارادة الحكيم تفردت بثبات مدهش وابدت لياقة عالية في توجيه مسار الصراع  باسلوب جديد ضد النظام الصدامي. مع ما شهدته المعارضة على خلفية اعلان الصلح مع النظام بلجوء الكثير من الشخصيات الى عواصم دولية لايزال الكثير منهم فيها حتى الساعة.

لكن الحكيم عالج الامر جذريا منذ اليوم الذي توقفت فيه الحرب واعلنها في القنوات الاعلامية المحلية (اعلام ايران وقنوات المعارضة) والعربية والعالمية انه سيستمر في منهج مقارعة النظام الصدامي وسيبقى يطالب بحقوق العراقيين حتى يقضي الله أمره. وملأت تصريحاته مراكز العراقيين في ايران وسوريا، والكويت والسعودية فيما بعد وفي لبنان ومن خلال قنوات واذاعات بي بي سي ومونت كارلو وصوت اميركا وغيرهن اجرين لقاء تلو لقاء حول قراره الاخير بعد ان وضعت الحرب اوزارها.

الكثيرون كانوا يراهنون على هزيمة السيد محمد باقر واحتمالية استسلامه وانتقاله الى حيث الراحة والطمأنينة في بلد اخر كالكويت او سوريا،! لكن الحكيم اسقط تلك الرهانات باستغلاله فرصة ذهبية استخدم فيها طاقته فعمم خطوته في عموم التواجد العراقي في ايران واستصرخ همم العراقيين للتطوع في ثكنات التدريب العسكري تحت مظلتي قوات بدر والتعبئة الشعبية العسكرية. كان يخطط لاشعار العالم بوجوده القوي ورغبته في مقاومة العنجهية الصدامية وكذلك لاستنهاض روح المقاومة في الداخل العراقي، واستمرار شعلة الجهاد وهاجة في نفوس العراقيين والمجاهدين في ايران ورفع الاستكانة ان تسيطر عليهم.

جاءت ثمرة تفكير الحكيم سريعة جدا حيث استعرضت بدر قواتها تحت لوائه وبقيادته في مدينة كرمانشاه القريبة من الحدود العراقية، حيث استعرض اكثر من عشرين الف مقاتل عراقي بانواع السلاح الخفيف حتى الدبابة الحديثة، لتليه استعراضات التعبئة الشعبية التي تطوع عدد غفير جدا من شباب العراق في المهجر، وقد توجهنا لتغطية الحدث اعلاميا مع السيد الحكيم القائد العام للقوات المسلحة الاسلامية العراقية وقتذاك الى مدينة اصفهان ومنها الى نجف اباد حيث المخيم التعبوي الكبير والاستعراض المهيب الذي بعث الامل في قلب السيد الحكيم وفي نفوس العراقيين في المهاجر الذين كانوا يتطلعون الى يوم الخلاص من اعتى طاغوت حكم العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com